بغداد/ علي عبدالسادةأمست بغداد على وقع عشرين تفجيرا أرهابيا، في واحد من الايام الدامية المؤلمة التي شهدتها العاصمة.وبعد يوم واحد من مجزرة كنيسة سيدة النجاة ببغداد، عاود تنظيم القاعدة الى ارتكاب جريمة ارهابية واسعة النطاق،
حيث تعرضت مناطق متفرقة من العاصمة ليلة امس الثلاثاء الى تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدف اغلبها مطاعم ومقاهي شعبية.وبحسب مصادر رسمية وطبية، فقد سقط اكثر من سبعين شهيدا واكثر من 250 جريحا – في حصيلة غير نهائية - اثر انفجار 14 سيارة مفخخة وعدد من العبوات الناسفة، مساء امس، استهدفت مناطق متفرقة من بغداد.وأغلقت السلطات الامنية منافذ العاصمة، فيما أشارت تقارير امنية الى ان القوات الامنية رصدت سيارات مفخخة اخرى.في حين قال المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد العسكري في تصريح صحفي متلفز في وقت متاخر من ليلة امس ان اجهزة الاستخبارات حصلت على معلومات مهمة حول الخلايا الارهابية التي نفذت تفجيرات امس وانها بدأت بخطة سريعة لاعتقالهم.وبدت شوارع العاصمة بغداد ليلة امس خالية من المارة والمركبات، فيما هرع عدد من المواطنين الى مساعدة الجرحى ونقلهم الى المستشفيات.وتضاربت الانباء حول فرض حظر للتجوال في مدينة بغداد، فمن جانبه أفاد مصدر في الشرطة العراقية بأن قيادة عمليات بغداد فرضت حظرا للتجوال في عموم مناطق العاصمة حتى إشعار آخر على خلفية التفجيرات.وقال شهود عيان للمدى ان اجهزة الامن قطعت الطرق الرئيسية في بغداد، وبدأت بعملية امنية واسعة بحثا عن مطلوبين.لكن شرطة الانبار فرضت حظرا شاملا للتجوال على جميع المركبات والاشخاص حتى اشعار آخر على خلفية التفجيرات التي شهدتها بغداد.ولم يستبعد مراقبون سياسيون ان تكون هذه التفجيرات تستهدف استغلال الخلافات السياسية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، مشيرين، في شأن اخر، الى ان هذه الاعمال الارهابية تحاول اثارة النعرات الطائفية. وانفجرت السيارات والعبوات بشكل متعاقب في مناطق الشعلة والكاظمية ومدينة الصدر وحي اور والحسينية والبياع وابو دشير، ما ادى الى استشهاد العشرات من الضحايا.وانفجرت السيارة الأولى في منطقة ابو دشير والسيارة الثانية استهدفت مركزا للشرطة في مدينة الصدر، والثالثة بالقرب من ساحة صباح الخياط بمنطقة حي أور، شمال شرق بغداد".وفي وقت لاحق من ليلة امس انفجرت سيارات مفخخة في ابو غريب والراشدية ومناطق اخرى.وأبلغ شهود عيان (المدى) مساء امس الثلاثاء ان سيارة مفخخة هاجمت مقهى شعبيا في ساحة صباح الخياط في وقت شهد زحاما كبيرا.اما الرابعة فقد انفجرت في شارع 20 بمنطقة البياع، والسيارة الخامسة في حي الجهاد، والسيارة السادسة في بغداد الجديدة، والسيارة السابعة في منطقة اليرموك، والسيارة المفخخة الثامنة في منطقة الشعلة والتي أعقبتها عبوة ناسفة داخل مجلس عزاء، والسيارة التاسعة في منطقة الكاظمية، مشيرا إلى أن "سيارة عاشرة انفجرت في منطقة الراشدية وسيارة أخرى في منطقة الغزالية".وكان شهود العيان ابلغوا (المدى) ان المفخخة التي استهدفت منطقة الرحمانية في مجلس عزاء لاحد المواطنين.واطلقت مستشفيات بغداد نداء في وقت متاخر من مساء امس نداء عاجلا الى سكان بغداد للتبرع بالدم لضحايا التفجيرات من الجرحى.وقال احد الاطباء العاملين في مستشفى اليرموك في اتصال هاتفي مع (المدى) ان عدد الجرحى الكبير يفوق طاقة المستشفى وانها بحاجة عاجلة الى التبرع بالدم.وبحسب الطبيب الذي فضل عدم ذكر اسمه ان حالات عديدة من الجرحى تصل الى الدرجة الخطرة.لكن وزارة الصحة اكدت ليلة امس ان مستشفيات مجهزة بما يكفيها من عبوات الدم لمعالجة المصابين.الى ذلك توجه العشرات من سكان مدينة الاعظمية الى مستشفى الكاظمية للتبرع بالدم، الامر الذي يراه مراقبون مؤشرا على فشل هدف القاعدة في احداث الفتنة.وتمثل التفجيرات الاخيرة الاعنف خلال العام الجاري، وتاتي بعد يومين من المجرزة التي ارتكبتها القاعدة في كنيسة النجاة ببغداد، التي شيع ضحاياها عصر امس وسط بغداد.