بغداد/ اياس حسام الساموك تصوير/ ادهم يوسف شيع مئات العراقيين أمس الثلاثاء وسط اجواء من الحزن الشديد ضحايا الهجوم الذي استهدف كنيسة النجاة الاحد الماضي في بغداد.وشارك المئات في تشييع جثامين الضحايا المسيحيين وسط اجراءات امنية مشددة، وبمشاركة لافتة من قبل مكونات وطوائف عراقية عبرت عن تضامنها مع المسيحيين العراقيين.
واقيم قداس مهيب في كنيسة مار يوسف بحضور كبار القيادات الامنية وشخصيات من جميع الطوائف والاديان برئاسة البطريرك عمانوئيل دلي الثالث كاردينال الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وقال الكاردينال دلي في اشارة الى الضحايا"قدموا الى الكنيسة ليصلوا الى الله، ويقيمون شعائرهم الدينية، لكن يد الشيطان دخلت الى هذا المكان المقدس لتقتلهم".ودعا دلي"المؤمنين الى التحلي بالصبر". وقال"اريدكم ان تعرفوا ان هؤلاء الذين ماتوا يصلون لكم في السماء".كما دعا الحكومة الى مساعدة عائلات الضحايا و"ليس من خلال الوعود فقط".واضاف"لسنا خائفين من الموت والتهديد، نحن ابناء هذا البلد، وسنبقى مع اخواننا المسلمين في العراق يدا بيد لتمجيد اسم العراق، نريد ان نبين ان المسلمين والمسيحيين اخوان مثلما نظهر اليوم".التشييع الذي حضرته"المدى"شهد مشاركة عدد كبير من الساسة وشخصيات حكومية ورجال الدين اضافة الى جمهور غفير، وما ان دخلت نعوش الشهداء الى كنيسة مار يوسف حيث جرت الصلاة على اجسادهم الا وسمع تصفيق حار من الحاضرين للتعبير عن الاعتزاز والفخر بهذه الكوكبة الجديدة من شهداء العراق.ومن جهتهم عبر اهالي الكرادة، المنطقة التي حدثت فيها جريمة كنيسة سيدة النجاة، عن حزنهم لما جرى من قتل بحق عدد من ابناء الديانة المسيحية وهم يؤدون صلاة الاحد، خرجوا سوية في تشييع رسمي بحماية قوات الأمن تتقدمهم دراجات رجال المرور مرددين بالروح بالدم نفديك يا عراق. الكردينال عامنيوئيل دلي شدد في كلمته، بعد ان تأدية الصلاة على ارواح الشهداء،على ضرورة تعزيز الأخوة بين الاديان والطوائف، مطالبا اياهم بالبقاء في العراق بلد الأجداد، وضرورة العمل من اجل رفع اسم العراق عاليا، لافتا الى ان هذا الامر من شأنه ان يعزز الاستقرار والمحبة بين العراقيين، محذرا من جميع انواع التفرقة التي يسعى اليها الارهابيون فيجب ان يوصل العراقيون رسالة الى من يريد تمزيق وحدته بأن الوطن واحد.واكد دلي ان المسحيين باقون مع اخوتهم المسلمين يعملون بيد واحدة وقلب واحد رغم كل الاعمال الارهابية التي تريد ابعادهم عن ارض العراق، مطالبا المسلمين ان يظهروا كما اظهروا هذه الايام ان الجميع اخوة من اجل عراق يفتخر به الجميع، موضحا ان العراقيين اليوم يودعون اخوة لهم سفكت دماؤهم على هذا البلد الطاهر، داعيا الله ان يبقي في العراقيين الثبات وانهم مصرون على هذا الثبات بما لديهم من تقوى ومحبة لله.بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر عّزا في كلمته التي القيت بالنيابة عنه العراقيين بهذا الحدث المفزع، معلنا عن رغبته في هذه الصلاة ان يكون حاضرا ولو روحيا ويصلي من اجل ان تشمل رحمة السيد المسيح جميع الاخوة والاخوات الذين راحوا ضحايا هذه الجريمة، منذ سنوات اصبح المسيحيون هدفا للهجمات الوحشية التي تعبر عن احتقار الحياة، والحياة يجب ان لايتم المساس بها، فالمطلوب هو بناء الثقة بين المواطنين، مجددا نداءه لكي تكون ذبيحة الاخوة والاخوات ضحايا كنيسة سيدة النجاة بساطاً للسلام.السيد عمار الحكيم شدد في كلمته على ان جميع الاديان والطوائف قتلت على يد الارهابيين، واصفا الارهاب الذي استهدف المسيحيين في كنيسة سيدة النجاة باللا دين له، فالضحايا استهدفوا لانهم ارادوا الحياة، فرسالتهم هي رسالة الحياة، موجها كلامه الى الارهابيين مهما قتلتم بالشعب العراقي ومهما اعتديتم على حرماته فأن هذا لايزيد العراقيين الا اصرارا على بناء العراق.واعتبر الحكيم، المسيحيين الشركاء الاساسيين وسيدافع العراقيون جميعا عنهم وعن حرمتهم وعن اعراضهم وممتلكاتهم، مشددا على ضرورة بقاء المسيحيين وثباتهم لايصال رسالة الى الظلاميين والارهابيين بأن العراق هو واحد لايفرقه اي احد، مجددا العهد مع الجميع في ان العراقيين سيستمرون ببناء وطنهم وسيعززون الحوار والتواصل والسلام والوفاء للعراق الحبيب، فالدمعة التي تخرج من ذوي الضحايا ليس قطرة ماء لتزيل هذه الفاجعة انما هي دمعة زيت تبقي الاصرار في نفوس العراقيين لمواصلة المشوار، ضاما صوته الى الاصوات التي تدعو الى الوقوف امام هذه المجزرة وتعويض المتضررين والعمل من اجل عدم تكرار مثل هكذا فجائع لابناء الشعب العراقي.المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ اعتبر في تصريح لـ"المدى"قتل الابرياء في كنيسة سيدة النجاة جريمة ضد كل العراقيين لا شريحة من شرائحه، مؤكدا ان اجراءات اتخذت لانصاف ذوي الضحايا كتعويضهم وعلاج المصابين اضافة الى اعمار الكنيسة.وشدد الدباغ على عدم مقدرة الارهابيين في زرع اي ثغرة تفرق بين شرائح الشعب العراقي، فرسالتهم التي ارادوا ايصالها كانت خائبة والمسيحيون هم جزء من هذه الارض، واصفا المساعي التي تريد ابعادهم عن العراق بالخبيثة، مبينا ان العراق كله مع المسيحيين وان الحكومة هي من تحميهم بكل ال
بغـداد تتشـح بحـزن "سيـدة النجـاة" وتشيّـع ضحايــا مجزرتـهـا
نشر في: 3 نوفمبر, 2010: 04:06 م