متابعة/ المدىأقدم شاب عراقي في الثلاثين من عمره، بعد أن نجا بأعجوبة من الموت، إلى تحويل احد السجون التي كان تنظيم القاعدة يمارس فيها شتى أنواع التعذيب في محافظة ديالى، إلى معرض لكي يكون شاهدا على جرائم هذا التنظيم بحق الأبرياء.
وقال قاسم التميمي لوكالة أنباء (شينخوا) "إن الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة ارتكبت أثناء هيمنتها على مناطق واسعة من محافظة ديالى بين أعوام 2005- 2008 الكثير من أعمال العنف البشعة بحق الأبرياء وأنشأت في مناطق جعلتها معاقل لها، سجون تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب بحق المدنيين ورجال الأمن، في ما كان يعرف بين الأهالي بسجون الموت نتيجة العدد الكبير للذين أزهقت أرواحهم".وأضاف التميمي "نتيجة لاختفاء معالم اغلب سجون القاعدة المشهورة في فترة العنف قررت الاحتفاظ بسجن كانت تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب بحق الأبرياء من اجل اطلاع الأجيال القادمة عما حملته أفكار التطرف من قسوة وعدم احترام لحقوق الإنسان".وتابع التميمي وهو يقف بجوار منزل دمر نحو 45 بالمئة منه داخل القرى الجنوبية لبلدة بهرز جنوب بعقوبة "إن المنزل كان أشبه بسجن كبير خاضع لسيطرة القاعدة، معروف بين الأهالي بأنه سجن الموت، يحوي عدة غرف بعضها خصص للتعذيب الجسدي والأخرى لإجراء المحاكمات الشرعية التي يقوم بها ما يسمى بالمفتي الشرعي، والتي كانت اغلب قراراته بحق الرهائن والمختطفين، هي قطع الرؤوس بالسيف أو الإعدام رميا بالرصاص أو الجلد.وأوضح أن البيت كان ملكا لقريب له قتله تنظيم القاعدة قبل أن يستولي عليه، مبينا انه خطف من قبل مسلحي القاعدة وزج وراء قضبان السجن لعدة أسابيع وتعرض لشتى أنواع التعذيب الجسدي، ورأى بأم عينيه شباب في ريعان أعمارهم تزهق أرواحهم وتتناثر دماءهم بعدما صدرت الأوامر بإعدامهم "المفتي الشرعي"، الذي يأتي مرتين كل أسبوع لإصدار الأحكام بحق الرهائن والتي كانت في أغلبها الموت.وأشار التميمي وهو ينظر إلى غرفة فيها آثار لطلقات نارية اخترقت جدرانها، وسلاسل من حديد معلقة بالسقف كانت تتم فيها عمليات الإعدام لأشخاص لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم لم يؤمنوا بفكر القاعدة، لافتا إلى أن القدر ساهم في إنقاذه في اللحظات الأخيرة عندما داهمت قوة عراقية- أمريكية السجن لتنقذ ما تبقى من الرهائن من القتل المحتوم.وأكد التميمي أنه عزم على إبقاء المنزل على حاله دون تغيير والعمل على تحويله إلى معرض كبير يظهر احد ابرز جرائم القاعدة أثناء هيمنتها على المنطقة، وكيف كانت تفتك بأرواح الأبرياء بدم بارد، مبينا أن الأمر له أهميته في إعطاء فكرة واضحة للأجيال القادمة عن معنى التطرف الديني وما هي أفعاله على ارض الواقع.
رهينة سابق للقاعدة يحول سجنه إلى متحف فـي بعقوبة
نشر في: 24 نوفمبر, 2010: 08:06 م