كتب/ رعد العراقيتستعد الكرة العراقية إلى الدخول في صراع جديد من اجل الحصول على إحدى البطاقات المؤهلة إلى اولمبياد لندن 2012 ضمن المقاعد المخصصة لقارة آسيا، وقد يكون الحديث عن استعدادات المنتخب الاولمبي العراقي مبكرا
بحساب الزمن المتبقي لانطلاق المرحلة الثانية من التصفيات في الشهر السادس من العام المقبل بعد تأهل العراق تلقائيا إليها من دون خوض منافسات المرحلة الأولى، لكنه يبدو قصيراً جداً بحساب التجارب المريرة السابقة في كيفية إعداد منتخباتنا الوطنية للبطولات المهمة.وكما هي العادة فان أولى المعضلات هي مسألة اختيار الملاك التدريبي المناسب ومن الكفاءات المحلية حتما بعد أن أصبح خيار المدرب الأجنبي ضرباً من الخيال لخواء خزينة الاتحاد وغياب الدعم المالي التي طالما تعودت الجماهير على سماع نغمتها المملة.إذاً، نحن أمام مهمة في غاية الحساسية ولابد أن يرتقي الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى حيث الوصول لقرار صائب ودقيق يبتعد به عن المجاملات والمجازفات غير المحسوبة العواقب في مسألة الكيفية والأسلوب الذي في  ضوئه يجري منح الثقة إلى الملاك التدريبي الجديد لتولي مهمة الوصول بالكرة العراقية إلى حيث مدينة الضباب.قد يكون لإخفاق مدرب منتخب الشباب في نهائيات آسيا الأخيرة وكذالك تعثر منتخب الناشئين في دور ربع النهائي أمام اليابان وما رافقه من ظهور حقائق فنية تثبت وجود خلل في الفكر التدريبي المحلي وفشله في الارتقاء إلى حيث الحداثة في التعامل مع المباريات المهمة أثر مهم في الوصول إلى أفضل السبل غير الروتينية لعملية الاختيار من دون تكرار ماحصل من مفاجآت أطاحت بآمال وطموحات الكرة العراقية.وعلى ذلك فإننا نقترح على الاتحاد العراقي ولجنة متابعة المنتخبات العمل وفق اتجاهين..الأول حصر أسماء المدربين المحليين ممن حققوا نتائج جيدة ومتميزة خلال مسيرتهم التدريبية ولم يأخذوا فرصتهم الحقيقية بكل حيادية ووفق استمارة خاصة تذكر فيها شروط التفاضل بينهم وعلى رأسها الخبرة والشهادة العلمية والشخصية القوية ولمساته الفنية والذهنية وصولا إلى خمسة أسماء حسب نقاط التميّز المسجلة..أما الاتجاه الثاني هو الاجتماع بهم وبيان رغبتهم بالعمل وإمكانية تحمّل أعباء المهمة الكبيرة، ثم يُطلب منهم تقديم أفكارهم ورؤيتهم في إعداد الفريق علميا..وفي ضوء ذلك يتم التصويت على المدرب المناسب.ولأجل أن تكون كل الأمور واضحة وتأخذ سياقاً مبرمجاً يحفظ الحقوق ويؤشر أسباب أي خلل يحدث فان عملية توثيق العقد بين الاتحاد والمدرب هو ضرورة لابد منها من خلال تثبيت واجبات كل طرف سواء بتفاصيل مهمة المدرب وراتبه أو مايقع على الاتحاد من التزامات ضرورية بخصوص توفير المعسكرات التدريبية وعدد المباريات التجريبية المطلوبة وبذلك سنبتعد عن كل الاتهامات والتهرب من المسؤولية ونتجه إلى التشخيص الدقيق لأسباب أي إخفاق (لاسمح الله) مستقبلا.الخطوة الثانية هي أولا تثبيت منصب الخبير الفني الاستشاري الذي يرافق المنتخب من الأسماء التدريبية المعروفة بخبرتها الطويلة ويكون واجبه تقديم المشورة إلى المدرب وتوضيح له بعض الأمور الحساسة وما يدونه من ملاحظات سواء السلبية منها أم الإيجابية من دون التدخل المباشر أو فرض رؤيته وعلى ذلك فان مسألة الاختيار لابد أن تراعي طبيعة الشخصية وتفهمها لعملها وانسجامها مع المدرب الشاب من دون أي تقاطع في العمل، أما ثانيا.. فهو إيجاد مدرب لياقة بدنية على مستوى عالٍ له القدرة على إخراج اللاعب العراقي من عقدة ضعف مستواه البدني والوصول به إلى مراحل متقدمة تضمن أداءه في كل المباريات بنسق متصاعد، مع إجراء الفحص المستمر لمستوى عمل مدرب اللياقة ومنهجه العلمي الذي يعمل عليه وهو إجراء لابد منه من اجل ضمان أن يشعر الجميع بوجود جدية بالمتابعة واهتمام كبير في تنفيذ الواجبات.إن المنتخب الاولمبي هو الأمل القادم للكرة العراقية في الظهور باولمبياد لندن 2012 وإعادة أمجاد المنتخب الذي انتزع المركز الرابع في اولمبياد أثينا عام 2004 عن جدارة واستحقاق،وعلى ذلك فان المهمة تتطلب خروجاً كلياً عن جميع الإجراءات الروتينية سواء في عملية اختيار الملاك التدريبي أم توقيت مراحل الإعداد والاتجاه إلى كل ما هو منطقي وعلمي ومصارحة بالرأي تحت أضواء الحقيقة، أما الأهم أن يكون مَن يتولى مهمة تدريب المنتخب الاولمبي له الثقة والقدرة على تحمّل أعباء الواجب ويعي انه سيلعب باسم العراق وسمعته وآمال الجماهير المتعطشة للانتصارات فلابد أن يمتلك عقلية منفتحة تبتعد عن الغرور الشخصي والمجازفة غير المحسوبة ويحمل بين جوانحه قلباً من حديد.