الموصل/ المدى عبر مواطنون في محافظة نينوى، عن ارتياحهم البالغ لما اسفرت عنه جلسة البرلمان العراقي يوم الخميس الماضي، واتفقت آراء الكثيرين هناك في ان مرحلة جديدة من تاريخ العراق، بدأت مع تلك الجلسة البرلمانية التي كانت خاتمة لماراثون سياسي طويل امتد لأشهر،
البعض في الموصل اعتبر اختيارات اعضاء البرلمان موفقة رغم انها جاءت متأخرة، وآخرون وجدوها متوقعة ولم تختلف عن الدورة السابقة الا من حيث اسم رئيس البرلمان، وبين هذا وذاك فالآمال معقودة على الحكومة التي سيشكلها المالكي، من اجل ان تتخلص نينوى من مشاكل صار عمرها سبع سنين، وعلى رأسها الأمن ثم البطالة والخدمات وغيرها من الامور التي عطلت هذه المحافظة التي جاوز سكانها ثلاثة ملايين نسمة. المواطن جميل محي الدين من اهالي الشيخان(47كم) ابدى سعادته البالغة لتجديد انتخاب الرئيس جلال طالباني لولاية ثانية، وقال:هذا دليل أخر على مدى ثقة العراقيين بهذا الرجل، الذي استطاع في فترته الرئاسية الاولى وحتى قبل ذلك، في ان يكون المركز الذي تلتقي عنده جميع الاطراف، وساهم مساهمة فاعلة في بناء الدولة العراقية الجديدة، ونحن ننتظر منه الشيء الكثير خلال الفترة المقبلة ايضاً. جميل اشار الى الدور الحاسم للرئيس مسعود بارزاني من خلال مبادرته التي انقذت العملية السياسية برمتها، ورأى بان أهمية تلك المبادرة الناجحة، تكمن في أنها جاءت من قيادي عراقي، في وقت كانت اطراف خارجية تحاول ان تمارس دور طوق النجاة، بمبادرات هي في النتيجة تدخل في شؤون داخلية لدولة أخرى. واكد جميل محي الدين، بان التاريخ سيحفظ لبارزاني موقفه، ولجميع من قبلوا ان يكونوا جزءاً من الحل، لأن المسؤولية باتت جسيمة جداً، نظراً للتحديات والمصاعب التي تعترض طريق البلاد، وهو يمضي بعد ان وقف على قدميه من جديد. المحامي كمال توفيق شيخكي قال للمدى بان ما تحقق يوم الخميس انجاز تاريخي، ومنعطف مهم، ستنعكس اثاره قريبا على المشهد العراقي برمته، وأضاف الشيخكي، البعض كان يشكك بالدور الكردي في الواقع السياسي للعراق، ويتهمون قياداته جزافاً بشتى الاتهامات، لكن ما حدث في جلسة البرلمان يوم الخميس، اثبت لهم وبما لا يقبل الشك، في انهم كانوا مخطئين، لأن من كانوا يتهمونهم بمحاولة تقسيم العراق، هم من وحدوه في نهاية الامر. الشيخكي تحدث عن امر اخر افصحت عنه جلسة البرلمان الحاسمة، وهو ان بعض الاطراف كانت تقاتل من اجل المناصب، وليس من اجل ما انتخبوا لأجله، وهذا ما عطل تشكيل الحكومة طوال الفترة الماضية، وحذر من أن استمرارهم على ذات النهج، سيقودهم الى طريق مسدود، لان المواطن العراقي لم يعد يخدع بالشعارات والوعود الزائفة، وخبرته الان ستكون بوصلة اختياراته القادمة بلا شك. المحامي رزكار طاهر قال للمدى بان مام جلال وبالرغم من انه قيادي في حزب كردي ناضل طويلا من اجل الحصول على حقوق الكرد، الا انه كرئيس للعراق، اثبت بانه مدافع كذلك عن حقوق جميع العراقيين بمختلف الوانهم وانتماءاتهم، وتمنى من جميع السياسيين في العراق ان يستفيدوا من تجربة طالباني، وان يكسبوا ثقة الناس لانها أساس بناء الدول. المواطن بطرس خوشابا من برطلة، اثنى على الجهود التي بذلت من اجل تقريب وجهات النظر، وصولاً الى الحل الذي يرضي الجميع، وانها خطوة مهمة من اجل وقف نزيف الدم العراقي، وقال بان التئام البرلمان، واختيار الرئاسات، وتشكيل الحكومة، ستنعكس تاثيراتها وبشكل مباشر على الوضع العام في نينوى، ليس على المستوى الأمني وحسب، وإنما على المستوى الاقتصادي وحتى الاجتماعي، فنينوى بحاجة الى درجات وظيفية جديدة تعد بعشرات الآلاف، والى بنية تحتية لمختلف القطاعات الصحية والتربوية والخدمية، واهم من كل ذلك، عودة المقاطعين لمجلس محافظة نينوى الى مقاعدهم، لكي يتوحد القرار في المحافظة، وتنتهي التوترات والتجاذبات المستمرة منذ أكثر من عام ونصف. التربوية بيداء سرمد من اهالي الجانب الايسر لمدينة الموصل، قالت بان المثل الأوربي يقول (أن تاتي متأخراً، أفضل من ان لا تأتي أبدا)، وهذا الامر يتجسد الى حد كبير، في جلسة البرلمان العراقي التي اختير فيها رئيس البرلمان ومن ثم رئيس الجمهورية، الموصل كما هو حال جميع المدن العراقية الأخرى، كانت بحاجة ماسة الى خبر مفرح، يبدد مسحة الكآبة والإحباط على وجوه الناس، الكل مستبشر الآن وينتظر بفارغ الصبر ما سيتحقق بعد ان اتفق السياسيون في ما بينهم.
موصليون لـ المدى:ما تحقق فـي جلسة البرلمان الأخيرة انجاز تاريخي
نشر في: 13 نوفمبر, 2010: 06:54 م