 بغداد/ المدىالساعة تجاوزت الرابعة عصراً السكون لم يخيّم على المكان كما كان قبل عدة سنوات، وكان اليوم ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، فتيات متألقات مرتديات أجمل الثياب يجبن الشارع الرئيس لمنطقة الأعظمية ويرمن العبور إلى منطقة الكاظمية عبر جسر الائمة.
بداية الرحلة كانت بين جانبي الكرخ.. والانطلاقة ابتدأت من ساحة عدن، وكنا ننتظر زميلا من أهالي الكاظمية، لم نره منذ ثلاث سنوات لأنه كان قد ترك البلاد بسبب الأحداث الطائفية، وبعد انتظار طويل وصل الصديق الذي تأخر بسبب شدة الزحام.الزحام الذي كان يمتد من تقاطع عدن إلى مسافات لا يغطيها مدى الرؤية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها الحكومة خلال فترة عيد الأضحى، والتي كانت عاملاً نفسياً كبيراً ساعد المواطنين على الخروج والاحتفال بعد أن كانت الأسابيع الماضية صعبة التحمل بسبب الخوف من أي حادث إرهابي.ما أن وصل الصديق حتى قررنا المضي باتجاه قلب المدينة حيث يوجد "مرقد الإمام موسى ابن جعفر". المنظر كان جميلا والناس تتبضع من أسواق هذه المدينة المقدسة، ومررنا بسوق يكثر فيه الصاغة، في منطقة "الشوصة"."كاظم الأنباري"، وهو صاحب محل في ذلك الشارع، أشار إلى أن الإقبال يكون بكثرة خلال فترة الأعياد، فالكثير من العراقيين عادة ما يرغبون في إقامة مناسباتهم الشخصية بالتزامن مع المناسبات الدينية.وعن الوضع الأمني قال الأنباري إن "القوات الامنية هنا تقوم بعملها على أتم ما يجب، فهي تحاول وبجهد كبير إحباط جميع المحاولات التي ترمي إلى تعكير الأمن في هذه المنطقة".في المدينة القديمة يلاحظ الزائر كثرة المحال التي تبيع الحلويات، ويقول ابو علي وهو صاحب عربة لبيع"الدهينة" إن اغلب زوار المدينة غالبا ما يشترون هذا النوع من الحلوى.وفي احد شوارع الكاظمية الراقية، كان نادي الكاظمية، وهو ملتقى شبابي، يكتظ بالزوار. يقول محمد وهو احد العاملين في هذا المقهى قال هذا التواجد لا يتعلق بموسم الأعياد إنما يأتون هنا من اغلب مناطق العاصمة لقضاء أوقات المساء.العبور فوق جسر الأئمة، شريان التواصل في العاصمة، يعيد، بالضرورة إلى الذاكرة الحادثة الأليمة حين تساقط المئات من الزوار من الجسر.الوقوف في منتصف الجسر يتيح للناظر مراقبة دجلة، حيث الضفتين وهي تتألق زاهية من صوبي العاصمة. عائلة بغدادية كانت تتوجه من الأعظمية صوب الضفة الأخرى فوق الجسر، قال احد أهالي الكاظمية إن أهالي مدينة الكاظمية يقضون أوقات فراغهم في الأعظمية، والعكس صحيح.استمرينا بالتجوال والوجهة هي الأعظمية، يمكن مشاهدة ضياء المصابيح وهو يغطي شوارع المدينة مثلما جمهور من المحتفلين بالعيد يغطون مساحات الشوارع والأرصفة كلها.وكانت الزينة التي تحيط بمرقد الامام ابو حنيفة النعمان تضفي شعورا رائعا على المكان.وفي نهاية الجسر تستطيع أن تعرف وتميز من الوهلة الأولى أن شارع الإمام الأعظم وهو شارع المدينة الرئيسي لمنطقة الأعظمية، وهو يشهد زحاما كبيرا للعجلات التي جاءت لزيارة المدينة من كل حدب وصوب.