 متابعة/ المدىحذرت مديرية الزراعة في البصرة من تسرب مياه البزل الإيرانية مجددا بعد إيقافها مؤخرا من التدفق إلى الأراضي العراقية. وياتي ذلك في وقت اعلنت المحافظة امس توقف تدفق مياه المبازل الإيرانية باتجاه الأراضي العراقية بعد اتخاذ عدة إجراءات على الحدود بين البلدين.
وقال مدير الزراعة عامر سلمان عبد الحسين إن المديرية تخشى من عودة تدفق مياه البزل الإيرانية باتجاه الأراضي العراقية بعد أن اتخذت الحكومة المحلية في البصرة بالتنسيق مع الجانب الإيراني إجراءات أدت إلى وقف تسرب تلك المياه الملوثة والتي أدت الى هلاك كميات كبيرة من الأسماك النهرية، حسب قوله.وفي سياق متصل أفاد سلمان بأن استمرار انخفاض كميات المياه الواصلة إلى البصرة من خلال نهري دجلة والفرات ينذر بتراجع إنتاج محاصيل الحبوب خلال الموسم الحالي، وأشار إلى أن المزارعين في المناطق التي تقع شمال البصرة تعاني من هذه المشكلة بشكل مضاعف.يذكر أن المناطق الزراعية الواقعة على جانبي شط العرب ضمن أقضية الفاو وأبي الخصيب وشط العرب تعرضت إلى أضرار فادحة من جراء ملوحة المياه في العام الماضي، فيما لم تتأثر المزارع الواقعة في القاطع الصحراوي لأنها تعتمد على المياه الجوفية.وأعلن مجلس محافظة البصرة، امس الاربعاء، توقف تدفق مياه المبازل الإيرانية باتجاه الأراضي العراقية بعد اتخاذ عدة إجراءات على الحدود بين البلدين، فيما حذرت مديرية الزراعة في المحافظة من عودة تدفق المياه مجدداً في المواسم اللاحقة والتي تسببت خلال الشهر الحالي بنفوق كميات كبيرة من الأسماك النهرية.وقال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة أحمد السليطي لوكالة السومرية نيوز إن"مياه المبازل الإيرانية توقفت عن التدفق بشكل نهائي بعد الحوارات المباشرة بين الحكومة المحلية والجانب الإيراني"، مبيناً أن"الإجراء الأهم تمثل بإغلاق نهر الخيين واتخاذنا إجراءات احترازية منها إعادة تأهيل سدة ترابية بطول130 كلم على الحدود مع إيران".وأضاف السليطي أن"هذه المشكلة ليست جديدة فمنذ سنوات والجانب الإيراني يتخلص من مياه البزل بنفس الطريقة، لكن في السابق كانت تتوفر كميات كبيرة من المياه العذبة التي كانت تغطي على ملوحة مياه البزل الإيرانية وتحد من تأثيراتها وهي لم تعد متوفرة في الوقت الحالي"، بحسب قوله.وأكد السليطي أن"الجانب الإيراني تعهد بوقف ضخ مياه البزل باتجاه الأراضي العراقية بشكل نهائي".وكانت بعض المناطق الحدودية الواقعة ضمن قضاء شط العرب في محافظة البصرة شهدت خلال الشهر الحالي، تسرب كميات من مياه البزل المالحة القادمة من مزارع قصب السكر في محافظة خوزستان الإيرانية، بعد تعرض السدة الترابية للعراق إلى أضرار كبيرة من جراء ضغط تلك المياه عليها، حيث تراكمت كمية من المياه المتسربة وشكلت مسطحاً مائياً بطول 3 كم عرضاً و40 كم طولاً، فيما تسربت كميات أخرى إلى نهر الخيين الذي يتصل بشط العرب.من جانبه قال مدير زراعة البصرة عامر سلمان إن"كميات كبيرة من الأسماك النهرية نفقت الأسبوع الماضي بسبب مياه البزل الإيرانية"، مؤكدا أن"تلك المياه تتميز بملوحتها الشديدة وتلوثها بمواد سامة ومخلفات حربية".وأوضح سلمان أن"وقف تسرب مياه البزل ليست بالمهمة السهلة وإنما تتطلب قيام الجانب الإيراني بوقف تنفيذ المشاريع الزراعية القريبة من الحدود العراقية من الجهة المقابلة لقضاء شط العرب"، لافتا إلى أن"المشكلة الحقيقية لا تكمن بتدفق تلك المياه إلى الأراضي الحدودية وإنما بتسربها إلى شط العرب".وتابع سلمان أن"عودة تدفق تلك المياه الى شط العرب سيؤدي إلى زيادة التراكيز الملحية في مياه الشط الذي يعد عصب الحياة والزراعة في البصرة"، معرباً عن قلقه من إمكانية"تسرب تلك المياه مجدداً في المستقبل في حال ارتفاع منسوبها لدى الجانب الإيراني وتضرر السدة الترابية العراقية".يذكر أن محافظة البصرة شهدت خلال العامين الماضيين ارتفاعاً كبيراً في نسبة ملوحة مياه شط العرب، الذي تروى منه معظم الأراضي الزراعية في المحافظة، ويعود ذلك بحسب خبراء ومختصين إلى تراجع كميات المياه الواصلة من خلال نهري دجلة والفرات، فضلاً عن شح الأمطار في المواسم السابقة، وقيام السلطات الإيرانية بغلق وتحويل مسارات بعض الأنهار التي تصب في شط العرب، وبخاصة نهر الكارون الذي ينبع من جبالزاكروس، حيث أدت هذه العوامل مجتمعة إلى انحسار منسوب المياه في شط العرب، ما سمح بتدفق مياه البحر المالحة في ظاهرة لم يألفها سكان البصرة من قبل.وكان مجلس المحافظة طالب امس الاول الحكومة المركزية باتخاذ الاجراءات اللازمة بالطرق الدبلوماسية كافة لمعالجة مشكلة تدفق المياه المالحة من الجانب الايراني كون الاخير لم يبد اي تجاوب مع المحافظة في الاجتماع الاخير الذي جرى في خوزستان.رئيس لجنة الزراعة والموارد المائية علي سوادي اشار وفي تصريح خص به"المدى"ان مسألة المياه بدأت منذ العام الماضي وان الحكومة المركزية لم تعر للموضوع اي اهمية حينها.في 26 من الشهر الماضي ابلغت قيادة حرس الحدود الرابعة مجلس المحافظة وجود