أفاد مصدر مسؤول رفيع المستوى في مديرية المرور العامة، أمس الاثنين، بأن قوات من وزارة الداخلية احتجزت 150 سيارة تحمل أرقام إقليم كردستان منذ بدء الأزمة مع أربيل.
وقال المصدر في حديث خصّ به "المدى برس"، إن "قوات أمنية من مديرية شؤون الداخلية ترتدي ملابس مدنية، قامت منذ اندلاع الأزمة الأخيرة بين بغداد وأربيل وضمن عملها المشترك مع نقاط التفتيش المنتشرة في عموم مناطق العاصمة بغداد، باحتجاز 150 سيارة تحمل أرقام أربيل دهوك سليمانية".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "تلك القوات احتجزت السيارات بحجة عدم وصول أقراص تسجيلها إلى مديرية المرور".
وتدهورت الأوضاع كثيرا بين إقليم كردستان وبغداد بعد حادثة قضاء طوز خورماتو في، الـ16 من تشرين الثاني 2012، التي شهدت اشتباكات بين قوات مشتركة من الجيش والشرطة وقوة من الأسايش (الأمن الكردي) كانت مكلفة بحماية مقر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني وسط القضاء الواقع بين ( محافظتي كركوك وصلاح الدين) ذي الأغلبية التركمانية، وأسفرت عن مقتل مدني على الأقل وإصابة أربعة من الأسايش وثلاثة من الشرطة وجندي، وأعقب تلك الاشتباكات تصعيدا سياسي بين القادة الكرد ورئيس الحكومة وتحريك لقطاعات عسكرية مدعومة بالمدافع والدبابات إلى المناطق المتنازع عليها من قبل الطرفين.
ويعد حادث الطوز الأول في نوعه بين القوات الاتحادية والقوات الكردية منذ أحداث مدينة خانقين في العام 2008 ،وقد جاء عقب تصعيد سياسي بين الطرفين منذ تشكيل عمليات دجلة في شهر تموز الماضي، كما يمثل مؤشرا على عدم وجود تنسيق بين القوتين داخل المناطق المتنازع عليها، ودليلا على هشاشة الوضع الأمني فيها، نظرا لعدم وجود قوة رئيسية تتحكم بالملف الأمني فيها.
ويحذر مراقبون وجهات سياسية عراقية من أن الأزمة الحالية بين الإقليم والمركز قد تتحول إلى صراع مسلح في ظل التحشدات العسكرية التي يستقدمها الطرفان إلى مناطق النزاع، خصوصا وأن "أطرافا ثالثة" كالقاعدة وبعض دول الجوار قد تحاول إثارة الاقتتال بين الطرفين لتحقيق مآربها.