عقب انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، اتخذ الناتو سلسلة من الخطوات لبناء علاقات جديدة مع الأعضاء السابقين لحلف وارسو وخاصة روسيا، التي كانت تنظر بتشكيك بالغ لخطط التحالف الغربي للتوسع شرقا ، وفي عام 1994 عرض الناتو على دول حلف وارسو السابق علاقات محدودة على شكل برنامج "الشراكة من أجل السلام"،
مما سمح لها بالمشاركة في تبادل المعلومات والتدريبات العسكرية المشتركة وعمليات حفظ السلام ، إلا أن هذا أكد مخاوف روسيا من أن الناتو يشكل خطرا متخفيا لأمنها. وشكل مجلس الناتو/روسيا المشترك الدائم في أيار عام 1997 لمنح روسيا دوراً استشارياً في مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك ، وعلى الرغم من أن روسيا منحت الحق في الإدلاء برأيها، فإنها نادرا ما شعرت بأن حلف الأطلسي يضع هذا الرأي في الاعتبار. وزادت مخاوف روسيا عندما أصبحت جمهورية التشيك والمجر وبولندا أولى دول الاتحاد السوفييتي السابق التي تنضم للناتو عام 1999، لتصبح المسافة بين حدود الحلف الغربي وروسيا نحو 400 ميل فقط. وتعتبر هجمات 11 أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة نقطة تحول في تاريخ الناتو؛ إذ تشير المادة الخامسة من لائحة الناتو الى إن أي هجوم على دولة عضو هو هجوم على التحالف بأسره ، إلا أن واشنطن اعتبرت هذه الإشارة في حينها مجرد بادرة لحسن النوايا ولم تسع لمشاركة الآلة العسكرية لحلف شمال الأطلسي في الحملة العسكرية الدولية التي قادتها واشنطن في أعقاب الهجمات. ثم جاء رد فعل روسيا المتضامن مع واشنطن عقب الهجمات ليصبح العامل الحقيقي لتقارب العلاقات مع موسكو ، وعقب موجة من النشاطات الدبلوماسية أعقبتها شهور من المفاوضات الصعبة، اتفق الجانبان على تشكيل مجلس الناتو/روسيا في أيار عام 2002 ، ويمنح هذا المجلس روسيا دوراً مساوياً لدول حلف شمال الأطلسي في عملية اتخاذ القرار بشأن سياسة مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية الأخرى.
رغبة "أطلسية" فـي التفاهم مع روسيا!

نشر في: 20 نوفمبر, 2010: 07:17 م