اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ضرب الطلاب على طريقة "الملالي" ما زال يجد من يمارسه

ضرب الطلاب على طريقة "الملالي" ما زال يجد من يمارسه

نشر في: 10 نوفمبر, 2010: 05:07 م

وائل نعمة "سارة" ذات العشر سنوات عادت الى منزلها وهي تبكي وارتمت باحضان امها وهي تردد "لن اعود مرة اخرى للمدرسة ". كان السبب وراء بكائها، ان المعلمة قررت  ان توجه لسعات مسطرتها الخشبية إلى يديها الصغيرتين بالاضافة الى كم الاهانة والشتائم التي وجهتها اليها بسبب ان التلميذة لم تقم بأداء واجبها بالشكل الصحيح.
فالكثير من المعلمين والمدرسين في المدارس العراقية ما زالوا يحملون العصي والطبشور وكتاب المنهج جنبا الى جنب،ورغم تغير طرائق التدريس في العالم ودخول الانترنيت والدراسة عن بعد،الا ان البعض بقي مصرا على ان الضرب هو الطريق الامثل ليقوم الطالب باحترام الصف والمدرسة والالتزام بواجباته. التلميذ علي وليد، الصف الخامس الابتدائي،يشير الى  ان المعلمين لا يضربون دائما، ولكن بعضهم يضربوننا لاسباب كثيرة، منها اذا لم نحضر دروسنا او اذا رسبنا في الامتحانات اليومية والشهرية او اذا تشاجرنا مع بعضنا، لان الصف صغير وفيه عدد كبير من التلاميذ ولا توجد وسائل ترفيهية لدينا، وفرصة الاستراحة قصيرة جدا لانستطيع فيها ان نلعب او نلهو مع بعضنا.rnالطاعة العمياءفيما تعتقد هدى، طالبة في المرحلة المتوسطة، بأن تعليمات منع الضرب التي تشدد عليها الادارات التربوية، جعلت المدرسات  اللاتي  اعتدن  على ممارسة هذا الأسلوب يلجأن  إلى الشتائم والإهانات والكلام الجارح للتعويض عن الضرب. وبرأيها فأن تأثير الكلام الجارح يكون أحيانا اشد وطأة من الضرب الجسدي.و تشكو عدد من الطالبات من سوء معاملة المدرسات،حيث تلفت مها علي، إلى  أن المدرسات لديهن نظرة دكتاتورية تجاه الطالبات فهن يطالبن بالطاعة العمياء وعدم المناقشة والاستسلام الكامل لآرائهن كما أنهن يعتقدن بأن لديهن كل الحق في أهانتنا أو حتى معاقبتنا. rnالخوف من الذهاب إلى المدرسةبالمقابل يؤكد سالم محمد والد احد التلاميذ بالمرحلة الابتدائية ان احدى المعلمات قامت بحث الطلاب على (البصق) بشكل جماعي على ابنه بعد ان كان مقصرا في واجبه، ثم قامت بضربه، ويذكر انه عند مراجعة المدرسة قامت المعلمة بأتهامه بأنه قام بتهديدها مما حدا بالاب إلى أن يسكت مرغماً على هذا التصرف، وحاول ان ينقله الى مدرسة اخرى، ولو ان الامراصبح  صعبا بعد ان صار الطفل متخوفا من الذهاب الى اي مدرسة ورافضا فكرة الخروج من البيت. rnالعلاقة النموذجيةويشير صادق عبد الله "مدرس تاريخ" الى ان  قيام  المدرس بتخويف الطالب سيجعل نقل المعلومات مشوشاً ولن يستطيع توصيل المادة العلمية بالطريقة السليمة، وبذلك سيفقد دوره الاساسي في عمله , ويرى أن قوة التدريسي تكمن في ما يملكه من قدرة ووسائل تمكنه من إيصال المعلومات إلى الطالب الذي عليه أن يحترمه بالمقابل، وأن تسود العلاقة النموذجية بينهما على أساس الأخذ والعطاء وتوصيل المادة العلمية بشكل أمين.في حين تشدد المدرسة هناء،اختصاص رياضيات، على منع ضرب الطلاب،وترى ان هذه الطريقة قد أفسدتهم وأصبح المدرس لا يملك أية سيطرة على الطالب، فأين معلمو اليوم من معلمو أيام زمان حيث كنا من شدة احترامنا لهم نتحاشى المشي  بالقرب منهم،حيث كانت للمعلم  هيبته و شخصية تؤثر بالطالب.وتضيف " في ايام المدرسة شاهدت الكثير من المعلمات والمدرسات،لكني اتخذت، مدرسة واحدة مثلا أعلى لي وحتى الآن أحاول التعامل مع الطالبات كما كانت  تعاملنا مدرسة اللغة الانكليزية،فلقد علمتني أهم درس في حياتي، وهو أن المدرسة المثالية هي من  تجعل الدرس مشوقاً وممتعاً، ولا ينظر إلى الطالب أبدا بأنه أقل شأنا منه،و ما زلت أتخذها  مثلي الأعلى بالرغم من أن اختصاصي لا يتعلق بالانكليزية. وهي تستذكر ايام الدراسة الخوالي قالت: لقد كنت ذكية في الانكليزي والفضل يعود لها في ذلك, أتمنى أن يتذكرنني طالباتي  في المستقبل كما أتذكر أستاذتي الآن.مدرس اخرفي صناعة الكرخ يجد ان مدارسنا تفتقر الى العلاقة الصحية بين الطالب والمدرس والسبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى نظرة المدرس للطالب على انه مستخدم لديه، ويشدد "عامرنوري "على ان هناك معلومة خاطئة من الضروري إن تصحح،وهي مطالبة البعض بألغاء الضرب بالمدارس على اعتباره  اشبه بالقانون او النظام , والحقيقة ان لاقانون ولانظام ولا اي لائحة تقر وتجيز  ضرب الطالب وبالتالي ليس هناك إلغاء لقانون لم يكن موجودا أصلا.ومع ذلك وبحسب قول محدثنا، لا يجوز أبدا معاقبة الطالب بالشتم أو الضرب أن ذلك مرفوض كليا من قبلنا لأن هناك لغة حوار يلجأ إليها التدريسي مع الطالب، وفي حال ورود شكوى من طالب تعرض للضرب فأن ادارة المدرسة  ستشكل لجنة تحقيقية للبحث في الحادث، وإذا تأكدت اللجنة من حدوث الواقعة فأن التدريسي يتعرض للمحاسبة والعقاب أما بالنقل من المدرسة اومنعه من ممارسة التدريس.rnمن المسؤول؟ويعتقد عدد من المدرسين ان ظاهرة ضرب التلاميذ في المدارس  تشترك فيها عدة عوامل، ويفترض ان تتكاتف كل الجهود من اجل القضاء عليها، وزارة التربية بكل وسائلها يجب ان تحث المدرسين على التعامل بشكل ع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram