TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > بغـداد تكافـح الخـوف بحيـاة الليل:الشباب يزيحون هموم النهار بـ"الأركيلة"وزح

بغـداد تكافـح الخـوف بحيـاة الليل:الشباب يزيحون هموم النهار بـ"الأركيلة"وزح

نشر في: 7 نوفمبر, 2010: 07:17 م

 عن: نيويورك تايمز من الذي يملك الحياة في الليل العراقي؟ حينما بدأ العنف بالانحسار، كان يبدو ان جلسات الشاي وتدخين الأركيلة تعلن عودة ساعات الليل الى البلاد لكي تنزع الناس عن نفسها عقلية حصار الايام السيئة من العنف بعودة النوادي الليلية والكلام الهادئ والمتنزهات العامة.
ثم جاء وابل الهجمات الأخيرة الذي خدش اجزاء من مشاهد الحياة الليلية التي عادت الى صحوها في العراق فقد فجر الارهابيون المطاعم والمقاهي والحدائق العامة واكشاك التسوق بشيء شعر به معظم العراقيين بانه محاولة لحبس العراقيين في بيوتهم بعد غروب الشمس ولذا بدأ كفاح جديد لحياة الليل في بغداد يحرض عزيمة العراقيين للسير في الشوارع ضد الارهابيين الذين يستخدمون السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والاسلحة الاوتوماتيكية لدفعهم الى حيث لا يتحركون. يقول الن الخوري البالغ من العمر 27 عاما"حينما اخرج من البيت فكأنني ذاهب الى الحرب"لكن الليل في شوارع بغداد يقدم لنا دائما حقيقة صغيرة عن الجانب الذي يسود، ففي ليلة الخميس الماضي وبعد يومين فقط من آخر الهجمات كان البائعون يملأون ارصفة حي الكرادة في بغداد وهم يقفون امام النوافذ المتألقة ومحال بيع الاثاث والعطورونشر التجار نسيج سجادهم المليء بالزهور بينما كان باعة الخضراوات يساومون على اسعار الباذنجان والطماطم وكان العديد من الرجال يتحلقون حول نار التي يتم شواء السمك المسكوف عليها حيث يفضل العراقيون دائما سمك الشبوط. يقول نبراس العطار وهو يحمل طفلته البالغة من العمر خمسة اشهر فقط"سواء اكنا في الليل ام في النهار فالحياة يجب ان تستمر فاذا لم نفكر سوى بالانفجارات فسوف لن نفعل شيئا لذا علينا ان ندافع عن حقوقنا".نواد ومطاعم ليلية جديدة تفتح في بغداد والعراقيون الذين امضوا في مامضى العديد من الامسيات محبوسين في بيوتهم يخرجون مرة أخرى. ومع امتلاء الارصفة يوم الخميس الماضي لكن العديد من الناس لم يكونوا يتوقفون سوى دقيقة او اكثر امام اي مكان، كانت المقاهي التي عادة ما يتجمع فيها الرجال لشرب الشاي والتدخين والنقاش بشان العملية السياسية المعطلة، كانت شبه فارغة بينما المناضد في مطاعم الشوارع كانت فارغة والنوادل الضجرون يتكئون على الحيطان او يعيد ترتيب المناضد من جديد. وحينما تم سؤالهم عن السبب، قال العديد من الناس "انهم انما يفعلون ذلك تجنبا للحشود الكبيرة والتجمعات وغالبا ما يقومون بارسال رسائل نصية الى عوائلهم لطمأنتهم في البيت بانهم بخير مثل نعم نحن بخير، اننا نأكل الان، كل شيء حسن، نعم، سنكون في البيت قريبا". حيدر ليث البالغ من العمر 23 عاما كان يرى ان هناك نوعا من الخوف من خلال الباحة الفارغة لمحل المثلجات الذي عادة ما يكون مزدحما يوم الخميس حيث يقول ان المناضد كانت تمتلئ بالعوائل ومجاميع الشباب والشابات والرجال لكن هذا الخميس كان مختلفا فقد كان اسبوعا داميا بسبب ما حدث في كنيسة سيدة النجاة القريب من محل ليث، مضيفا"ها انت ترى المحل فارغاً تقريبا ان هؤلاء الارهابيين يريدون ان تبقى الناس مسجونة في بيوتها"وقد خمن ان مبيعات المحل قد انخفضت بنسبة 75 % خلال الايام التي اعقبت التفجيرات.العراقيون كانوا يتذوقون الليل المنعش مبدين ملاحظاتهم والعديد منهم قالوا ان السبب هو الحكومة التي تاخر تشكيلها وانهماك السياسيين في صراعاتهم على القيادات وانها يجب عليها ان تحمي العراقيين او تقوم على الاقل بانارة الاضواء حتى يتمكن الناس من السير في بعض الشوارع المظلمة. ان الهجمات تأتي حينما يخرجون، وحتى تشكيل الحكومة عليهم ان يخطو خطواتهم في الظلام. يقول حيدر ابو فاطمة"لا احد سيمنعنا من محبة بغداد في الليل فلا احد سيوقفنا عن ان نعيش". ترجمة: عمار كاظم محمد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram