اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > محطات ..فـي كليـة الحقـوق

محطات ..فـي كليـة الحقـوق

نشر في: 5 نوفمبر, 2010: 05:26 م

سامي عبد الحميدعندما دخلت كلية الحقوق عام 1946 كان زميلي (يوسف العاني) قد جمع حوله مجموعة من الطلبة ليطلقوا على تشكيلتهم اسم (جمعية جبر الخواطر) وعن طريق تقديم عروض مسرحية يجبرون خواطر زملائهم الطلبة، وبذلك حظي العاني بشهرة واسعة
بين الطلبة وتقدير خاص لدى دائرة الكلية وكان عدد من الطلبة الآخرين يحسدونه على ذلك. وكان (محمد منير آل ياسين) من جملة الحاسدين وأقولها بصراحة وأنا الآخر كنت منهم. وكنت أتمنى أن انتمي إلى جماعة العاني ولكنني كنت أتردد في التقرب إليهم، بل واليه بالذات حذراً من ان يأخذ تقريبي مأخذ الاحترام والجدية.وفي منتصف عام 1948 جاءني زميلي محمد منير وطلب مني أن أشاركه في تقديم مسرحية شكسبير (تاجر البندقية) رغبة في مناقشة جماعة العاني ولاعتقاده بأنه يصلح لتمثيل دور (شايلوك) في المسرحية وبالأخص من الناحية الجسمانية.وربما عرف بأنني شاركت في تمثيل دور في مسرحية (في سبيل التاج) التي قدمناها في قاعة الملك فيصل. أجبته بالإيجاب على طلبه ولكن تساءلت عن المخرج الذي سيقوم بإخراج المسرحية فرد علي بمحاولة اللجوء إلى احد خريجي معهد الفنون الجميلة، وبالفعل تم اختيار أستاذنا الراحل (إبراهيم جلال) وباشر أستاذنا بعمله متبرعاً واسند دور(شايلوك) إلى محمد منير صاحب المبادرة واسند الأدوار الأخرى إلى طلبة ابدوا رغبتهم بالمشاركة في العمل بعد قراءتهم أعلاناً بذلك الشأن، والظريف إن عدداً من أولئك قد أصبحوا فيما بعد ضباط شرطة وقضاة وظل آخرون يعملون في سلك المحاماة. وقدمت المسرحية في مسرح معهد الفنون الجميلة وحضرها جمع كبير من المتفرجين- الطلبة والأساتذة وفي مقدمتهم عميد الكلية (حسن علي الذنون) وأشاد الجميع بالعمل وحسن أخراجه وإتقان تقنياته وكان لاشتراكي في (تاجر البندقية) سبب في دعوتي من قبل الزميل يوسف العاني للمشاركة مع مجموعته في عروض مسرحية لاحقة ومنها (محامي زهكان) و(مجنون يتحدى القدر) وكلا المسرحيتين من تأليفه ومن إخراج(خليل شوقي) وقدمتا في مسرح دار المعلمين العالية. ولا اعرف ما آلت إليه بناية تلك الدار التي تخرج منها   أبرز شعراء العراق بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وتخرجت فيها الراحلة (فخرية عبد الكريم زينب). كان لاستجابتي لإشارات المخرج إبراهيم جلال ولأدائي المرضي لدور (انطونيو) دافع لقيامه بتشجيعي للانتماء إلى فرع التمثيل في معهد الفنون الجميلة خصوصاً وقد كان هو آنذاك من يترأس إدارة الفرع.كنت حتى ذلك الوقت أجهل أسرار ذلك الفن السحري (فن المسرح) ولكن النشوة التي كانت تعتريني وأنا أقف فوق الخشبة الساحرة هي التي شدتني إليها وأبعدتني عن مهنة المحاماة التي كنت أنوي ممارستها بعد تخرجي في الكلية وقليلون أولئك الذين يحسون بتلك النشوة وقليلون هم الذين تجذبهم خشبة المسرح حين يعتبرونها مكاناً مقدساً والعمل عليها ضرباً من الطقوس التي ترفع بالمؤدي والمتلقي إلى مستويات روحية تبتعد بها عن مرارة الواقع وحلاوته وتحيلهما إلى واقع أسمى وأجمل وأكثر إجلالاً ولذلك يمقت المسرحيون الأصلاء كل ما من شأنه تخريب ذلك الطقس وتدنيس تلك الخشبة بالتفاهات والسخافات.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram