ترجمة: نجاح الجبيلي احتفلت أسبانيا  في 30 تشرين الأول 2010 بالذكرى المئوية لميلاد الشاعر والمسرحي الاسباني ميجيل أرنانديث (1910-1942) وقدمت الكثير من الفعاليات بهذه المناسبة.فقد أطلق اليانصيب الوطني  خمسة ملايين كوبون باسم أرنانديث في ذكرى هذا الشاعر العظيم في أنحاء اسبانيا ومنحه مجلس مقاطعة أليكانتا لقب "ابن اليكانته" بعد وفاته.
وصرح رئيس مؤسسة (ميجيل إرنانديث) خوان خوسيه سانشيز بالاجير  بأنه تعاقد مع شركة (سيليستيس) الأمريكية لإرسال كبسولة إلى القمر تحمل نسخة من ديوان (خبير في القمر) ".وكانت الشركة أعلنت أن مؤسسة ميجيل إرنانديث الثقافية طلبت وضع ديوان "خبير في القمر" في كبسولة تنطلق إلى القمر عام 2011 وذلك بمناسبة الاحتفال بمئوية الشاعر التي حلت في عام 2010.وفي مسقط رأسه مدينة "أوريولا" بأقليم أليكانته أقام طلاب مدرسة ابتدائية معرضاً فنياً  للاحتفال بالمناسبة وقد تعلم طلاب مدرسة المهارات الواسعة لشاعر أوريولا ميجيل أرناندث كي تتطابق مع الذكرى المئوية لمولده وتضمن المعرض قصائد ولوحات ورسومات مستلهمة من شعره ومؤلفاته.       واستعملت في الاعمال أساليب مختلفة من المواد والأوساط بضمنها الألوان المائية والأصباغ الزيتية والباستيل وقلم الرصاص الملون.وقال ناطق عن مجلس المدينة في أوريولا "إن الهدف من البرنامج هو جعل أعمال وحياة أشد الناس تأثيراً ونجاحاً في مدينتنا مألوفة للطلاب وأهاليهم واساتذتهم".  كذلك قدم المعرض ببلوغرافيا لميجيل أرنانديث وعدد من لوحاته المعروفة.وأقام معهد ثربانتس في مانيلا قراءات شعرية مفتوحة للجمهور بعنوان :" هل يستطيع الشعر أن يغير المجتمع؟" قرئت فيه 217 قصيدة في قراءة مستمرة.يقول مدير معهد ثربانتس خوزيه رودريغز:"أن هذا التكريم كان لا لأكثر من أشد الشعراء الاسبان تأثيراً فحسب بل أيضاً للغة الاسبانية والإرث المشترك لاسبانيا والفلبين المتجذرة بعمق في الماضي الغني المشترك تاريخياً". كما أسس بدرو أرناندث ماتيو حاكم مدينة "توربيخا"(مدينة في أقليم أليكانته-جنوب شرق اسبانيا) لجنة ضمت عدداً من شخصيات المدينة الثقافية والسياسية للاحتفال بالمناسبة.ونظم حزب العمال الاشتراكي الاسباني في "أوريولا كوستا" حفلاً على ساحل البحر في ذكرى مولد شاعر المدينة وتضمن العرض أداءً لراكويل بينا وفرقتها الراقصة إضافة إلى موسيقى جاز أميركي.واستذكرت الجمعية العامة للإحياء الثقافي في أسبانيا بالتعاون مع المكتبة الوطنية في أسبانيا ذكرى ولادة ميجيل أرنانديث المئوية بمعرض " ميجل أرنانديث-1910-2010 الظل المهزوم" وهو إعادة خلق حياة هذا الشاعر ويضم المعرض مخطوطات وصورا فوتوغرافية ورسائل ولوحات ومنحوتات ورسومات ووثائق ومنشورات وممتلكات شخصية نقلت إلى المناسبة لأكثر من 40 مؤسسة خاصة وعامة من بينها مساهمة عائلته. وقد قسم المعرض إلى خمسة أقسام:مرحلة الطفولة والشباب في أريولا 1910-1936، مكوثه في مدريد 1931-1936، الحرب 1936-1939 ، السجن 1939- 1942 ، تقديرات ومراقبات.واختتم المعرض بطبعات جديدة لأعماله وتسجيلات معتمدة على قصائده ومجلاته ولوحاته وصوره الشخصية ومقالاته حول تراثه الأدبي التي تدل على أهمية عمله. ومن بين شواهده أوكتافيو باث، أليخو كاربتنر،نيكولاس غيين ، بنثت ألكسندره وبابلو نيرودا.ولد الشاعر ميجيل أرنانديث في مدينة "أوريولا كوستا" في أقليم أليكانته ونشر أول كتبه الشعرية في سن الثالثة والعشرين على الرغم من أنه ولد في عائلة فقيرة وتلقى تعليماً رسمياً قليلاً. وحصل على الشهرة قبل موته وكان يعلم نفسه تعليماً ذاتياً. وخلال الحرب الأهلية الاسبانية قاد حملة لنصرة الجمهورية الاسبانية لكنه خلافاً لأكثر المحظوظين الآخرين لم يستطع الهرب من أسبانيا بعد حصار الجمهورية. وقد قبض عليه مرتين وأخيراً حكم عليه بالموت ثم تغير إلى السجن لمدة ثلاثين سنة. تنقل بين عدة سجون وعاش في ظروف قاسية إلى أن مات أخيراً بسبب السل في عام 1942. وكتب في لحظاته الاخيرة على جدار المستشفى:" وداعاً أخواني ورفاقي وأصدقائي: دعوني استئذن الشمس والحقول".