لطفية الدليميسئل الروائي الارجنتيني ارنستو ساباتو الذي عانى من الديكتاتورية وحكم العسكر في بلاده - -عن المثقف والسياسة وهل ينبغي ان يعمل المثقف بالسياسة واين ومتى؟ فقال:--( اننا نمارس جميعا بشكل أو بآخر السياسة بالمعنى العام والتقليدي للكلمة ، كأن نلوذ بالصمت امام جرائم خطيرة (طبعا هذا موقف سياسي..)
الواجب الأخلاقي يوجب على الفنان والمبدع كمواطن ان يحتل موقعا حاسما في المجتمع فيدين ويحتج عندما ترتكب فظائع ضد حرية الإنسان وكرامته وعلى الكاتب ان يقاتل من اجل مايؤمن به ..).حسنا ألسنا كتابا وفنانين و لدينا ما نؤمن به ؟؟ الا نؤمن بحقوق الإنسان وكرامة العيش وحق التعبير وحرية الاعتقاد؟ نعم ،نحن لسنا قادة مصائر او ممن يرسمون سياسة الحكم او يتوقون للانغماس في السياسة، نحن معتنقو احلام وحماة ارواح ومروجو مستقبل ، وعلينا ان نجاهد من اجل تلك الأرواح والأحلام والمستقبل ونواجه الارهاب بحماية المحبة والروح وأحلامنا الإنسانية جمعاء بمواقفنا ..ما الذي يمكن أن توصف به مجزرة كنيسة سيدة النجاة التي استشهد فيها مواطنون أبرياء يقيمون قداسا للسلام ؟؟ ما الذي يمكن ان نسمي المذابح التي قامت بها العصابات الإرهابية في المطاعم والمقاهي وأماكن تجمعات المواطنين ؟ ومتى تدفع القوى الشعبية والمدنية وفي مقدمتها مثقفو العراق - تدفع البرلمانيين لاعادة النظر في بعض مواد الدستور التي أغفلت حقوق الاقليات وواجب حمايتها ؟؟و ما الذي ينتظره كتابنا ومثقفونا ليرفعوا أصواتهم عالياً بعد ان طغى سيل الدماء حتى بلغ أعلى صلبان كنائس بغداد؟؟ ما الذي ينتظره من يدعون امتلاك الوعي وينافحون في كتاباتهم عن الجمال والامل والمستقبل وهم يشهدون الحلم يغرق في مد الدم ؟؟ كلنا نعلم ان الارهاب لم يستثن من جرائمه أحداً لا المسيحيين ولا الأقليات الأخرى ولم تنج من وحشيته وجنونه حشود الأبرياء من الشباب والنساء والأطفال في الأسواق والمقاهي والمدارس ، فهو الى جانب عماه ووحشيته الدموية ، يدفعنا الان الى اختبار قوة المواطنة و عظمة الإنسان فينا ، يختبر معنى ان تكون مواطنا حقا وانسانا حقا و مثقفا يمتلك القدرة على اتخاذ المواقف الحازمة في بلد حرم مواطنوه من السلام والأمن والحياة الكريمة منذ عقود وحتى لحظتنا هذه ، ليس من الضروري كما يقول –ارنستو ساباتو – ان يعمل الكاتب او الفنان بالسياسة بل من المعيب ان يسخّر الفن للدفاع عن حزب او ايدلوجيا او عقيدة دينية لان الأعمال الفنية المسخرة لخدمة السياسة غالبا ماتكون سطحية و تدعو للاشمئزاز - لكن الواجب الأخلاقي والإنساني يفرض اتخاذ موقف بديل الصمت عندما يقتل الانسان ويذبح على مرأى ومسمع من الجميع ..هل يؤمن احدنا بقيمة ما او موقف ما ؟؟هل يحترم الكاتب والمثقف سلوكيات معينة تعد من الثوابت في ثقافتنا الإنسانية ؟؟ حسنا من الذي سيدافع عن هذه القيم واولها قيمة المواطنة وحق المواطنة لاهل البلاد جميعا ؟؟ هل ننتظر ان تقوم منظمات حقوق الانسان الدولية بالمهمة لنعرف مدى تقصيرنا وصمتنا وعجزنا إزاء ماكنة الارهاب التي تسعى لتدمير العراق وابادة مواطنيه وجعله محرقة ابدية؟؟ لقد ارتكبت التجربة الديموقراطية الوليدة أخطاء بفعل المواقف الايدلوجية المتشددة وأحد هذه الأخطاء حين صوت البرلمان -تحت وطأة المتنفذين من الاحزاب الدينية - على الغاء المادة (50 ) من الدستور في 2008وهي المادة التي كانت تتيح للاقليات المشاركة والتمثيل في جميع مفاصل الدولة - وبذلك جرى عزل الاقليات و
كلنا مسيحيون يا حملة الأقلام - أسئلة للمثقفين
نشر في: 9 نوفمبر, 2010: 05:08 م