بغداد/ المدىالقى رئيس الجمهورية جلال طالباني الثلاثاء الماضي كلمة في المؤتمر السنوي للاشتراكية الدولية والذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس، وفيما يأتي نص الكلمة:واستعرض الرئيس جملة من اهم المحطات السياسية بعد التغيير والتخلص من النظام الدكتاتوري،
وقال ان العراقيين مارسوا في بداية العام 2005 واحدة من أهم حقوق الإنسان الأساسية عبر اختيار ممثليهم السياسيين في البرلمان العراقي. وقد تحدَوا التهديدات والهجمات الارهابية وذهبوا الى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم. واسفرت الانتخابات عن اول قيادة سياسية منتخبة ديموقراطيا في العراق.واضاف ان الحكومة المنتخبة حينها كانت مكلفة بادارة البلد في مرحلة انتقالية و كان البرلمان مكلفا بكتابة دستورٍ، و الذي اصبح اليوم قاعدة اساس العراق الجديد. وقد رأى ذلك الدستور النور في تشرين الاول من العام 2005.وقال ايضا ان الشعب العراقي صوت على نحو ساحق لدستور دائم الذي حوّل العراق الى دولة ديموقراطية اتحادية تعددية جديدة، عراق لكل العراقيين، للعرب و للكرد و للتركمان وكلدو اشور، عراق للشيعة و السنة والمسيحيين. عراق يشعر كل مواطن بالانتماء اليه و له الحق و صاحب حصة فيه بغض النظر عن العرق و الدين.واشار الى انه في كانون الاول من العام 2005، اثبت العراقيون مرة اخرى بانهم جادون في اعادة بناء وطنهم. فبرغم جميع الصعاب و التحديات المحدقة بهم ذهبوا الى صناديق الاقتراع و صوتوا بالسبابة البنفسجية لتدعيم و تعزيز مفهوم العراق الديموقراطي و لتذكير العالم بأن العراقيين هم الآن جزء من العالم الحر.وفي بداية العام 2006، حدث انتقال سلمي للسلطة و ادَّت الحكومة الجديدة بقيادة السيد نوري المالكي اليمين. واصبحت انا رئيسا و ان هذه الفكرة بحد ذاتها، ان يصبح كردي ٌ رئيساً للعراق، لهي تعبير واضح عن العراق الديموقراطي التعددي المحرر الذي برز من جديد.ومنذ العام 2006، دخلت عملية اعادة بناء العراق مرحلة جديدة، بالانتقال من اعادة البناء السياسي الى اعادة بناء من نوع آخر ألا وهي تطوير البنية التحتية، الخدمات الاساسية، العلاقات الدبلوماسية مع المنطقة و المجتمع الدولي و بصورة اساسية، التواصل مع العالم الخارجي فضلا عن الانفتاح بوجه الاستثمار الاجنبي في العراق.ومع ذلك فان هذه المرحلة الجديدة كانت مهتمة و قبل كل شيء بتحسين الاوضاع الامنية و دحر المتطرفين و الارهابيين. لقد وجهت قوات الامن العراقية و الجيش العراقي و بمساندة القوات الدولية ضربات مدمرة لهيكل وبنيان قيادة و اتصالات المتطرفين العنيفين في العراق.واليوم، اصبح ظهور هؤلاء الارهابيين الى الحائط وتم استئصالهم من المدن و القصبات بأيادي الشعب العراقي، و الشعب العراقي تعاونوا مع القوات المسلحة العراقية و لدينا نموذج جيد كما اظهرته الوقفة الشجاعة لاهالي محافظة الانبار الذين اجبروا، مع قوات الامن العراقية، الارهابيين على الخروج ممّا كان في السابق معقلهم ومنطلقهم لشن الهجمات الارهابية في الاجزاء الاخرى من البلد.لقد كانت الحملة الباسلة و الناجحة لطرد العناصر المسلحة غير القانونية الذين ارادوا السوء و الحاق الاذى بالشعب العراقي، خطوة كبيرة اخرى للحكومة.فبحلول نهاية العام 2008، و نتيجة للعمليات الامنية، لم ينزلق العراق الى حرب داخلية شاملة والتي توقعها الكثيرون و فكروا بانهم سوف يرون دمار و خراب العراق. ومنذ العام 2008 يعيش العراق في تناغم و اصبح الآن مكانا اكثر امنا للمواطن العراقي العادي اذ يستطيع المرء الآن السفر من البصرة الى زاخو دون الخوف من التعرض الى الخطف اوالقتل.وبطبيعة الحال فإن التحسن الامني يؤدي الى الرفاهية و اقتصاد افضل. كانت الحكومة سريعة في التصديق على قانون الاستثمار و الذي اطلق الحملة لجذب الاستثمار الاجنبي. ورغم انه اخذ وقتا اكثر ممّا كان متوقعا، فانه جرى ابرام العقود النفطية الاساسية مع شركات دولية كبيرة بهدف تطوير انتاج النفط و زيادة الصادرات النفطية والتي من دون شك ستؤدي الى زيادة الايرادات للشعب العراقي.وواصلت الحكومة الاستثمار في البنية التحتية للبلد بحيث تم تخصيص المليارات من الدولارات للكهرباء، تحسين شبكات المياه النقية، المشاريع الزراعية، الاتصالات، التربية و التعليم، التعليم العالي و القطاعات الاخرى.وقفز متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي من بضع مئات من الدولارات الى 3600 دولار.يعرف الشعب العراقي ببسالتهم و قوتهم في وجه تحديات الحياة المريرة. فقد استطاعوا البقاء عبر اشدّ المشقات تحت نير الدكتاتورية وعايشوا ويلات الحروب الدامية التي طالتهم.وفي موضوع اخر، اوضح الرئيس ان اقليم كردستان تحمل القسط الاكبر من معاناة الاعمال الوحشية والقساوة التي طالته من قبل النظام البعثي، ولكن شعب كردستان بعد التحرير تطلعوا بتفاؤل نحو العهد الجديد وعانقوا التغيير الجديد في العراق و باتوا جزءا مهما جدا في النظام العراقي.تمكن شعب كردستان من تحسين الوضع الامني في الاقليم و بعد ذلك توجهوا صوب اجتذاب الاستثمارات الضخمة في جميع القطاعات، و بنوا فنادق كبيرة و منتجعات و المراكز التجارية و المتنزهات و المناطق الجاذبة للسياح. واظهروا للعالم ان الشعب
طالباني: التأخير المحطم للرقم القياسي فـي تشكيل الحكومة ليس ميدالية تتقلدها بفخر
نشر في: 20 نوفمبر, 2010: 08:04 م