بغداد/ المدىبعد ما يقارب السنتين ونصف السنة من التمركز في مركز حدودي يقع على بعد بضعة أمتار من الأراضي الإيرانية؛ انسحبت امس الثلاثاء القوّات الأمريكية من مركز أمني مشترك في منفذ الطيب الحدودي، كانوا يتشاركون فيه العمل والسكن مع قوات الحدود العراقية.
ووسط مراسيم التسليم التي أقيمت لهذا الغرض في مركز الطيب الحدودي تمّ تسليم المركز وبشكل رسمي للحكومة العراقية لتتيح الفرصة لقواتها بمواصلة حماية أمن حدودها وشعبها.ووقع الرائد كريستوفر آدمز والمستشار لقوات المغاوير وقوات الحدود العراقية من لواء الدعم وتقديم المشورة الثالث التابع لفرقة المشاة الرابعة، مع العقيد عماد كريم آمر الكتيبة الثانية في قوّات المغاوير العراقية وثائق التسليم إلى الجانب العراقي وبمساعدة السيد ناصر زيد من مكتب شؤون تسلم الممتلكات العراقية من القوّات الأمريكية التابع لمكتب رئاسة الوزراء. وصرّح الرائد آدمز حول عملية تسليم المركز قائلا:"إنّ عملية تسليم مركز الطيب الحدودي سوف يدعم تدريبات قوات المغاوير العراقية ويعزز مصادرها؛ وذلك بينما يواصلون عملهم في تأمين الحدود العراقية مع دول الجوار".ويضيف النقيب دين ليون في السياق ذاته قائلا:"إنهم يتولون المزيد من المسؤوليات؛ إنهم يتولون حماية حدود بلادهم. إنّ كافة مناطق شمال محافظة ميسان هي الآن تحت مسؤوليتهم ومن دون أيّة مشاركة مباشرة من القوات الأمريكية."من جانب آخر يوضّح الرائد آدمز الواجبات والمهام التي كانوا يشاركون فيها مع قوّات الأمن العراقية في هذا المركز قائلا:"كانت منطقة عملياتنا تتجاوز 100 كم تقريبا من الأراضي الشاسعة على طول الحدود العراقية الإيرانية المشتركة، ومن الشمال وحتى جنوب المحافظة. وكانت مسؤوليتنا الرئيسية هي منع تهريب الأسلحة والمتفجرات التي قد تتم عبر الحدود". كما بيّن الرائد آدمز أنّ تسلم قوّات الأمن العراقية المزيد من المسؤوليات يعدّ دليلا ومؤشرا على قدراتها وطاقاتها، حيث قال:"إنّ هذا نجاح للقوات العراقية؛ إنهم جاهزون لتحمّل مسؤوليات بلادهم وأمنهم."يُشار إلى انّ كتيبة قوات المغاوير الثانية تمّ تدريبها لتكون قوة تدخل سريع لأيّة أمور وعمليات تتعلق بأمن الحدود العراقية، وسوف تواصل عملها مع مديرية قوات الحدود.واختتم النقيب ليون الحديث قائلا:"بتسليم المسؤوليات الأمنية لقوات الأمن العراقية، حتى يوفروا الأمن لحدودهم ويركزوا على التهديدات الخارجية، والشرطة تتولى أمر التهديدات الداخلية. إنني قطعا على ثقة بأننا أنجزنا مهمتنا هنا. وما حصل اليوم يعدّ خطوة كبيرة نحو الأمام بالنسبة للعراقيين. إنهم جاهزون لتولي مسؤولية مركز الطيب الحدودي."