إبان ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم، لم يكن العراقي يعرف التقتير او في أحسن الأحوال ترشيد الاستهلاك، ولم أزل أذكر تماما كيف ان أبي يحاسب شهريا، بعد ان يكون قد قبض معاشه، الحاج حميد صاحب دكان (المبايعات) -
نسبة الى مصلحة المبيعات الحكومية- فتقرأ في الصفحة المخصصة لديوننا في سجل حسابات دكان أبو جمال( 2/كونية طحين، كونية شكر،2/ تنكة دهن، 5/كيلو جاي سيلاني، 2/ كارتون تايد، كارتون صابون لوكس،....) وبعد تسديد، مبلغ لا يذكر من أصل المعاش، يعود الينا الوالد محملا بعلبة (بسكولاته) وعصائر الـ(سنكويك) الطبيعية.راحت الايام واختلفت الاحوال، حتى وصلنا الى زمن البطاقة التموينية زمن الطاغية الارعن، حيث وصل الامر الى درك سحيق، بحيث اصبح الطحين أسوأ من تراب المزابل، والصابون مولداً للقمل..، وبعد 9/4 /2003 تحسن توزيع الحصة بنحو واضح ، ولكن يبدو ان (حليمة) لاتني تعود، الكرة تلو الكرة، الى عادتها القديمة، وصار حال الشرائح الاوسع والاكثر مظلومية، حال جيش عرمرم من الجياع، غابت عنه أسباب العيش، وراحت تضيق سبل النجاة به، وأخذ يسائل نفسه: ما حيلة المضطر؟.Kjamasi59@yahoo.com
مجرد كلام
نشر في: 3 نوفمبر, 2010: 04:58 م