اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ظاهرة السكن العشوائي فـي المدن العربية ..مدينة دمشق نموذجاً

ظاهرة السكن العشوائي فـي المدن العربية ..مدينة دمشق نموذجاً

نشر في: 9 نوفمبر, 2010: 05:24 م

حواس محموديشكل الإسكان المعضلة الرئيسية للعديد من المدن الرئيسية حيث يزداد الطلب على مساكن العزاب والوافدين، والمشروعات الإسكانية عاجزة عن تلبية احتياجات المواطنين على اختلاف مستوياتهم ، وهذا العجز يسبب قيام ضواحي الصفيح على أطراف المدن،
وتقدر بعض الدراسات أن 30 – 50 بالمئة من سكان المدن في العواصم العربية تعيش في ظروف سكنية غير ملائمة كما أن الكثافة السكانية تصل في بعض المناطق السكنية إلى 24,000 نسمة / كم2 إضافة إلى زحف مناطق العمل والصناعات والورش والكراجات إلى المناطق السكنية، وتأزم الأوضاع الصحية نتيجة لمشكلة النفايات والتلوث الجوي بسبب قرب المطارات والأوتوبيسات من المساكن، وكذلك التلوث البري والبحري، ومشكلة تصريف مياه المجاري (اختلاط مياه المجاري مع مياه الشرب) والأمطار التي تعطل السير ، بحيث أن الكثير من المدن العربية بات مطوقاً بأحزمة من السكن العشوائي (أو أحياء المخالفات) الذي يجرف في طريقه أراضي زراعية قيمة والذي يوفر البيئة التي ترتع فيها العديد من الأمراض البيئية منها والعضوية والنفسية والاجتماعية ، وانعدام الرعاية الصحية والترفيه، ثم النسبة العالية للعطالة والتوتر والنظرة المتدنية إلى الذات، وكل هذه العوامل تتضافر لخلق بيئة عليلة. إن مشكلة السكن العشوائي ناتجة بطبيعة الحال عن عملية الهجرة من الريف إلى المدينة "التحضر" وناتجة أيضاً عن عدم وجود تخطيط عمراني مسبق قادر على استيعاب وتنظيم الزيادة السكانية في المدن في هذه المقالة سنتناول إحدى المدن التي تعاني هذه المشكلة وهي "دمشق" كحالة مأخوذة للدراسة، وهي لا تختلف ولا يختلف عنها (من حيث الخطوط العريضة والملامح الأساسية) باقي المدن العربية، لأن المشكلة ناتجة عن أسباب مشتركة بين المدن العربية . السكن العشوائي في مدينة دمشق : تشير إحدى الدراسات حول مفهوم " المخالفة في التخطيط التنظيمي " أن مناطق المخالفات أو السكن العشوائي هي رد فعل جماعي لسكانها على استثناء جماعي لهم فرضته شروط ونتائج المخطط التنظيمي" ، وترى هذه الدراسات أيضاً أن ظاهرة المخالفة تكشف قصور المخطط التنظيمي بإعطاء الناس القائمين بها الفرص المناسبة لأداء نشاطاتهم في إطار مناسب ضمن هذا المخطط ، وترجع دراسات أخرى قليلة أنجزت حول هذا الموضوع نشوء هذا النوع من السكن حول المدينة إلى أسباب عديدة ، يأتي في مقدمتها الأهمية الكبرى لمدينة دمشق كمركز صناعي تجاري إداري وثقافي مهم في القطر ، وهذا ما جعل المدينة أحد المراكز الرئيسية الجاذبة التي يقصدها المهاجرون بحثاً عن العمل أو الدراسة أو ممن أجبرتهم الظروف الخارجة عن أرادتهم للهجرة من داخل أو خارج القطر نحو دمشق ، وخاصة أولئك الذين دفعت بهم المعارك الحربية الإسرائيلية العربية في أعوام 1948 – 1967 من فلسطين ومن الضفة الغربية والجولان عام 1967 نحو دمشق والمدن السورية الأخرى إنَّ النمو السكاني الطبيعي والعوامل المذكورة آنفاً أديا إلى زيادة كبيرة للسكان في مدينة دمشق إذ أن عدد سكان المدينة عام 1960 كان يبلغ 530 ألفاً تضاعفت عام 1981 إلى 1,250,000 نسمة وأظهرت تقديرات المكتب المركزي للإحصاء أن عدد سكان دمشق وضواحيها قد بلغ مليوني نسمة عام 1989 إلاّ أن إحدى الدراسات حول الأحياء المخالفة في دمشق وضواحيها قدرت هذا العدد بنحو (3,5) مليون أي ربع سكان سوريا تقريباً في تلك الفترة، جدير بالملاحظة أن مدينة دمشق التي كانت نقطة جاذبة رئيسية لسكن المهاجرين في الستينيات لم تعد كذلك في ما بعد بخلاف العواصم الأخرى في العالم العربي ، حيث قامت التجمعات السكانية في ريف مدينة دمشق باستقطاب المهاجرين الذين لم يعد بإمكانهم تأمين مساكنهم في المدينة ، ومما يثبت ذلك أن نمو سكان مدينة دمشق بلغ 4,6 بالمئة مقابل 2,6 بالمئة في ضواحي دمشق بين عامي 1960 – 1970 م وانعكس هذا الوضع خلال فترة أعوام 1970 – 1981 فارتفع المعدل إلى 5,5 بالمئة من الضواحي وانخفض في المدينة إلى 3 بالمئة نتيجة للاكتظاظ السكاني في العاصمة وعدم قدرتها على استقبال المزيد من المهاجرين ، وبروز الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ولا سيما في مجال السكن التي أدت إلى تحول المهاجرين نحو أطراف المدينة وضواحيها ، وهناك أسباب أخرى لظهور السكن العشوائي في مدينة دمشق وضواحيها تكمن في عدم استطاعة القطاع الحكومي في مجابهة الطلب المتزايد على السكن الرخيص لإيواء هؤلاء القادمين ، وعدم وجود ستراتيجية عمرانية لمجابهة المشكلة ، ويمكن تقسيم هذه التجمعات العمرانية المخالفة حسب وظائفها إلى تجمعات سكنية أو صناعية أو مختلفة ترفدها مناطق تجارية مخالفة ، وقد تكون هذه التجمعات على شكل شريطي عندما ما تنتشر وتتوزع على طول الطريق ، وقد تكون كتلية تنتشر في جميع الاتجاهات ، وتنتشر هذه التجمعات العمرانية حول دمشق في جميع الاتجاهات في ما عدا الجهة الشمالية الغربية حيث لا تساعد التضاريس الطبيعية لجبل قاسيون على نشوء هذا النوع من السكن و تتميز هذه المناطق بارتفاع الكثافة السكانية إذ يبلغ متوسط هذه الكثافة ( 61 – 81 نسم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram