TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هزيمة اتحاد الكــرة!

هزيمة اتحاد الكــرة!

نشر في: 2 ديسمبر, 2012: 08:00 م

يُصاب المرء بالغثيان من تكرار الشخص المسؤول عن الاخطاء ذاتها في كل يوم لعدم استفادته من التجارب السابقة وغياب الخبرة في اتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات المناسبة بما يجعله مادة للتندر والسخرية من الآخرين بالرغم من تسنمه مهمة قيادة قطاع واسع من منظومة العمل الكروي، فضلاً عن تهربه من تحمـُّل أية مسؤولية في مجال عمله لذلك نجد التخبط والارتجالية من سماته ويفتح ذلك الباب على مصرعيه امام  الانتهازيين الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف كما فعلها المارد زيكو في قضية تقديم استقالته من تدريب منتخبنا الوطني قبل ايام من افتتاح بطولة غرب آسيا التي أثارت شجون الشارع الكروي وفتحت جروحاً من الصعب ان تشفى بسهولة لان العلاجات قاصرة عن مداولة جسد الاتحاد العليل الذي تنخر الامراض المستعصية فيه وبات بحاجة ماسة الى جرعات منشطة من النوع النادر ليكون قادراً على مواجهة التحديات والوقوف بحكمة وقوة امام بهلوانيات زيكو وتلاعبه بالكلمات وتغييره المستمر للمواقف وتعاليه الدائم على اعضاء الاتحاد الذين وجدوا انفسهم بسبب مبالغتهم في الانصياع لرغباته وكأنهم موظفون في وزارته السابقة او يقبضون رواتبهم الشهرية منه!!

وفات على الاتحاد ان زيكو كان عاطلاً عن العمل منذ سنوات قبل تسنمه مهمة تدريب المنتخب الوطني ولم يفلح مكتب الاستشاريين والسماسرة الذين يعملون بمعيته في الحصول على فرصة عمل بالرغم من تواجد المئات من الاندية البرازيلية وفي الخليج العربي وغيرها التي تبحث عن المدربين الناجحين، وجاءت منحه فرصة تدريب اُسود الرافدين هبـة من السماء له أنقذته من البطالة الكروية وأسهمت في دخوله بقوة بورصة المدربين، ولو امتلك اتحاد الكرة مفاوضين على درجة عالية من الاحترافية لتغيــَّر الكثير من ملامح إعداد المنتخب الوطني بما يصب لمصلحة إعداد وتطوير اللاعبين نحو الافضل من الناحتين الفنية والبدنية ، لكن زيكو لم يستثمر الفرصة الذهبية بتأكيد جدارته التدريبية وانشغل كثيراً بالجانب المادي على حساب واجبه التدريبي فتداخلت الامور واختلط الحابل بالنابل وتاه المنتخب بين امواج تصريحات زيكو الهائجة ونفى الاتحاد الخجول ودفاعه المستميت عن مدربه الذي يستخدم طريقة لوي الذراع مع الاتحاد لتمرير مخططاته المادية طالما ان في العقد المبرم بين الطرفيين ما يُثيـر الشكوك ويجعل من الوصول الى نقطة الالتقاء وقتية ولا تستند الى حقائق دامغة وتفاهم واضح وانسجام تام لتعبيد طريق النجاح لمنتخب طموح يُمثل شعب يعشق اللعبة حــد النخاع.

وفـق تلك المعطيات فان مسيرة المنتخب وما أصابها من التلكؤ في مشوار المونديال يعود الى ضعف القرار الاداري في اتحاد الكرة وغياب المنهجية الواضحة والرؤية الناضجة والقرار الشجاع  للتعامل مع زيكو بالمثل، لأن العقد المبرم بين الطرفين كان حلقة الضعف والحلقة المفقودة التي استثمرها (بيليه الابيض) لصالحه وكسب منها المال الوفير وخرج اتحاد الكرة مهزوماً من اول تجربة مع مدرب محترف خبير يبحث عن المال ومصلحته الشخصية ولا يعترف بالعواطف!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: الكاتب الحقيقي

العمودالثامن: جمهورية قص اللسان

العمودالثامن: مطاردة الرأي الآخر!!

ضجيج الدجاجة:عندما يتحول الصخب إلى أداة لتسويق الوهم

العمودالثامن: حكاية علي الوردي وشباب الناصرية

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر باخبار الموت والفجائع، والصمت العالمي، في كل يوم تواجه بهذا السؤال الأزلي: لماذا تكتب عن...
علي حسين

باليت المدى: في مرسم غوستاف كليمت

 ستار كاووش ما أن وضعتُ قدمي في مدينة فيينا، حتى بدأتُ أفكر بمرسم غوستاف كليمت الذي يقع في ضاحية هيزتنخ خارج فيينا. قمتُ بجولة صغيرة ثم تبضعتُ بعض الاشياء التي أحتاجها، وانتظرت حتى...
ستار كاووش

كيف ساهمت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبرمجة التجسسية في هذه الحرب؟

د. محمد حسين الرفاعي ضمن فرضيات تفسيريَّةٍ فاهِمَة، هي تحيا وتعيد بناء ذاتها من تحت القصف، ومعاينة أحوال نازحين والمشردين، في مواجهة الموت على نحو وجودي عميق؛ هذه المواجهة التي كنتُ قد جرَّبتها ببغداد...
محمد حسين الرفاعي

بينما يحترق الشرق الأوسط، ما الذي يتطلبه إنهاء الصراع؟

بول آدامز* ترجمة: عدوية الهلالي مع الهجوم على إسرائيل ومعاناة غزة من التفجيرات المدمرة، شعرنا وكأننا نشهد نقطة تحول.لقد انفجر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرة أخرى، بعد أن غاب لسنوات عديدة، ويبدو أن الأمر فاجأ...
بول آدامز
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram