TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > (بيت المدى) يحتفي برائد المسرحية السياسية محيي الدين زنكنه

(بيت المدى) يحتفي برائد المسرحية السياسية محيي الدين زنكنه

نشر في: 5 نوفمبر, 2010: 07:47 م

بغداد/ نورا خالد – محمود النمر.....تصوير/  ادهم يوسف محيي الدين زنكنه اسم لامع من اسماء الثقافة العراقية الوطنية كتب في المسرح والرواية والقصة القصيرة له أكثـر من 22 عملا مسرحيا منشورا في كتب وفي مجلات، وكل هذه الاعمال تقريباً عرفت طريقها إلى المسرح،
 ويعد تعامل محيي الدين زنكنه مع فرقة المسرح الشعبي وفرقة مسرح اليوم بمثابة السند الذي أدام بقاء هاتين الفرقتين زمنا طويلا بعد أن حوربتا من قبل أجهزة الثقافة المسرحية في العراق، عرضت مسرحياته في القاهرة وتونس والمغرب ولبنان وسوريا، وفي دول الخليج لقيت مسرحياته اهتماما نقديا وجماهيريا وله ثلاث روايات، ومجموعتان قصصيتان أيضاً،لا تختلف قصصهما عن المدار الذي تدور فيه كل أعماله الأدبية: الهجرة والعمل والملاحقة والبحث عن الحرية والوقوف بوجه الطغاة المستبدين في العالم، حيث كان يربط مصائر شخصياته ليس بما يحيط بها وما تعيشه بل بما يفكرون به حيث ينتمي أبطاله إلى فئة المناضلين. أولى كتابات محيي الدين زنكنه كانت مسرحية (السر) عام 1968وفيها يكشف عن قدرة الإنسان الذاتية على تحمله مشقات الحفاظ على المبادئ،ثم مسرحية الجراد عام 1970، وفيها يتنبأ بغزو جراد السلطات المستبدة القامعة على حرية وحياة المواطن العادي، ومن ثم المجتمع والثقافة والسياسة. والمشكلة الاساس في كتابات محيي الدين زنكنه أنه لا يفارق الهم العراقي من خلال أبطال شعبيين وجد في حياتهم صورة للمواطن الذي يحمل هموما أكبر من قدراته الذاتية، ويتعامل مع موضوعاته تعامل من يعشيها ويعشقها. من يراقبها ويطل من خلالها على واقع عراقي ملتبس. لذلك تتحول أعماله بعد دراستها إلى مجسات ثقافية. يمتاز محيي الدين زنكنه بأنه كاتب ملتزم بقضايا الإنسان في كل مكان فقد أضفى انتماؤه الكردي على شخصياته نوعا من كشف الظلم الذي تتعرض له مما دفعه البحث عن الحرية والسلام إلى الانخراط في صفوف الحركة الوطنية العراقية، فسجن مرات ولوحق. وكان ذلك عاملا مهما من عوامل البنية الفكرية التقدمية التي لازمت أعماله وقبولها من قبل المخرجين في أنحاء الوطن العربي،كما هي العامل الأساس الذي جعله يبتعد عن مسارح السلطة والتهريج.عن محيي الدين زنكنه الانسان والفنان اقام بيت المدى في شارع المتنبي فعالية لاستذكار هذا الكاتب الكبير حضرها نخبة من المثقفين ومن زملاء الراحل ابتدأها الشاعر والمترجم نصير فليح الذي قدم الفعالية بهذه الكلمات: أن محيي الدين زنكنه الذي أصدر عشرات الكتب خلال حياته، كان من الذين ربطوا الى حد بعيد الابداع الفني في الموقف الشخصي ولهذا المبدع بعيدا عما انساق إليه الكثير من الكتاب والادباء والفنانين لأنه كان حريصا على نزاهة الكلمة، هذا المبدع ودعنا مؤخرا بعد مسيرة حافلة بإبداع طويل حيث عرضت مسرحياته في عواصم عربية كثيرة حتى بات من أبرز المؤلفين العراقيين الذين عرفوا في الوطن العربي، نحتفي اليوم بهذا المبدع الكبير.سعد محمد رحيم: منحنا المحبة وفكرة الخير والحق الناقد والقاص سعد محمد رحيم كان اول المتحدثين قائلا:محيي الدين زنكنه واحد من تلك العصبة اللألاءة من المبدعين الأفذاذ الذين مهما طالت أعمارهم سنقول عن رحيلهم بأنه قد حدث قبل الأوان.رحل محيي الدين زنكنه، وها هي بلاغة موته تغمرنا بالرثاء لأنفسنا وحالنا.. تربك لغتنا حتى تكاد تضلها.. تقودنا لقراءة الموت لا بعدّه واقعة وجودية عابثة فحسب وإنما سؤالاً معلقاً في سديم فضائنا الثقافي كذلك.. سؤالاً فاضحاً يعرض محنتنا وقدرنا ومصيرنا، بلا تردد في الضوء والعراء.رحل محيي الدين زنكنه عنّا، وفي رحيله كما أرى، شيء غير قليل من الاحتجاج، وربما من التهكم أيضاًَ.. كما لو أن يقول: سحقاً، هذا العالم مركب بطريقة خاطئة. كانت حياة محيي الدين زنكنه في جانب منها هي الكتابة وكأن كل شيء في هذا الكون وجد من اجل ان ينكتب ليس إلا. غير أن الجانب الآخر من المسألة يعلمنا أن الكتابة كانت وسيلة، قبل كل شيء، لإثبات الحضور، والتكيف، لا بالمعنى السلبي مع المحيط الاجتماعي والسياسي والتمرد عليه إن اقتضى الأمر، وغالباً ما يقتضي الأمر.كان محيي الدين زنكنه يقف على تخوم ثقافات عديدة يغترف بزخم عارم من مناهلها. كان يرنو إلى أفق أنساني شامل يجعله النور والعدل والوفرة والمحبة والتسامح والحرية والسلام.. كان يعي أبعاد هويته المركبة، الثرية التي تجعله في آن واحد: كرديّ الأرومة والهمومعراقي الوطن والمحنةعربي الثقافة واللغة والكتابةيساري العقيدةوإنساني التطلع.لم يكن محيي الدين زنكنه يحلم بمنصب رفيع، ولم يسع قط لأي موقع في أية سلطة. وكان يأنف من الاقتراب من موائدها.. كانت طبيعته الحرة تنأى عن أية سلطة فيها عبوديته من نوع آخر، أي ان ممارس السلطة، في عرفه، هو عبد لحدود سلطته وشروطها ومقتضياتها وكان يعرف إن لا بد من سلطة ما حتى يستقيم الوضع ولا يعيث السفلة في الأرض فساداً، لكنها السلطة المنبثقة من الشعب والمستوعبة لآلامه وأهدافه.. السلطة العادلة التي تسعى من اجل الإنسان.وعلى الرغم من هذا كله كان مستقلاً في تفكيره.. متخلصاً من الموجه الآيديولوجي الضيق والصارم الذي يفرضه الحزب الشمولي والتيار الشمولي وأصحاب العقائد الشمول

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

 واسط / جبار بچاي تنطلق في محافظة واسط، خلال القليلة المقبلة فعاليات مهرجان واسط السينمائي الدولي العاشر للأفلام القصيرة بمشاركة 18 فيلماً من تسع دول عربية إضافة الى إيران التي تشارك بفيلمين، الأول...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram