 بغداد/ هشام الركابي كشف مصدر امني مسؤول في قيادة عمليات بغداد، أمس الأربعاء، عن أن جميع المواد التي استخدمت في تفجيرات يوم أمس، محلية الصنع. ويأتي ذلك، في وقت تضاربت الإنباء حول قرار – غير مؤكد رسميا – إعادة هيكلة قيادة عمليات بغداد وبقية الأجهزة الأمنية، على خلفية تفجيرات أمس الأول.
وأوضح المصدر الامني في تصريح للمدى أمس الأربعاء أن خبراء المتفجرات كشفوا أن جميع القنابل التي انفجرت يوم أمس، محلية الصنع، حيث تم تصنيعها من مادة نترات الامونيوم، مشيرا إلى أنها صنعت في الأماكن القريبة من التفجيرات. وأضاف أن المسلحين تمكنوا من إيصال المواد المتفجرة عبر حملها بعربات صغيرة أو أكياس بلاستيكية، وسلكوا طرقا فرعية تحاشيا لنقاط التفتيش، منوها أن الكميات التي استخدمت في التفجيرات لم تكن بالإحجام الكبيرة التي يصعب تمريرها في نقاط التفتيش، ومن الممكن أن يكون المنفذون قد جمعوها قبل شهر من هذه العملية.على صعيد آخر، نفى ناطق عسكري أمس الأربعاء أية نوايا لتغيير أو هيكلة القيادات الأمنية بما فيها قيادة عمليات بغداد، على خلفية تفجيرات بغداد الأخيرة.وقال اللواء قاسم عطا الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد في اتصال هاتفي مع (المدى) إن اجتماعا امنيا حضره رئيس الوزراء نوري المالكي لبحث الأوضاع الأمنية والعمليات الإرهابية التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة والتفجيرات التي ضربت عددا من مناطق بغداد.وذكر أن رئيس الوزراء أمر القيادات المنية بالضرب بيد من حديد وإعادة النظر ومراجعة جميع الخطط الأمنية المطبقة في العاصمة بغداد.وبين أن قيادة عمليات بغداد ستتخذ إجراءات مشددة لمنع جميع المحاولات التي ينوي الإرهابيون تنفيذها بهدف إثارة الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي.وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد زار أمس مقر قيادة عمليات بغداد واجتمع بالقيادات الأمنية واطلع على تفاصيل الخطط الأمنية وملابسات الحوادث الإرهابية التي استهدفت عددا من مناطق بغداد. وكانت وكالة آكانيوز قد نقلت أمس الأربعاء عن مصدر امني طلب عدم الكشف عن اسمه إن المالكي أمر على هامش الاجتماع الأمني الطارئ الذي عقده في مكتبه ليلة أول أمس، بإعادة هيكلة قيادة عمليات بغداد. وأوضح المصدر أن المالكي قرر أنزال العقوبات بحق البعض من الضباط بسبب تفجيرات الثلاثاء، لافتا إلى أن الأوامر أصدرت إلى الجهات المختصة لتنفيذ التعليمات الصادرة منه. وتتولى قيادة عمليات بغداد التي يديرها ضباط في الجيش وبإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي مسؤولية الأمن في عموم مناطق العاصمة بغداد منذ إعلان انطلاق خطة فرض القانون عام 2007.وكانت العاصمة بغداد  قد شهدت أمس أكثر من 20 تفجيرا، منها 14 بواسطة سيارات ملغمة، وعشرة انفجارات بواسطة صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون، سقط خلالها عشرات الشهداء ومئات الجرحى.سياسيا، أبدت عدد من القوى السياسية مواقف متباينة بشأن التفجيرات التي ضربت بغداد الثلاثاء الماضي إذ أكد البعض أن تفجيرات الثلاثاء كانت تهدف إلى تقويض العملية السياسية في العراق فيما حملت بعض القوى زمر حزب البعث المنحل وتنظيمات القاعدة مسؤولية الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء. وأوضح عضو الائتلاف الوطني وائل عبد اللطيف في تصريح خص به "المدى" أن تفجيرات الثلاثاء وحادثة كنيسة سيدة النجاة كانت بمثابة رسالة أمنية تحمل أهدافا سياسية قذرة.وذكر أن بعض الجهات الخارجية تحاول التأثير على المشهد السياسي والحوارات التي تجريها القوى السياسية بهدف تشكيل الحكومة.وعزى عبد اللطيف ذلك الى أن احد الأسباب التي أدت إلى حدوث مثل هذه الخروقات هي رفض القوى السياسية المبادرة السعودية التي جاءت متأخرة وفي وقت غير ملائم. من جهته اتهم القيادي في ائتلاف دولة القانون علي العلاق تنظيمات القاعدة وبقايا حزب البعث في تنفيذ العمليات الإرهابية التي استهدفت بغداد الثلاثاء.وقال العلاق في تصريح خص به "المدى" إن بعض القوى السياسية لا تزال تشكك في قدرة القوات الأمنية وتتناسى الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية بحق الأبرياء.وأضاف أننا اليوم بحاجة إلى تضامن وتوحد من قبل الجميع للوقوف ضد المحاولات الإجرامية التي تحاول جر العراق إلى أتون حرب طائفية قذرة تستهدف جميع العراقيين. إلى ذلك حمّل النائب عن كتلة الأحرار عدي عواد، القوات الاميركية مسؤولية أعمال العنف التي حدثت مؤخرا في عدد من المحافظات، قائلا "إن ما يحصل من استهداف للأبرياء في عموم البلاد هي دعوة من قبل واشنطن لعدم سحب قواتها من العراق".