قال مسؤولون أميركان إن المحاولات الأميركية في إيقاف تدفق الأسلحة الايرانية الى سوريا قد فشلت بسبب تردد العراق في تفتيش الطائرات المارة عبر اجوائه، اذ تستمر الشحنات في هذا الوقت الحرج الى الرئيس بشار الأسد الذي يتعرض الى ضغوط عسكرية مكثفة من الثوار، حيث صار الممر الجوي العراقي مسلكا رئيسيا لتوفير الاسلحة التي تشتمل على صواريخ متنوعة منها مضادة للدبابات و قذائف هاون و اخرى صاروخية. ايران لديها مصلحة كبيرة في سوريا التي تعتبر حليفها العربي حيث وفرت لها قناة لدعم حركة حزب الله اللبنانية .
لشدة خيبة أمل إدارة اوباما، فان الجهود الأميركية لإقناع العراقيين باجراء تفتيش عشوائي للرحلات الجوية الإيرانية لم تكن ناجحة ابدا. وفي ايلول ضمنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التزام وزير خارجية العراق بتفتيش الطائرات المتجهة من ايران الى سوريا الا ان العراقيين لم يفتشوا غير طائرتين فقط لم يعثروا فيها على اسلحة، الا ان احدى الطائرتين كانت عائدة الى ايران بعد تسليم شحنتها الى سوريا. اضافة الى احباط الولايات المتحدة فيبدو ان ايران قد تلقت بلاغا من المسؤولين العراقيين عن موعد اجراء التفتيش حسب قول مسؤولين اميركان نقلا عن تقارير لمحللي الاستخبارات الأميركية.
ويقول احد مسؤولي الإدارة الأميركية "إن انتهاك المجال الجوي العراقي من قبل إيران يسبب قلقا، ونحن نحث العراق على أن يبذل جهده وان يفي بالتزاماته الدولية عن طريق اما الاستمرار بتفتيش الرحلات المارة في سمائه من ايران الى سوريا او رفض طلبات تحليق الطائرات الإيرانية المتجهة الى سوريا".
يصر المسؤولون العراقيون أنهم يعارضون نقل السلاح عبر اجواء العراق، وعلى ادعاءات ايران بانها تنقل معونات إنسانية، وإنهم لا يجدون دليلا على الاتهامات الأميركية؛ يقول علي الموسوي الناطق باسم رئيس الوزراء المالكي "لم نتمكن من إقناع الأميركان حتى لو قمنا بتفتيش كافة الطائرات لأن لهم حكم مسبق عن الموقف. سياستنا هي أننا لن نسمح بنقل السلاح إلى سوريا".
إلا أن مسؤولا عراقيا سابقا، طلب عدم ذكر اسمه خوفا من انتقام الحكومة العراقية، قال ان بعض المسؤولين في بغداد كانوا يبذلون الحد الأدنى من الجهود لمجرد استرضاء الولايات المتحدة الا أنهم في الواقع يتعاطفون مع الجهود الإيرانية في سوريا.
ومع ان التصرفات العراقية تفيد إيران التي لها علاقات وثيقة مع الكثير من المسؤولين العراقيين، فربما تكون للمالكي أسبابه الخاصة في السماح بهذه الرحلات.
ويقول مسؤولون اميركان ان المالكي قلق من سقوط سلطة الأسد اذ ان ذلك قد يعزز القوات السنية والكردية في المنطقة-بضمنها العراق– مما قد يخلق تحديات لحكومته.
ان الدعم الايراني لسوريا يعتبر أمرا حيويا لحكومة الأسد؛ فبالاضافة الى نقل السلاح والعتاد الى سوريا فان قوات القدس الإيرانية شبه العسكرية ترسل مدربين ومستشارين يتنكرون أحيانا بصفة زوار للعتبات الدينية أو سياح او رجال اعمال، حسب قول المسؤولين الاميركان.
من جانب آخر، ذكرت الاسيوشيتدبريس قول العراق بأنه لا يتمكن من تفتيش كافة الطائرات المتجهة إلى سوريا. يقول المالكي إن العراق غير قادر على تفتيش جميع الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا والمارة عبر الأجواء العراقية، الا انه سبق ان قال يوم السبت إن العراق ملتزم بمنع شحن الأسلحة الى سوريا عبر بلاده.
من جهتهم اتهم مسؤولون اميركان حكومة بغداد بالسماح لايران بنقل السلاح الى قوات الحكومة السورية عبر اجواء العراق الا ان حكومة بغداد تنكر كافة الادعاءات، فمنذ تشرين الاول اجبرت الحكومة العراقية طائرتين ايرانية على الهبوط لغرض التفتيش لكنها صرحت بعدم عثورها على أي شيء غير قانوني في كلتا الطائرتين .
عن: سان فرانسيسكو كرونيكل/ نيويورك تايمز
عن: الديلي ستار