بغداد/ علي عبد السادةدخلت الكتل السياسية العراقية في فسحة للراحة من مشاورات عصيبة رافقت أزمة الحكومة الجديدة، وتنتظر الأوساط السياسية الجهد الذي سيبذله رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي بحسم الحقائب الوزارية خلال ثلاثين يوما بدأت أمس الجمعة.
وتبادل أعضاء في كتل مختلفة التهاني على نهاية الأزمة وانفراجها، فيما يستعدون خلال الفترة المقبلة، ربما خلال العيد، وبشكل مؤكد في ما بعد، للتفاوض على المرشحين وحصص كل كتلة من تلك الحقائب.واستبعد نواب من كتل مختلفة، في أحاديث لـ(المدى) حدوث تقاطعات خلال عمل مجلس الوزراء الجديد، وأكدوا أن الاتفاقات السياسية ستكون ناظمة للعمل التنفيذي."عراق اليوم ليس كما هو البارحة.. لدينا دستور دائم هو من يحكم العمل في المفاصل التنفيذية"، يقول القيادي في دولة القانون عبد الهادي الحساني في اتصال هاتفي مع (المدى).ويرى العضو في التحالف الوطني الحكومة ستولد من مجلس النواب وكل المؤشرات تفيد بأنها ستحظى بالدعم.وأوضح الحساني أمس الجمعة أن الشراكة التي تم الاتفاق عليها تتطلب تحقيق الرقابة التشريعية الصحية ودعم بناء الدولة من خلال مساندة الجهاز التنفيذي على إتمام الاستحقاقات المقبلة,ورغم ان الحساني يتوقع حدوث تقاطعات بين الوزراء بسبب التوجهات المتباينة، لكنه اكد انها لن تصل الى الدرجة التي شهدتها الحكومات السابقة:"أظن أن الشراكة الحقيقية المتفق عليها سيحول دون حدوث مشاكل".وفي سياق آخر، ذكر الحساني ان المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية- والذي يراه مراقبون مجالا لحدوث تلك التقاطعات – سيعمل وفق نظام من المؤمل ان يقره البرلمان وستكون قراراته محكومة بنسبة تصويت الـ 80 بالمئة من اعضائه.من جانبه، أيد القيادي في ائتلاف العراقية جمال البطيخ ما ذهب اليه الحساني، وقال في اتصال هاتفي مع (المدى) امس ان اتفاق الشراكة الذي"باركته"الكتل السياسية الاربعاء الماضي سيمنع الكتل السياسية من التأثير على الوزراء الممثلين لها في الحكومة.وقال البطيخ إن أزمة الحكومة أنهكت الكتل السياسية وأفقدتهم القدرة على مواصلة"العناد والتزمت".وتابع:"وقف السياسيون على ما يكفي من النضوج.. أتصور انه لن تحدث أزمة تقاطعات او انسحابات من الحكومة الجديدة".وعقد البرلمان العراقي الجديد مساء أمس الأول جلسة انتخب خلالها أسامة النجيفي رئيسا له كما انتخب رئيس الجمهورية جلال طالباني لولاية ثانية.وسرعان ما أعلن طالباني انه سيكلف رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل الحكومة الجديدة.واعتبر محللون سياسيون ان تشكيل حكومة تتمتع بقاعدة عريضة سيحول دون فشلها وسقوطها في فخ التقاطعات والتوتر".