اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مع تحسن الوضع الأمني..أسواق الموصل تكتظ بزحام العيد وسط إجراءات مشددة

مع تحسن الوضع الأمني..أسواق الموصل تكتظ بزحام العيد وسط إجراءات مشددة

نشر في: 10 نوفمبر, 2010: 05:05 م

الموصل/ نوزت شمدين قبل أيام من عيد الأضحى، شهدت الأسواق في مدينة الموصل، حركة ونشاطاً كبيرين، اضطرت معه أجهزة الأمن في بعض المناطق، الى منع حركة مرور السيارات، لكي تستوعب الشوارع زحف المشاة القادمين من مختلف مناطق محافظة نينوى،
ولم يقتصر الزحام على سوق بعينها، وانما توزع على السرجخانة، وباب السراي، والدواسة، والمصارف، وسوق النبي يونس، والمثنى، والمجموعة الثقافية. والسرجخانة، واحدة من اقدم أسواق الموصل، وأكثرها شهرة ًعلى الاطلاق، يطلق عليها الأهالي ومنذ القدم، تسمية سوق النساء، لأن أغلب المحال فيه، متخصصة بكل ما يهم المرأة، وكذلك ما يتعلق بمستلزمات الاسرة والمنزل من أقمشة، وملابس، واحذية، وعطور، وكماليات، إضافة الى العيادات الطبية النسوية وغيرها، مع ما يسندها من مختبرات صحية، وصيدليات. ومع ان حركة سير المشاة في السرجخانة باتت اكثر سلاسة هذا العام، بعد ان رفعت التجاوزات على رصيفيه المتقابلين، الا ان زحام تسوق العيد، يبدو ومع الساعات الاولى للصباح وحتى أخر لحظة ضوء نهاري، كمهرجان بدعوة مفتوحة، استدعي اليه وللمرة الاولى منذ اعوام، مواطنون من اقضية تلعفر وسنجار والبعاج وتلكيف وقرقوش وغيرها من المناطق التي عزلها في السابق تدهور الاوضاع الامنية. بالقرب من احد محال بيع الاحذية النسوية، كان ابو امجد وهو رجل في عقده الرابع، يعاني من صعوبة في التعامل مع نوبة البكاء التي انتابت طفل يحمله بيد، وبالاخرى يمسك بآخر، قال وهو يضع كفه على فم الطفل، امهما في الداخل منذ ربع ساعة، وهذا يريد حليبه الان، ثم التفت ينظر عبر زجاج المحل المختنق بالحركة: قلت لها مراراً ان التسوق قبل فترة وجيزة من العيد أكبر خطأ، لانها اوقات ازدحام معتادة، ثم قال بعد ان نجح في اسكات الطفل حين هزه مرتين: يحدث هذا لي كل عام. انتظرنا طويلاً، أن تفرغ ثلاث نساء من مفاوضات شرائهن (كوستم)، في أحد المحال المشهورة في السرجخانة، وبين اللحظة والاخرى، كان البائع ينظر الينا معتذرا عن التأخير، ويعود ليستمع بصبر، الى عروض قضم السعر، التي كانت النسوة تقدمها بالتناوب، حتى قال اخيرا وهو يضع الثوب في كيس كبير(مبروك). البائع واسمه محمد طالب، بدا سعيداً للغاية، وهو يتحدث عن الانفراج الحاصل في حركة السوق هذه الايام، وقال بان الجميع كان حائراً، خصوصا تجار الالبسة، بين طرح الثياب الشتوية او الابقاء على الصيفية، لكن انحفاض درجات الحرارة، واقتراب العيد، دفعتا الاغلبية منهم، الى طرح البضاعة الشتوية. واضاف محمد: منذ ثلاثة ايام ونحن نشهد اقبالاً اراه غير مسبوق على الاطلاق. سيدة قريبة كانت تستمع الى حوارنا بينما هي تقلب ثوباً ازرق اللون، اعتذرت عن تدخلها في الحديث، قبل أن تؤكد بان التحسن الامني، هو السر في كل هذا الازدحام الذي يحدث في السوق، اضافة الى انه النصف الاول من الشهر، أي ان رواتب الموظفين مازالت صامدة في جيوبهم، لكنها اشتكت من الارتفاع الكبير في الاسعار، وقالت بان ذلك لايتعلق فقط بثياب النساء، وانما ملابس الاطفال ايضاً، كما ان البضائع ليس فيها جديد، حيث لاشيء يختلف عما كان يباع في العام الماضي،  وهنا انتفض البائع محمد طالب قائلاً: لان جميع التجار يشترون بضائعهم من المنشأ نفسه، وهي لا تخرج عن التركي او السوري او الصيني، والجودة تختلف بحسب السعر، احيانا تجدون او تعتقدون بان القطعة نفسها تباع في مكان آخر بسعر اقل، ولكن في الحقيقة هي ليست القطعة نفسها، وإنما مقلدة عنها وبقماش اقل جودة.  العديد من النسوة اللواتي التقت بهن المدى في السرجخانة او ضواحيها من تفرعات الاسواق الاخرى، ابدين انزعاجاً كبيراً، من غلق الطرق المؤدية الى السوق، واضطرارهن إلى السير لمسافة طويلة على الاقدام، وبعضهن يحملن اطفالاً، وقد اشارت الى ذلك ام غسق في مدخل سوق الشعارين، وقالت بانها جاءت من الدركزلية (منطقة تبعد عن السوق مسافة أربعة كيلومترات) سيرا على قدميها، لان الشرطة قطعت الطريق. وانت ترقب الحشود وهي تلف السوق بكل صخبها وضجيجها، ينبغي ان تعرف بان نصف الحاضرين، يقضون دورانهم المكوكي بين المحال، بالتفرج ومعاينة الاسعار فقط، لعدم مقدرتهم على الشراء، بسبب البطالة المتفشية في الموصل، وباقي البلدات المحيطة بها ضمن حدود نينوى، شيء من هذا قالته هنية رضوان، التي اعربت عن غضبها من حكومة نينوى المحلية، التي وعدت بالكثير من دون ان تنفذ اي شيء،  واضافت: التقيت بالكثيرات هنا، وكلهن مثلي، لا يقوين على شراء سوى حاجة او اثنتين وللأطفال فقط، وبعضهن لا يستطيعن حتى فعل ذلك، لان ازواجهن او أبناءهن عاطلون عن العمل، والجميع يفكر بالاكل قبل الثياب، ثم قالت بحزن: الكثير من الاعياد مضت، لكن لاعيد مر علينا. ما يقابل سوق السرجخانة في الموصل، شارع الدواسة، أو سوق الرجال كما يطلق عليه، حيث تختص المتاجر هناك بالملابس والاقمشة وباقي المستلزمات الرجالية، مع وجود عدد كبير من مطاعم الاكلات السريعة، ومكتبات توزيع الصحف، ومكاتب بعض القنوات الفضائية، وسينما واحدة تنتظر العيد بفارغ الصبر. السوق ممنوعة امام حركة مرور السيارات، منذ ثلاثة اعوام تقريباً، فالمرك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram