TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > كنيسة (سيدة النجاة).. معلم بغـدادي بارز

كنيسة (سيدة النجاة).. معلم بغـدادي بارز

نشر في: 3 نوفمبر, 2010: 05:31 م

 رفعت عبد الرزاقمنذ ان دخلت المسيحية ارض بلاد الرافدين، عرف العراقيون الكنائس والأديرة، ومن يقرأ كتاب (الديارات) للشابشتي المتوفى سنة (388 هـ - 998) يدهش لكثرة المواقع المسيحية المنتشرة في العراق، واغلبها من الأديرة ثم زادتها الكنائس والمدارس عددا، وأصبحت كنيسة المشرق من اكبر كنائس العالم، وكان مقر آبائها في العراق في منطقة المدائن القريبة من بغداد،
 وقد بقيت أحوال مسيحيي العراق جيدة طوال العهود الإسلامية ولم يتعرض أي منهم الى مضايقات دينية او اجتماعية، بل تسنم الكثير منهم مناصب رفيعة، ويذكر الجاحظ في إحدى رسائله: مما عظمهم في قلوب العوام، وحببهم الى الطعام، ان منهم كتاب السلاطين، وفراشي الملوك، واطباء الإشراف، والعطارين والصيارفة.اما مواقفهم الوطنية، فلم يسجل تاريخهم أي شائبة في ذلك، ومن ذلك ما أورده ابن العبري في تاريخه، ففي سنة 1045 استلم الأب ايليا الأول رسالة من مطران سمرقند يخبره فيها عن زحف سبعة ملوك من تلك الأطراف على رأس جيش عرمرم وقد وصلوا الى حدود سمرقند وهم في تقدم مستمر غرباً، فأجتهد الأب لإيصال هذه المعلومات الخطيرة الى ديوان الخلافة واتخاذ ما يلزم لصد الغزو القادم من الشرق.واستمر الأمر الى العهود الحديثة، حتى إذا بدأ عهد الدولة العراقية في عشرينيات القرن المنصرم، كان للمسيحيين دور مهم في ترسيخ دعائم الدولة الجديدة، ولا ننسى أسماء رفائيل بطي ويوسف غنيمة والأب انستانس ماري الكرملي ورزوق غنام وغيرهم.ومن مسيحيي العراق طائفة السريان الكاثوليك الذين ترقى أخبارهم الى العهد العثماني الأول.وذكر المؤرخون ان السريان والكلدان الكاثوليك في القرن السادس عشر الميلادي كانت لهم كنيسة في محلة الميدان، وعندما فقدوها اخذوا يترددون على كنائس أخرى للكبوشيين والكرمليين، حتى شيدوا بيعة خاصة بهم عام 1842.ازداد عدد أبناء هذه الطائفة فضاقت بهم الكنيسة الصغيرة، فنهد عدد من وجوهها لشراء عدد من الدور المجاورة في محلة عقد النصارى وشيدوا كنيسة كبيرة عام 1862 أصبحت من الكنائس الكبيرة والشهيرة ببغداد.ثم تعددت كنائس السريان الكاثوليك ببغداد، وانتشرت في مناطق عديدة منها ومنها كاتدرائية السريان الكاثوليك التي تعرضت لهجوم إرهابي غاشم قبل أيام.تقع كاتدرائية السريان الكاثوليك في منطقة الكرادة الشرقية (محلة ارخيتة).كانت في البداية قاعة صغيرة شيدت عام 1952، ثم قرر الآباء الكاثوليك إقامة كنيسة كبيرة على الأرض نفسها وكلف احد المهندسين البولونيين وهو (كافكا) بتصميم الكنيسة فجاءت تحفة فنية جميلة تمثل سفينة وشراعها الكبير يحمل في وسطه الصليب في مقدمة البناء، وقام مكتب هندسي بإدارة المقاولين تبوني وعدنان ساجد بتنفيذ المشروع.افتتحت الكنيسة يوم 17 آذار 1968 باحتفال كبير حضره أساقفة الطوائف المسيحية في بغداد في مقدمتهم المطران ماري يوحنا باغوس.تضم الكنيسة لوحة زيتية للسيدة العذراء وهي تتضرع وابنها السيد المسيح على صدرها، وهذه اللوحة كانت محفوظة في روما ورسمت عام 1904.ويذكر العلامة الدكتور بطرس حداد ان اللوحة كانت في كنيسة السريان في عقد النصارى ببغداد ونقلت الى الكنيسة الجديدة.وأضيفت للكنيسة العديد من اللوحات الفنية والكتابات الجميلة.وتقع تحت الكنيسة مقبرة صغيرة مخصصة لرجال الدين، كما تنتشر القبور بجوار الكنيسة من الجانبين، وتقع مطرانية السريان قرب الكنيسة وكانت داراً قديمة هدمها المطران متي شاباً وشيد مطرانية جديدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

 واسط / جبار بچاي تنطلق في محافظة واسط، خلال القليلة المقبلة فعاليات مهرجان واسط السينمائي الدولي العاشر للأفلام القصيرة بمشاركة 18 فيلماً من تسع دول عربية إضافة الى إيران التي تشارك بفيلمين، الأول...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram