محمد سعيد الصكاركل ما سأقوله قيل؛ وجعاً وحزناً وغضباً وعجباً، ومواساة وتحليلاً وتخريجاً ودعوات لضبط النفس والتمسك بأهداب الوطن المنهك والقيم الإنسانية المتقلصة، وتحكيم العقل والتبصر بالنتائج، وما إلى ذلك مما يذهل النفس، ويشل القدرة على استنطاق منطق غير مألوف، وغير متوقع لما يحل بنا من استثناءات تغادر المنطق والمعقول، وتضبب الرؤية، وتعسر استشراف الغد.
كيف جاءت هذه النوايا السوداء، ومن أين؟ نحن ندري؛ فأمامنا من المقدمات ما يوحي بالنتائج، ولكننا لا نعتبر.rnإذن ما الذي تبقى لي من مجال القول، وكل ما أريد قوله قيل واندفن في زحمة الأقوال؟rnولكن وتراً ظل ينقر في القلب، أن أصمت لأن مجال القول انسدّ ولم يبق ما يضاف إليه، أم أن هناك نقراً جارحاً يستثير المواجع يدعوني إلى فوضى الأقوال؟كنت في شقة في محلة (كرد الباشا) القريبة من كنيسة النجاة، وكنت مأخوذاً بالهندسة الجميلة، بصليبها الشامخ الذي كانت تتدفق إليه صفوف العائلات بأزيائها الجميلة، وفرحها المتوهج، وأطفالها بأزيائهم الملائكية، كان الفرح يتقافز من كل مكان، وكان منظر خروج المئات من الكنيسة أجمل من قوافل دخولهم إليها.ها هي عيني الكليلة الآن، تستعيد تلك المباهج والفرح الطافح والأمل المتألق، وشكل الصليب المهيب، ودلالاته السامية؛ وتبقى الكلمات الذاهبة مع الريح، ويظل صليب النجاة رمزا للمحبة والتسامح الذي يعرفه العراقيون.
صليب النجاة
نشر في: 8 نوفمبر, 2010: 05:00 م