البصرة/المدى ناحية السيبة التي تقع شمالي قضاء الفاو وتبعد 55 كم عن مركز مدينة البصرة كانت من أجمل مناطق العراق خضرة وظلالاً , لكنها أصبحت اليوم أرضا جرداء بفعل الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات ,
الأمر الذي جعلها ساحة للمعارك , ولكنها استرجعت حياتها وأناسها بالتدريج بعد عام 2000 , ولم تحصل هذه المدينة على ابسط حقوقها من الخدمات، ناهيك عن تضررها المباشر من قبل دول الجوار بحسب أبناء الناحية والمسؤولين فيها . وهي اليوم مقبلة مرة أخرى على الجفاف والملوحة , في الوقت الذي تتعرض فيه الى خطورة التلوث الشديد بسبب الفضلات التي يلفظها مصفى عبادان في شط العرب .كما تعاني الناحية شحة كبيرة في المياه الصالحة للشرب على خلفية تلكؤ المشروع الذي أطلقته رئاسة الوزراء العام الماضي بعد إعلان قضاء الفاو منطقة منكوبة، ذلك لأن المشروع لم ينقذ المنطقة من مشكلة ملوحة المياه ولم يعمل بطاقته القصوى بسبب تلكؤ التنفيذ وسوء تجهيز المشروع بالمعدات والمولدات والأنابيب، حيث اغلبها لم يتحمل الضغط الذي تتطلبه المياه المالحة . ان المسؤولية تقع على عاتق وزارة البلديات التي وقعت العقد مع الشركة المنفذة بالتعاون مع مديرية ماء البصرة الأمر الذي أهدر منحة رئاسة الوزراء التي قدمت لقضاء الفاو . كما انه لم يصار الى اتفاق سياسي مع إيران لفتح نهر الكارون الذي يغذي مياه شط العرب بـ60 % من المياه العذبة الأمر الذي سيؤدي الى اجتياح لسان الملح مياه شط العرب في منطقة السيبة بعد ان اجتاحها بالفاو وسيحان، وكذلك هناك قصور واضح من قبل الحكومة في عدم تقديم أدنى الخدمات البلدية والزراعية وتوفير المياه الصالحة للشرب للناحية بالرغم من تقديم العشرات من المطالعات والكتب الرسمية بهذا الخصوص الى الإدارتين المحلية والاتحادية من قبل المجلس البلدي في الناحية . ولم يزل مصفى عبادان يطرح فضلاته وسمومه في مياه شط العرب، وهي عبارة عن غاز (امونيا) مذاب في ماء، إضافة إلى مواد كيماوية أخرى تؤثر بنحو سلبي على تلوث المياه بشكل كامل وكذلك نفوق الأسماك، ناهيك عن تأثيراتها المباشرة على الموارد الزراعية، كما ان الأسماك التي يتم اصطيادها في هذه المناطق تحتوي على رائحة غاز كريهة، فضلاً عن لون المياه الذي يتحول بين اللحظة والأخرى الى اللون الأسود . يذكر إن مناطق جنوب البصرة (الفاو وسيحان والسيبة) شهدت في السنة الماضية حالة قصوى من شحة المياه والملوحة، الأمر الذي دعا المسؤولين في المحافظة الى إعلانها مناطق منكوبة، كما ان رئيس الوزراء نوري المالكي حضر في حينها الى البصرة على رأس وفد مختص وعقد مؤتمرا بخصوص وضع حلول مبدئية وسريعة لمشكلة ملوحة المياه في المحافظة.