الاستفتاء على الدستور يؤدي إلى تفاقم التوترات السياسية
أكدت صحيفة الفايننشيال تايمز أن قرار الرئيس محمد مرسي بالاستفتاء على الدستور، صاغته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون، وانسحب منها مختلف فصائل المجتمع المصري، من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم التوترات السياسية. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى حشد الإخوان لمؤيديهم الإسلاميين ونقلهم عبر حافلات من كافة محافظات مصر، للتظاهر لتأييد قرارات الرئيس محمد مرسي. ولفتت إلى خلط المؤيدين في هتافاتهم بين دعم قرارات الرئيس والشريعة الإسلامية. وتقول الفايننشيال أن الأمر الأكثر إثارة للقلق للقوى المعارضة لمرسي ستكون عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين معارضتهم للمشروع السياسي للرئيس ومعارضتهم للدولة الدينية. وتوضح أن الإسلاميين حاولوا، السبت، تعزيز رسالة بأن الرئيس يعزز دور الإسلام والشريعة في البلاد، ويصورون معارضيه على أنهم يحاولون تغيير الهوية الإسلامية للبلاد، والوقوف في طريق الدين لأنهم مضللون أو متآمرون يحملون أجندات شريرة.
جنون العظمة الدافع وراء استيلاء الإخوان على مزيد من السلطات
قالت مجلة فورين بوليسي، إنه لأول مرة منذ صعودها إلى السلطة تواجه جماعة الإخوان المسلمين تهديدا شعبيا خطيرا لمساعيها توسيع سلطتها، ومع ذلك فلا تبدي الجماعة أي علامات على التراجع. وأشارت المجلة إلى أن مرسوم جماعة الإخوان المسلمين ورد فعلها يرمز إلى رؤية الجماعة للمشهد السياسي بعد خمسة أشهر من فوزها بالرئاسة، وعامين من الثورة التي فتحت الطريق أمام هيمنتهم السياسية. وقالت إن عملية صنع القرار داخل الجماعة ما تزال مبهمة، كما أن أعضاءها الأكثر نفوذا ما يزالوا يعتقدوا أن الدولة العميقة تقف في قلب المعارضة السياسية ضدهم لتدميرهم، وهذا الشعور بجنون العظمة يفسر مشهد الأسبوع الماضي حيث قاموا بانتزاع السلطة الكاسحة، مما يمكن أن يعني المزيد من المواجهة. وبدلا من السعي إلى حل وسط، يضغط الإخوان قدما لإثارة مزيد من الصراع، فلقد أنهت الجمعية التأسيسية للدستور، التى يهيمن عليها التيار الإسلامي، عملية كتابته والتصويت على مواد الدستور سريعا، لطرحه للاستفتاء، ذلك على الرغم من انسحاب مختلف التيارات السياسية والكنيسة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني. وتواصل فورين تحليلها لمواقف الجماعة بعد صعودها للسلطة، مشيرة إلى أن لهجة أعضائها أصبحت أكثر حدة وإقصاء للآخر، ولفتت إلى أن الصفحة الخاصة بالإخوان على تويتر زعمت أن المصريين العاديين ينظرون إلى الحشود التي تملأ ميدان التحرير بأنهم فلول وليسوا ثوار يناير 2011. وتقول المجلة أن اعتقاد جماعة الإخوان المسلمين الشديد في التفوق السياسي الساحق يعنى ميلهم إلى رفض أى هزيمة أمام ما يزعمونه من مؤامرات أو تأثيرات، وعلى سبيل المثال زعم جهاد الحداد مستشار حزب الحرية والعدالة، أن هناك فيديو يظهر أحد المعارضين السياسيين الذي انسحب من الجمعية التأسيسية للدستور، وهو يصف مسودة الدستور بأنها أفضل دستور كتب لمصر على الإطلاق. وتضيف أن حازم خير الدين مستشار الحزب السياسي للجماعة، زعم أيضا أن قادة اليسار بما فيهم المرشح الرئاسي السابق، وأحد رموز الثورة حمدين صباحي ومعه المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، يظهرون في فيديو يناقشون فيه مؤامرة لحل الجمعية التأسيسية وإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مرسي. وتشير المجلة إلى أنه على غرار رئيسهم، لم يكن أحد من قيادي الإخوان مستعدون أو قادرون على تقديم أدلة على مزاعمهم، وتختم محذرة من تزايد الاستقطاب السياسي في مصر وومضات العنف والتشدد في الموقف، الأمور التي تهمس بالقلق إزاء نشوب حرب أهلية بين الإخوان والمصريين.