كتب المحرر السياسيشهدت الأيام الماضية تطوراً ملموساً أفسح المجال لإعلان اليوم الحادي عشر من هذا الشهر إنهاءً للجلسة المفتوحة للبرلمان وانتقالاً إلى مرحلة الحسم في انتخاب الرئاسات الثلاث.وتصدر عن المشاركين في طاولة حوار الكتل في إطار مبادرة الرئيس مسعود بارزاني تقييمات ايجابية
عما تم التفاهم حوله من قضايا عقدية، كانت مثار تجاذبات سياسية منذ انتهاء الانتخابات التشريعية في 7 آذار الماضي.وتؤكد مصادر من المشاركين حول طاولة مبادرة البارزاني أن تقدماً كبيراًَ أحرزته الاجتماعات في صياغة المفاهيم المشتركة للشراكة الوطنية والأنظمة الداخلية لمجلس الوزراء والهيئات القيادية المقررة، والمجلس الاتحادي، وقضايا عقدية أخرى.واعتمد المجتمعون منذ انطلاق المبادرة، على معالجة وتثبيت المشتركات في مختلف الميادين، وترحيل غيرها إلى اجتماع قمة قادة الكتل السياسية المزمع عقدها بين الثامن والعاشر من هذا الشهر.وفي هذا الصعيد يقول القيادي في القائمة العراقية، في مؤتمر صحفي عقد أمس ببغداد، إن الاجتماعات الأخيرة أنجزت الكثير، ووصل الفرقاء إلى مشتركات كثيرة، وأشار إلى اللقاءات التي تعقد في منزل رئيس الوفد الكردستاني الدكتور روز نوري شاويس تشرف إلى انجاز الهدف المراد منها.وفيما تستمر الاجتماعات واللقاءات الجانبية بين الكتل الانتخابية، وتبذل الجهود للتوافق والتشارك قبل التئام عقد البرلمان في الموعد المقرر، دخل الجانب الأمريكي بشكل غير معهود على خط المداولات العراقية- العراقية، رغبة في فرض "سيناريو أميركي إقليمي عربي" على المشهد العراقي، وفرض إرادة في مكان ما،وتتقاطع مع إرادة العراقيين التي جرى التعبير عنها في انتخابات آذار، ومحاولة إعادة صياغة الوضع السياسي في العراق، بما يتلاءم مع ما تريده الإدارة الأميركية وسفارتها ببغداد، لكي ترسل رسائل تطمين لحلفائها في المحيط العربي والإقليمي لصالح تكريس نزعات طائفية وشوفينية عنصرية، ونشر أوهام بإمكان إعادة العراق إلى ما قبل إسقاط النظام الاستبدادي.إن تحركات أركان السفارة الأميركية في مختلف الاتجاهات، فاجأت الجميع، بطابعه المباشر المخل بأبسط الأعراف الدبلوماسية، وبما يتعارض كلياً مع ما أكدته أرفع القيادات الأميركية بل والسعي لعودة متدرجة للبعث الصدامي وهو ما يؤشر لها الدفع لإلقاء مجموعة من القوانين والضوابط السياسية التي فضحتها ورقة طرف من العراقية تقدم بها إلى المالكي من إنها لا تتدخل في شأن تشكيل الحكومة، وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وليست في وارد دعم هذه الجهة أو تلك أو محاولة في فرض إرادتها بما يتقاطع مع إرادة العراقيين وقادتهم.وعن الموقف الامريكي يؤكد القيادي في ائتلاف الكتل الكردستانية تمسكها بمنصب رئيس الجمهورية، وقال إن الائتلاف ليس كتلة حزبية أو طائفية بل انه يمثل قومية هي الثانية في العراق، ومنصب رئيس الجمهورية استحقاق قومي لنا".لقد فضحت التدخلات المكشوفة، عزلة وعدم دراية للعاملين في السفارة الأميركية، بالاتجاهات السائدة في المجتمع العراقي، وضعف قدرتهم على التقاط عناصر المشهد السياسي، كما تعكسه هذه الاتجاهات، ومدى حساسية العراقيين من التدخل في شؤونهم والانتقاص من سيادتهم، حتى وان كانت قيادتهم رغم إرادتهم، حتى الآن منقوصة بحكم بقاء القوات الأمريكية قبل انسحابهم النهائي الكامل نهاية العام القادم.لقد تعاملت القيادات العراقية مع الجانب الأميركي، كل من موقعها ووفقا لتوجهاتها، أو لاعتبارات الحرص على علاقات صداقة وتعاون متكافئ بعيداً عن الوصاية أو التدخل المباشر من جانب آخرين ومنهم الكرد. وهو ما خرجت عن إطاره السفارة الأميركية ببغداد.واللافت أن الجانب الأميركي عبر عن احتضان كامل للقائمة العراقية ولرئيسها علاوي، باعتبارها "الأقرب إلى ما تريده الولايات المتحدة من العراق الجديد" حتى إذا جاء ذلك وفقاً لنتائج الانتخابات على الضد من إرادة العراقيين الذين صوت أكثر من 7 ملايين منهم لقائمتي التحالف الوطني والتحالف الكردستاني والقوائم الأخرى.إن هذا التوجه الأميركي جاء امتداداً لنشاط تركي محموم بدأ مع التحضير للانتخابات إذ تصرف القنصل التركي في محافظتي الموصل وكركوك، لا بوصفه دبلوماسياً مطلوباً منه احترام حدود تحركه والقواعد الدبلوماسية التي تحدده، بل كما لو إنه ممثل لطرف في الانتخابات، داعياً الناخبين إلى التصويت لقائمة بعينها. كما إن جهات تركية حكومية دخلت على خط النشاط الانتخابي خارج أي ضابط يحترم الجوار وإرادة شعبه. ولم يعد خافياً ما صرح به وزير الخارجية التركية أمام العديد من معارفه، وما أكدته مصادر سياسية ودبلوماسية من أنه شخصياً من صاغ فكرة إطلاق قائمة معينة، وأتخذ كل ما يلزم للمحافظة عليها وإنجاحها ومدها بما تحتاج من دعم سياسي ومالي، وهو ما أخذته على عاتقها أكثر من دولة إقليمية معروفة!كما لم يعد خافياً الدور الذي قامت به وتواصله عناصر معروفة بتمويلها للعمليات الإرهابية في البلاد، تقيم في الجوار العربي والإقليمي، ولم تتوقف عن إدارة الاتصال بعناصرها كضابط ارتباط لمخابرات دول عربية وإقليمية توزعت أدوارها بين التمويل المالي أو السياسي.وفي هذا السياق أكد القيادي
السفارة الأميركية تدخل على خط الحوارات لصالح العراقية
نشر في: 5 نوفمبر, 2010: 09:29 م