طارق الجبوري في ضوء ما حدث يوم الثلاثاء 2/11 من عمليات إرهابية استهدفت مناطق متفرقة من بغداد بعد يومين من الجريمة المروعة في كنيسة النجاة، هنالك أكثـر من سؤال ملح يفرض نفسه على كل مواطن مسؤول أم لا يقف في مقدمتها
هذا السؤال الصعب كيف ينبغي علينا ان نواجه مثل هكذا عمليات إرهابية وكيف نتصرف إزاءها؟ لتتبعه أسئلة أخرى في مقدمتها، ما هي أوجه الخلل التي تتيح لمثل هذه المجاميع الإرهابية الضالة تنفيذ مخططاتها الإجرامية؟ هل ضعف الخطط أم سوء تدبير أم نقص إعداد؟ وهل من الصحيح التشكيك بفاعلية الأجهزة الأمنية بالصورة والقدر الذي يهز ويضعف صورتها؟ ولماذا اختار المجرمون هذا التوقيت بالذات؟rn وقبل الإجابة لابد من الإشارة ابتداءً الى حقيقة مهمة هي انه مثلما لا ينبغي وليس من الصحيح التقليل من حجم وقوة ما نواجهه من تحدي قوى ظلامية متمرسة وبإمكاناتها التي تجعلها قادرة على تحقيق مثل هكذا خروق أمنية بين فترة وأخرى، فإنه لا يجوز تهويل وتضخيم ما تقوم به تلك القوى من عمليات إرهابية تستهدف بها الأبرياء وفي أماكن من الطبيعي ان تكون رخوة وضعيفة امنياً، كدور العبادة ومآتم العزاء والمقاهي وغيرها.ومن المناسب الإشارة الى اننا لا ندعي اننا خبراء امنيون او اننا نمتلك معلومات تفصيلية تجعل تحليلنا او تصوراتنا دقيقة، لكننا ومن باب المسؤولية كمواطنين نجتهد في ضوء ما يترشح من نتائج نستقيها مما ينشر ويعلن ومحاولة ربط ذلك بمسلسل الجرائم الإرهابية وخلفية القائمين بها وأهدافهم، علنا نتوصل من خلالها الى استنتاج نافع فان (أصبنا فلنا حسنتان وان أخطأنا فلنا حسنة).وبشكل عام ومهما تعددت اجتهادات المحللين السياسيين والخبراء الأمنيين بشأن ما نتعرض له من عمليات إجرامية، سواء من يرى انها تبغي إشعال نار طائفية تأكل الأخضر واليابس، او لمحاولة إثبات الوجود المتحقق أصلاً شئنا أم أبينا، بعد ان تلقت ضربات موجعة في أكثر من موقع وإلقاء القبض على عدد غير قليل من قياداتها او قتلهم، او الرأي الذي يقول ان المجاميع الإرهابية تحاول إبقاء الأوضاع متوترة ومحاولة الإجهاز على ما تحقق من نجاحات نسبية في الجانب الأمني، فإن كل هذه الأهداف والمرامي تلتقي عند هدف واحد هو إبقاء العراق ضعيفاً غير معافى والحيلولة دون استعادة مكانته العربية والإقليمية والدولية.ان الإجابة على ما تقدم من أسئلة طرحناها في بداية الموضوع متداخلة لا ينفصل احدها عن الآخر، لذا فان أول ما نحتاجه لمواجهة مثل هكذا ظروف ينبغي، رغم حجمها وسعتها، الى تقييم معمق للخطط الأمنية الموضوعة التي نسمع عنها بين الحين والآخر، تقييم يتجنب ردة الفعل الآنية وينطلق من دراسة علمية للثغرات التي يبدو أنها لم يتم تشخيصها بالشكل الصحيح او شخصت ولم يجر العمل وفقها، عندها ربما نتحكم ونمسك اول الخيوط التي قد توصلنا الى مكمن الخلل . ولابد من الإقرار بأن مجرى الأحداث واستمرارها يؤشر بقاء حاضنات لعصابات الإرهاب بمختلف مسمياتها، تسهل لهم تنفيذ جرائمهم، دون ان نغفل ما سببته هشاشة الوضع السياسي وصراعات الكتل وعدم الثقة في تعامل بعضها مع الآخر من انعكاسات سلبية ومنها: زعزعة ثقة المواطن بها، والاهم من كل ذلك محاولة البعض نشر ثقافة التشكيك بما جرى ويجري في العراق منذ 2003 حتى الآن في نفوس المواطنين، مع ما رافق ذلك من فساد وسوء خدمات وفقر وبطالة وعدم وجود خطط اقتصادية تؤسس لإصلاح الواقع المتردي، وضعف التوعية بين المواطنين وضعف نسبي في عمليات التحصين وغيرها، المهم ان تداخلاً في ضعف الواقع السياسي المأزوم مع الاقتصادي والمجتمعي شكلت أرضية أتاحت للإرهابيين استمرار تنفيذ مخططاتهم الإرهابية بحق أبناء شعبنا.غير انه ومع تلك الصورة التي تبدو سوداوية عند البعض نعتقد ان ليس هنالك من منصف للحقيقة او يدعي القرب منها من يستطيع ان ينكر دور الأجهزة الأمنية في الجيش والشرطة للإمساك بزمام المبادرة والتصدي لفلول الإرهاب التي اتخذت من العراق ساحة لتنفيذ مآربها الخبيثة.. ويتجاوز كما يقول أهلنا (حظه وبخته) فيتجاهل ما حصل من تطور ملموس في هذا المجال الحيوي والحساس.. نعم حصلت وتحصل خروق بعضها كبير وخطير، غير ان هذا يجب ان لا يدفعنا لإغفال حقيقة الظروف التي مر ويمر بها العراق من 2003حتى الآن ومنها: ان ما حصل من تغيير تزامن مع امتداد غير طبيعي لتنظيمات القاعدة في كل دول العالم، لذا فان هذا التنظيم الإرهابي تبنى ستراتيجية جديدة مبنية على محاولة استثمار ما حصل من تداعيات في العراق لمد اذرعه في مدننا، بحجج وشعارات (المقاومة) التي خلقت الكثير من الضبابية عند البعض الذي تعاطف معهم في البداية دون ان يدرك خطورة هذا المسلك عليه وعلى الوطن بشكل عام، وهكذا انساق البعض خلف شعارات (مقاومة) الاحتلال التي سرعان ما اتضح زيف مدعيها، خصوصاً زمر القاعدة والميليشيات المسلحة الأخرى، التي استهدفت بعملياتها الأبرياء من أبناء وطننا في مساطر العمال البسطاء والأسواق ودوائر ومؤسسات الدولة.من هنا كانت عملية القضاء على مثل هذه الفلول المجرمة تتطلب أكثر من من
من أجل دماء وأرواح الضحايا.. كيف نواجه الإرهاب؟
نشر في: 5 نوفمبر, 2010: 04:48 م