حاملة الطائرات الأميركية تعود إلى الخليج ترجمة المدى
بعد عودة حاملة الطائرات الأميركية USS جون سي. ستينز الى المياه الهادئة للخليج مع قوتها الضاربة المؤلفة من 70 طائرة مقاتلة، ستكون مستعدة للعمل وهي بعيدة عن الساحل الإيراني.
وحاملة الطائرات هذه تقدر بـ 4.5 بيليون دولار وتعتبر مدينة عائمة، وزنها 100,000 طن، مع طاقم عمل مكون من 5,000 شخص، وقد تم ارسالها قبل اربعة اشهر من موعدها، لدعم القوة البحرية الأميركية في المنطقة، والمعروفة بالأسطول الخامس.
ومهمة حاملة الطائرات هذه، الحافظ على الملاحة في المنطقة، في أي لحظة تتصاعد فيها الازمة السياسية بين اميركا وايران.
الادميرال مايك شوميكر، المسؤول الذي سيصدر الاوامر لفتح الممرات المائية في الحالات الطارئة ونسأله (هل هناك ما يهدد المنطقة؟) ويجيب (أجل)، وهو مشغول حالياً بإدارة شؤون العمل:
صواريخ ضد السفن، غواصات قوارب سريعة، والمهمات الانتحارية.
ويضيف: (لو قامت إيران بإغراق ناقلة بترول فبإمكانها بذلك غلق الخليج لعدة أيام أو أسبوع، ولكننا قادرون على التعامل مع ذلك الوضع بسرعة، عبر زرع الألغام).
وفي العام الماضي أجرت إيران تسعة تدريبات لزرع الألغام، وفي أيلول الماضي، قامت أميركا وحلفاؤها بأكبر عملية تدريب لتنظيف الخليج من الألغام، حسب طبيعة الصراع القادم في المستقبل.
ولكن ان انجرت الى حرب كبيرة أخرى في الشرق الأوسط، فان مفتاح العمليات سيكون حاملة الطائرات هذه، وفيها شاشتان للكومبيوتر، وهاتف كبير، وبوصلة قديمة الطراز، وفي الوقت الحالي، فان طائرات هذه الحاملة، تقوم بمهمات عسكرية يومية فوق افغانستان.
وهناك طائرات من انواع مختلفة على ظهر الحاملة: الهوكي، التي تستطلع الأفق بالرادار، وهناك أيضاً –البرولير، التي تضلل الاعين الالكترونية للعدو، والنوع الثالث هورنيت، التي تسبب الاضرار بإلقائها قنابل ثقيلة زنة طن واحد على الأهداف المطلوبة التي يختارها الأدميرال والمواقع النووية الإيرانية ضمن نطاق سهل.
ويتهيأ طاقم حاملة الطائرات لأي مهمة، وعلى استعداد 24 ساعة يومياً، ولكن هناك القليل من الحماس لحرب جديدة مع إيران- عدوة أميركا في المنطقة- والتي تتحجج حالياً بتزويدها غزة، صواريخ طويلة المدى، والتي أطلقت ضد اسرائيل قبل اسبوعين، ويقول الضابط ويليام دونالس 46 سنة، (أرجو ان لا يتحقق ذلك، نحن لا نريد القتال، وان نشبت الحرب فنحن على استعداد).
ويمضي في كلامه قائلاً، (كنت في الخليج في مرحلة التهيؤ لحرب 2003 وكان هناك إحساس بحدوث شيء ما. وفي هذه المرّة هناك إحساس بأننا على استعداد ان أصبحت الحاجة الينا ضرورية).
إن مشكلة إيران تسبب صداعاً للرئيس الذي أعيد انتخابه –باراك أوباما، الذي حاول إتباع سياسة دمج العقوبات مع الدبلوماسية في فترة رئاسته الأولى من أجل إيقاف ادعاءات التي تتحدث عن طموح ايران لبناء قنبلة نووية، ولكنه لم يحقق نجاحاً يذكر، وهو اليوم يفكر في أمر آخر، مما يزيد الأزمة حرارة.
وإيران التي فرض عليها حصار اقتصادي أعلنت انها في حالة تعرضها للهجوم فإنها ستبادر الى اغلاق مضيق هرمز طوله (21) ميل والمدخل الى الخليج، وصعّدت بذلك اسعار النفط. وفي الأيام الاعتيادية حالياً، تقوم ثمانية ناقلات ضخمة بنقل 2 مليون برميل عبر المضيق، أي حوالي 35% من نفط العالم، وهناك مخاوف من رد فعل ايران في حال تصدّع اقتصادها.
وقد وعدت الولايات المتحدة الأميركية بالحفاظ على مضيق هرمز والحيلولة دون اغلاقه، مهما كان الثمن، وهذه هي مهمة حاملة الطائرات هذه التي يقودها الأدميرال مايك شوميكر، الذي لديه تجربة طويلة في منطقة الخليج، وخاصة في الحرب ضد قوات صدام حسين. وما يخشاه الأدميرال هو الخوف من التعثر في الحرب عرضاً، فالعلاقات بين الدولتين ليست على ما يرام منذ الثورة الاسلامية في ايران قبل ثلاثة عقود من الزمن، واليوم كما يبدو ان الحذر والحرص سمة سياستهما، ويقوم المسؤولين عن السفن الاميركية والايرانية الاتصال ببعضهما عبر (الراديو) متحدثين بالانكليزية، ويحاولون تجنب النقاشات السياسية.
ويقول الأميركيون انهم يحاولون ما بوسعهم لتجنب الحسابات الخاطئة، والتي قد تؤدي الى افعال عدائية.
وفي هذا الوقت تسير الأمور بشكل معتاد على ظهر حاملة الطائرات هذه، واليوم يبدو طويلاً ومرهقاً، تحت اشعة شمس الخليج لأكثر من 12 ساعة، وبعض بحارتها يقول انهم يائسون من العودة الى الوطن في نهاية المهمة التي أمدها ثمانية أشهر، والكحول محرّم على ظهر الحاملة، ولكن يسمح لهم بـ(المواعيد)، إذ هناك 600 امرأة على ظهر حاملة الطائرات معدل أعمارهن 19 سنة، كما يسمح لهم بمشاهدة الأفلام السينمائية التي تعرض على مدار 24 ساعة.
ومع ذلك فان التوتر لا يبدو بعيداً، خاصة عند تحليق الطائرات الإيرانية، واقترابها من الطائرات الأميركية.
إن الحافظ على السلام تواصل بين الطرفين منذ أعوام، في منطقة خطرة من العالم، ولكن كم سيدوم هذا الأمر!