اعد الملف/ جمال القيسي جزر القمر ، دولة عربية تحتضنها مياه المحيط الهندي من كل جانب .. دولة على صغر حجمها وقلة عدد سكانها (700 الف نسمة) صار لها مكان في واجهة الحدث الديمقراطي بصورته الجميلة التي اساسها التداول السلمي للسلطة .. فقبل اربع سنوات كانت الانتخابات الرئاسية الاولى بعد اكثر من عشرين انقلابا خلال عقدين من الزمان ،
تسلم الفائز انذاك السلطة من سلفه ، ثم جاء يوم امس لتبدأ الانتخابات الثانية والكل مجمع على ترسيخ مفهوم التداول السلمي لكرسي الحكم فكم يبدو ذلك رائعا في زمن يشتد فيه الصراع بين دعاة الديمقراطية الحقة وبين المتشبثين بالمناصب حد النخاع .دولة في مجاهل المحيط الهندي ليس فيها سوى صحيفتين واذاعة وتلفزيون لاغير ، وشعبها لايعرف من تطور العالم الا القليل ، يخوض تجربة ديمقراطية ويضرب من خلالها مثلا يحتذى به وهو الذي اكتوى لسنوات طوال بنار الاضطراب السياسي والانقلابات التي ما ان ينتهي واحد حتى يقع الثاني بعده بلحظات المدى تذهب بملفها اليوم الى المحيط الهندي حيث بدأ امس الاحد شعب جزر القمر انتخاباته الرئاسية الثانية وطموحه ان تثمر مشاركته بصعود رئيس جديد  ينهي عملية المصالحة الوطنية التي تفتح للبلاد ابواب الرفاهية والمستقبل المشرق .