نينوى/ المدىظل منفذ ربيعة الحدودي شمال غرب مدينة الموصل يعمل في السنوات السابقة بنظام التبادل التجاري، على أن يقوم التجار في دول الجوار بتفريغ حمولاتهم في ساحات وجدت لهذا الغرض بالقرب من المنفذ، في حين تقوم شاحنات عراقية بنقل هذه البضائع إلى داخل المحافظات. ويقع منفذ ربيعة الحدودي على مسافة 110 كم شمال غرب مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى التي تبعد مسافة 405 كم شمال بغداد، وهو أحد المنافذ العراقية إلى سوريا.
وكانت العمليات المسلحة التي شهدتها محافظة نينوى قد منعت في ما مضى سائقي الشاحنات السورية والتركية من الدخول إلى العراق، عبر أراضي مدينة الموصل بعد عمليات القتل التي طالت عدداً منهم، فضلاً عن حرق شاحناتهم داخل المدينة وهم يحملون بضائع إلى العراق، كما شهدت الموصل اختطاف سواق عديدين، إلا أن تغير الوضع الامني في البلاد والمحافظة على وجه الخصوص دفع بسائقي الشاحنات السوريين إلى الدخول لأبعد نقطة في العراق، فيما بدت الساحة المخصصة لوقوف الشاحنات في حي العربي شمالي مدينة الموصل من دون حركة، وهي تحوي بداخلها ما يقرب من 100 شاحنة لنقل البضائع، وتجمع سائقوها أمامها بدون اي عمل، متذمرين من مسألة دخول العراق شاحنات سورية وتركية ما يسهم في (توقف) عملهم، مطالبين بإيقاف دخول هذه الشاحنات.يقول ابو تحسين/ سائق شاحنة: نحن لا نحتاج سوى أن يعيدوا إلينا التبادل مثلما كان قبل أربعة أشهر، مبينا أن الذي تغير هو سماح المشرف على منفذ ربيعة الحدودي، لسائق الشاحنة السوري بالدخول بشاحنته إلى الموصل.وأضاف: نحن لا نريد أن يدخل السائق السوري مدينة الموصل، فشمالي البلاد وإيران لا يسمحان لأحد بالدخول إلا بحكم التبادل التجاري، ومدينة الموصل لم تستفد من هذا الامر بعكس بقية المحافظات.ويقول ابو علي/ سائق شاحنة: أمكث بشاحنتي منذ ثلاثة ايام دون أن تأتيني فرصة عمل، مناشداً كلاً من المشرف على المنفذ ومحافظ نينوى إغلاق الحدود امام مثل هكذا عمليات لأن التجار هم المستفيد الاول والاخير.وبين أن السائقين وعائلاتهم ألحق بهم ضرر كبير جراء هذا الامر، فضلا عن كونه قد اثر على الاقتصاد العراقي، وعلى سبيل المثال فإن سعر الكيلو غرام الواحد من الباقلاء في سوريا يبلغ 500 دينار عراقي، فيما يباع في العراق بمبلغ 1500 دينار، إذ يضعها السائق تحت حمل مركبته القادمة من سوريا ولا يقوم احد بتفتيشها.وأضاف ابو علي لوكالة اصوات العراق أن محافظ نينوى يقول لنا إن التجار قد تضرروا، ولكن الحقيقة عكس ذلك لأنهم هم المستفيدون ونحن المتضررون، فنحن نعاني البطالة بصورة مؤذية منذ ذلك الحين والى اليوم.أما أحمد السبعاوي، وهو سائق ايضا، فيقول: يوم امس دخلت عبر بوابة الشام (مدخل مدينة الموصل من الجهة الغربية) من الساعة الرابعة عصرا وبقيت حتى الساعة السادسة مساءً، حيث وصلت الجسر الخامس (غربي الموصل) وجميع السيارات تسير بقافلة واحدة، لأن التعليمات لا تسمح بدخول الشاحنات إلى الموصل إلا بعد الرابعة عصرا، لكن السواق السوريين يدخلون بلا قيود. ويضيف السبعاوي: مع هذه المعاناة نطالب فقط بإعادة التبادل التجاري في منفذ ربيعة الحدودي، في حين يقول خالد العطية، وهو سائق شاحنة ايضا: في السابق كنا نتبادل البضائع بين العراق وسوريا من منفذ ربيعة، أما الآن فقد اقتصر الامر فقط على السوريين، لكن يتوجب على الحكومة أن تجد لنا حلاً لهذه المشكلة، فنحن بدخول السوريين بقينا بلا عمل، أي منذ ستة أشهر ونحن بلا عمل. ويبين أن اجور عمل كل شاحنة يمول أربع عائلات، ونعتقد أن منفذ ربيعة تعتمد على مدخوله 5000 عائلة، والآن السوريون فقط هم المستفيدون.ويطالب العطية المسؤولين أولاً بالسماح لهم بنقل البضائع بدلا من السواق الاجانب، وثانيا بدعم السواق العراقيين بفرض ضريبة معلومة على دخول السواق الاجانب اسوة بما تفعله اجهزة تلك البلدان من فرض ضريبة على الدخول الى أراضيها أو الخروج منها.