TOP

جريدة المدى > الملاحق > ثورة الزعفران.. صورة دموية فـي الذاكرة البورمية

ثورة الزعفران.. صورة دموية فـي الذاكرة البورمية

نشر في: 8 نوفمبر, 2010: 06:15 م

يعتبر المجلس العسكري الحاكم في بورما من أقدم الديكتاتوريات في العالم، يقوده جنرال يحيط نفسه باجواء من السرية والتكتم تاركا الباب مشرعا لكل التكهنات بشأن الدور الذي يعتزم لعبه بعد الانتخابات.ولا تزال خطط الجنرال ثان شوي (77 عاما) طي الكتمان عشية اول انتخابات تجري في هذا البلد منذ عشرين عاما، ولا يعرف احد ما اذا كان سيعهد فعلا بقيادة الجيش الى جيل شاب من الضباط الموالين له ، لكن نادرا ما ترد تكهنات عن احتمال خروجه من الساحة السياسية.
وقال اونغ زاو رئيس تحرير صحيفة ايراوادي التي يصدرها البورميون المنفيون في تايلاند "لا اعتقد انه سيرغب في الخروج، سيبقى في السلطة طالما ان ذلك ممكن لانه قلق على مصيره. فقد اثار الكثير من العداوات خلال السنوات الخمس او العشر الماضية".واستحدث الدستور الذي اقر عام 2008 منصب رئيس يمكن ان يترشح له ثان شوي ،  واوضح اونغ زاو انه في هذه الحالة سوف يعهد بالجيش "الى شخص يثق به ويكون اضعف منه بكثير" ، فالجنرال الحاكم يعرف جيدا المخاطر التي ستحيط به في حال انسحابه من السلطة، وهو الذي وضع سلفه الدكتاتور ني وين وجميع افراد عائلته في الاقامة الجبرية عام 2002، قبل ان يلقى رئيس الوزراء ورئيس اجهزة الاستخبارات خين نيونت المصير ذاته بعد سنتين ، غير ان المحللين يشيرون الى ان السلطات العسكرية لم تنظم الانتخابات تحت الضغط، موضحين انها اوسع نفوذا واقوى من اي وقت مضى منذ عشرين عاما وقد ضاعفت عديد قواتها الى اربعمئة الف عنصر.وان كانت الانتخابات ستضفي مظاهر مدنية الى المجلس العسكري، الا ان الباحث ايغروتو رأى ان هذا البلد "يتجه مباشرة الى استمرار نظام .. يقوم على البيروقراطيين وخبراء الاقتصاد والعقائديين والسياسيين المنبثقين عن السلطة العسكرية او المتأثرين بها بشدة والتابعين لها".ومن اسباب هذه الاستمرارية في السلطة قدرة الجيش على تجديد قيادته بمعزل عن خلافات الاشخاص ، ولا يمكن العثور في بورما على اي تمثال لثان شوي او اوراق مالية مطبوعة بصورته، وخلافا للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل، لا تنسب مآثر وهمية الى الجنرال الذي كان في الماضي ساعي بريد.ويعوض ثان شوي عن قلة شعبيته بالتشدد حيال المعارضة فيقمع التظاهرات ويبقي عدوته اللدودة المعارضة اونغ سان سو تشي في الاقامة الجبرية.وقال مارك كانينغ السفير البريطاني السابق الذي التقى الجنرال مرارا انه "لا يوحي للوهلة الاولى باي تهديد او تخويف"، ووصفه بانه "قصير القامة وثقيل وبطيء الحركة" مضيفا انه رجل مكد في العمل وكتوم "ناور لشق طريقه من القاعدة الى القمة مستخدما الدهاء والمؤامرة والقوة حين اقتضت الحاجة".ولا يعرف احد ما سيكون وجه بورما بعده، غير انه من المستبعد ان يضعف موقع المجلس العسكري. وذكر اونغ ناينغ او المحلل المقيم في المنفى في تايلاند بانه "لا يمكن لاحد اليوم ان يتحدى الجيش" بعد مضي ثلاث سنوات على "ثورة الزعفران" التي قمعت بشكل دموي عام 2007.وما زال العسكريون يستأثرون بالسلطة منذ 1962 ويسيطرون بلا منازع على النظام السياسي ، وقال اندرو سيلث من جامعة غريفيث الاسترالية ان "السؤال الجوهوري ليس عما اذا كان النظام الجديد سيكرس بقاء السلطة العسكرية، بل ان كانت هذه الترتيبات الجديدة ستؤدي تدريجيا ومن غير قصد ربما الى حلحلة قبضة الجيش على البلاد".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram