دعا مجلس محافظة ديالى، أمس الأحد، الحكومة المركزية إلى زيادة رواتب الصحوات في عموم مناطق المحافظة تثميناً لمشاركتها في الخطة الأمنية الخاصة بشهر محرم وحماية دور العبادة والمواكب الحسينية.
وقال محافظ ديالى عمر عزيز الحميري في حديث إلى "المدى برس"، إن "صحوات ديالى يؤدون دورا مهما في البعد الأمني وساهموا في تعزيزه وقدموا الكثير من التضحيات الكبيرة"، مبينا أن "قيمة ما يقبضه عنصر الصحوة من راتب شهري لايتجاوز 300 ألف دينار وهو قليل جدا".
ودعا الحميري "الحكومة المركزية إلى زيادة رواتب الصحوات ودعمها على كافة الصعد لأنها تمثل إطاراً مهما في دعم الاستقرار الأمني داخل المحافظة"، موضحا أن "قوات الصحوات ساهمت بتوفير الحماية الأمنية لأكثر المواكب الحسينية المنتشرة في عموم المحافظة، مبينا أن "مشاركة هذه القوات في الخطة الأمنية الخاصة بشهر محرم لحماية دور العبادة والمواكب الدينية هي الأوسع منذ العام 2007".
من جانبه، يؤكد الخبير الأمني يونس هاشم أن "ديالى بحاجة لعمل الصحوات في الشارع لأنها مارست الكثير من المهام وأصبحت لديها الخبرة في التعامل مع المجاميع المسلحة وكيفية إيقاعهم في الفخ الأمني"، مبينا أن "الصحوات يصلون إلى مناطق لا تصل إليها القوات الأمنية"، لافتاً إلى أنهم "قدموا العديد من الشهداء والجرحى ،لذلك يجب إعادة النظر برواتبهم أسوة بأفراد القوات الأمنية الأخرى في المحافظة".
وكانت القيادات الأمنية في محافظة ديالى قد أطلقت بداية شهر محرم خطة أمنية شارك فيها أكثر من 20 ألف عنصر أمني لحماية دور العبادة والحسينيات وتأمين الحماية للمواكب الدينية في شهر محرم.
وعادة ما تستهدف الجماعات المسلحة الزوار خلال المناسبات الدينية المهمة مثل عاشرواء وزيارة الأربعين والنصف من شعبان ،وقد أوقعت تلك الهجمات المئات من القتلى والإصابات في صفوف الزائرين، وكانت السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة واللاصقة من أبرز الوسائل التي استخدمتها تلك الجماعات الاعتداء على الزوار.
وأطلقت القوات الأميركية في العام 2006 عملية تجنيد مدنيين تحت تسمية "أبناء العراق" أو "الصحوات"، لمواجهة تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة، وتشكلت الصحوات في معظمها من رجال العشائر، ولعبت دوراً فاعلاً في إسناد القوات العراقية والقوات الأمريكية في إضعاف تنظيم القاعدة، وإعادة الأمن والاستقرار.
وتولت الولايات المتحدة منذ تأسيس الصحوات دفع رواتب عناصرها بانتظام حتى 2008 حين حولت ملفها إلى الحكومة التي أطلقت حزمة وعود لعناصرها منها توفير الوظائف الحكومية، ودمج 20% منها في المنظومة الأمنية، إلا أن جزءاً من تلك الوعود لم يتحقق بعد، فضلاً عن عدم انتظام دفع الرواتب الشهرية.
وتسلمت الحكومة مسؤولية الصحوات من الجيش الأمريكي في مطلع نيسان 2009 في جميع أنحاء البلاد، وأصدرت في الرابع عشر من الشهر نفسه قرارا بتحويل 80 بالمئة من عناصر الصحوات إلى وظائف مدنية في الوزارات والمؤسسات الحكومية والاستمرار بدمج الـ 20 بالمئة الباقين في الأجهزة الأمنية المختلفة.