الموصل/ المدى بدأ الحديث في نينوى مجدداً عن مطالبات بتغيير اسم المحافظة من نينوى إلى (الموصل)، كون الاسم الأخير يعطي دلالة عربية واضحة، على ما يرى المروجون لهذه الفكرة.ويرى هؤلاء ان كلمة نينوى لفظ آشوري قديم، ومع ان البعض يعتقد في إطلاق هكذا مطالبات محاولة يائسة للعودة الى عصر الشوفينية،
وسواد القومية الواحدة على باقي المكونات، غير ان هناك من يراها التسمية الصحيحة للموصل، كون نينوى هي مدينة أثرية لا تتجاوز حدودها عدة كيلومترات، ومدينة الموصل تكبرها بآلاف المرات. الناشط السياسي كمال جاسم قال إن جهات سياسية تقف وراء هكذا مطالبات ميتة قبل ان تعلن، لان لفظة نينوى تطلق على كامل المحافظة بمختلف أقضيتها ونواحيها، في حين ان كلمة موصل تطلق على مركز المحافظة واكبر بلداتها قضاء الموصل، وأي تغيير يحتاج إلى مشروع يقدم إلى مجلس المحافظة للتصويت، بعدها ينقل الى البرلمان الذي يملك السلطة التشريعية، وقد يحتاج الى إجراءات اخرى عديدة كالاستفتاء او ما شابه بحسب السياقات التي ينص عليها الدستور العراقي النافذ. الكاتب والباحث احمد مجيد قال للمدى: ان مجرد إطلاق هكذا دعوات، مؤشر على تعافي المجتمع من كبوات الوضع الأمني السابقة، ودليل على رغبته في إحداث تغيير ينسيه الماضي بكل ما حمله من مواجع، وفي الأساس فان كلمة الموصل هي الاسم الأول لمدينة الموصل، نينوى أطلقت في وقت لاحق بعد سنوات من إقامة الدولة العراقية، في حين ان اسمها كان في العهد العثماني لواء الموصل، وكانت تمتد حتى الحدود التركية شمالاً، وعلى أية حال فأن نينوى تخص المدينة الأثرية فقط. المدى سألت محافظ نينوى أثيل النجيفي في مؤتمر صحفي عقد في مبنى المحافظة حول هذه المطالبات، فرد بالقول: المواطنون أحرار في ما يقترحوه ما دام الأمر ضمن حدود القانون، ولو تبلورت هذه المطالبات في طلب رسمي، فواجبنا هو رفعه الى الجهات المختصة.وأضاف: الأمر يحتاج الى قنوات معينة، ويحتاج قبلها الى إجماع شعبي وسياسي.المطالبات في نينوى، لم تتوقف عن حدود تغيير الاسم فقط، بل في اعلان محافظة نينوى اقليماً بحد ذاته، وهو ما اعاد الى الاذهان دعوة محافظ نينوى السابق دريد كشمولة، الى اعلان نينوى اقليماً، يتمتع بكل الحقوق التي يتمتع بها اقليم كردستان في الوقت الحالي، وقال حينها، انها الطريقة الوحيدة لتتخلص المحافظة من مشاكلها الاقتصادية والامنية.ووصف نينوى بالعراق المصغر، لتنوع العرقيات والاديان فيه، وقد لاقت دعوة المحافظ في حينها معارضة شرسة، وانتقادات شديدة، من قبل مختلف التيارات السياسية في نينوى وخارجها. لكن بعد عام ونصف العام على ترك دريد كشمولة لمنصبه، عاد خصومه ليتبنوا طلبه، واخذوا يطالبون بجعل نينوى اقليماً، وهو ما اثار استغراب العديد من المراقبين للشأن الموصلي، ونشرت احدى الصحف المحلية في نينوى مقالاً حمل أسم فوز غالب، يرجح انه اسم مستعار لمسؤول رفيع في المحافظة، دعا فيه الى تحويل المحافظة الى اقليم بغض النظر عن تسميته، للتخلص مما وصفه بالتهميش. وناشد صاحب المقال القادة الذين وصفهم بالوطنيين"أن تقيموا اقليما خاصا بمحافظة نينوى اقليم لاسني ولا شيعي ثم اختتم: ومتى ما عاد العراق كما كان فسنعود نحن كما كنا فالدستور والقوانين مواد نكتبها ونغيرها حسب حاجة شعوبنا". مراقبون سياسيون في الموصل، اتصلت بهم المدى لمعرفة مدى تأثير هكذا دعوات على المشهد العام في نينوى او العراق، فأجمعوا على انها مجرد آراء لشخصيات سياسية، يخشون اطلاقها باسمائهم الصريحة، لانها تنافي ما يدعون اليه بالعلن في ضرورة الالتحام بالمركز، وهم اصلاً من رافعي شعار ان الموصل، ومنذ فجر التاريخ مرتبطة بالمركز ولم تنفك عنه ابداً، وقال المراقبون بان جهرهم بهكذا دعوات سيضعهم في موقف محرج أمام مؤيديهم، لذا ستظل تلك الدعوات في حدود ضيقية، ولن تلقى السمع ابداً.
الموصليون يتجادلون فـي تغيير اسم المحافظة وتحويلها إلى إقليم
نشر في: 23 نوفمبر, 2010: 08:39 م