أبوظبي / وكالات حذر خبراء من استمرار حرق الغاز في بعض دول المنطقة وقالوا في مؤتمر ادبيك 2010 إن حرق الغاز على هذا النحو يمثل مشكلةً بيئيةً رئيسية حيث تتسبب هذه العملية في انبعاث ما يقارب 400 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون عالمياً.
واكدت النشرة اليومية لمعرض ادبيك بحسب وكالة الإمارات للأنباء أهمية الدور الذي تقوم به الشراكة العالمية لتخفيض حرق الغاز التابعة للبنك الدولي وشركة ابوظبي لطاقة المستقبل، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تسلط الضوء على آثار عمليات حرق الغاز المصاحب من آبار النفط في المنطقة الخليجية في الهواء وتعمل بمشاركة العديد من الشركات الوطنية والأجنبية ومؤسسات عالمية.وذكرت النشرة اليومية (ادبيك ديلي نيوز) أن حرق الغاز يمثل مشكلةً بيئيةً رئيسية حيث تتسبب هذه العملية في انبعاث ما يقارب 400 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون عالمياً أي ما يعادل نسبة أكثر من 1بالمئة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً/.وقال باولو دي سا مدير قطاع النفط والغاز والتعدين في البنك الدولي انه يترتب عن عملية حرق الغاز عواقب بيئية واقتصادية وخيمة تحتم علينا مواجهتها.. مشيرا الى ان خفض حرق الغاز وزيادة استخدام الغاز الطبيعي من شأنه أن يساهم بشكلٍ فعال في الحد من تغيّر المناخ وكفاءة الطاقة.من جانبه قال سام نادر مدير وحدة الكربون في شركة ابوظبي لطاقة المستقبل إن مبادرة أبو ظبي المتعددة الأوجه للطاقة المتجددة لتنظيم المنتدى الأول في مسقط مؤخرا جاءت بهدف تحليل الفرص والتحديات لمشاريع خفض حرق الغاز في المنطقة الخليجية والعربية فضلاً عن فهم السبل التي يمكن تمويل الكربون من خلالها أن يجعل مشاريع خفض حرق الغاز مجدية اقتصادياً.وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثاني أعلى منطقة في العالم من حيث معدلات حرق الغاز المصاحب حيث يبلغ معدل حرق الغاز المصاحب فيها حوالي 30 مليار متر مكعب أي ما يكفي لتغذية مصنع للغاز الطبيعي المسال بطاقة إنتاجية تبلغ 20 مليون طن متري أو 6 وحدات للغاز الطبيعي المسال متوسطة الحجم. كما يعد العراق من ضمن ثالث أعلى 20 دولة في العالم في معدلات حرق الغاز.إلا أن الشراكة العالمية لتخفيض حرق الغاز التابعة للبنك الدولي دعت الحكومة العراقية للشروع في إرساء مشروعات الغاز لوقف حرقه في الهواء.وما يثير اهتمام الخبراء لدى هذه الشراكة أن 70 بالمئة من غاز العراق الطبيعي الذي ينبعث مع عملية استخراج النفط يحرق يومياً بلا جدوى بل ويلحق أضراراً بالبيئة الطبيعية ويخالف قواعد اتفاقية كيوتو التي انضم إليها العراق قبل أعوام.وتشير الأبحاث التي طرحت في منتدى مسقط إلى أن ما يحرق يومياً من الغاز العراقي يكفي لتزويد الأردن مثلاً مرتين بالطاقة الكهربائية ولتعبئة 300 ألف اسطوانة غاز يوميا. وتفيد لجنة النفط والغاز البرلمانية العراقية أن خسارة العراق من عملية حرق الغاز هي 80 مليون دولار يومياً.ويرى الخبراء إنه إذا لم تتخذ إجراءات سريعة لمعالجة هذه المشكلة فمع تطور إنتاج النفط الحاصل من جولة التراخيص الأولى والثانية فسوف يرتفع معدل حرق الغاز إلى مليار متر مكعب سنوياً والذي يكفي لتزويد طاقة كهربائية لبلدان مثل السعودية ومصر مع كثافاتهم السكانية والصناعية.. وينتج عن هذا الحرق انبعاثات أكثر من مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.ومن المتوقع أن تصل الخسائر المالية للعراق وحده إلى 16 مليار دولار سنوياً في سنة 2016.وأعلن وزير الكهرباء العراقي مؤخرا وحيد كريم المضي في عقود لتزويد العراق بتوربينات غازية من شركتي /جي أي جنرال ألكترك/ و/سيمنس/ بما يقابل 10 ميغاوات والتي العراق لها بأمس الحاجة.. مؤكدا أن نجاح هذه الخطة يتطلب توفير الغاز الطبيعي لهذه التوربينات.وكانت شل العالمية قد عرضت خطة لوقف هذا الحرق على أساس شراكة مع شركة غاز الجنوب بالعراق وشركة ميتسوبيشي اليابانية.ويرى الخبراء أن الذي أبقى العراق طيلة عقود طويلة منتجاً للنفط لا يزال غير قادر حتى الآن على استغلال ثروته الغازية ويستغرب هؤلاء الخبراء إهمال الحكومة العراقية لمشروعات الغاز وتقوم في الوقت نفسه باستيراد حاجة العراق من الغاز من الدول المجاورة بينما يشتعل غاز نفطه يومياً تاركاً عوادم في الجو تعادل تشغيل 3 ملايين سيارة.ولذلك فأن العديد من أصحاب القرار في الصناعة الغازية العالمية نصحوا الحكومة العراقية بتجاهل المسببات التي تحول دون بناء صناعة متطورة للغاز في العراق لمواكبة التوجه العالمي نحو الغاز كبديل نظيف ورخيص للطاقة. ونصحوا العراق للاستفادة من تجربة قطر والإمارات وروسيا التي بات قطاع الغاز فيها احد القطاعات المهمة للدخل القومي ولصناعة الطاقة.ويعتقد الخبراء أن الاستثمارات الأجنبية في الغاز العراقي سترسم مستقبل الصناعة الغازية في العراق لتجعل منه أحد مصادر الغاز المهمة على الصعيد المحلي والإقليمي وموردا لا غنى عنه للسوق الأوروبية.. في ظل التأكيدات القائلة بان حقول العراق المنتجة للغاز جعلته يتبوأ مركز عاشر أكبر احتياطي للغاز في العالم.وهناك شركات دولية مثل / شل العالمية / على استعداد لت
خبراء70:% من غاز العراق المنبعث مع استخراج النفط يحرق يومياً..ما يلحق أضراراً بالبيئة

نشر في: 3 نوفمبر, 2010: 06:14 م