نينوى / سيف الدين العبيدي
سلة "خبز العراق" نينوى كانت ومازالت تتصدر انتاج محصولي الحنطة والشعير على مستوى البلاد، وذلك لما تملكه من مساحات شاسعة وتربة ملائمة، وبعد ٣ مواسم جافة تستبشر أم الربيعين بموسم استثنائي لها بعد كمية امطار وفيرة هطلت السنة الحالية،
وقد وصلت نينوى في عام ٢٠١٩ الى اعلى انتاج لها على مر التاريخ وذلك بسبب الامطار التي اشبعت اراضيها وجعلت إنتاجها في أعلى معدلاته.
وقد انطلق حصاد الشعير بنينوى للموسم الحالي في ٢٩ نيسان الماضي من حقول ناحية المحلبية، فيما انطلق موسم حصاد الحنطة من جنوب الموصل في ١٨ ايار الجاري.
وابدت الحكومة المحلية، اهتمامها الكبير في إنجاح هذا الموسم، بعد استنفار جميع طاقاتها لحماية المحاصيل من الحرق، وتشكيل غرفة عمليات مكونة من القيادات الامنية للجيش والشرطة والدفاع المدني والدوائر الخدمية من اجل حماية الاراضي الزراعية.
وفي الوقت ذاته، افتتح محافظ نينوى عبد القادر الدخيل بالجانب الايمن من الموصل محطة خاصة لاستلام الحنطة والشعير وبطاقة استيعابية تصل إلى 200 الف طن، الى جانب تخصيص ١١ منفذ اخر في كافة اقضية ونواحي نينوى تقوم باستلام المحاصيل مع ٤ منافذ أخرى احتياطية، وتسهيل كافة إجراءات التسويق للخروج بموسم باستثنائي ومميز عن السنوات الـ 3 الاخيرة.
وأكد الدخيل، ان "نينوى كانت ومازالت متميزة في زراعة الحنطة والشعير وستبقى متصدرة الإنتاج بالعراق، في ظل التطور الزراعي الذي تشهده الحقول سواء بطريقة الزراعة الحديثة وابتكار طرق جديدة تعمل على زيادة الإنتاج، وكما يحصل في جنوب الموصل التي وصلت الى طاقة إنتاجية ٢ طن للدونم الواحد في بعض حقولها".
وفي السياق ذاته، قال مختصون خلال حديثهم لـ(المدى)، إن "زراعة الحنطة في نينوى تكثر بقضاء البعاج، تليها ناحية ربيعة، ومن ثم مناطق سهل نينوى وقضاء سنجار". وأوضحوا، أن "الزراعة في شمالي وغربي نينوى تعتمد على الامطار اما في الجنوب فتكون على الري، أما في داخل قضاء الموصل تكون الزراعة متوفرة فقط بمنطقة الشلالات التي تقع في الاطراف، لأن في داخل المدينة لا توجد مساحات شاسعة، الى جانب ذلك فإن ناحية المحلبية وكذلك قضاء تلعفر يشتهران في زراعة الحنطة". وأكد مدير إعلام زراعة نينوى حيدر السماك، في حديث لـ(المدى)، أن "حملة حصاد الحنطة انطلقت هذا الاسبوع بعد ان بدأت حصاد الشعير في نهاية نيسان الماضي، ويتوقع ان يكون حصاد هذا العام وفير ويصل الى مليون ونصف المليون طن وذلك بسبب كميات الامطار الجيدة التي هطلت هذا الموسم بعد ثلاثة مواسم جافة".
وأضاف السماك، أن "مديرية زراعة نينوى هذا العام بدأت بإكثار الري التكميلي والتشجيع على العمل به"، لافتاً الى أن "الموسم الحالي ستشهد ام الربيعين تصدرها للحصاد وتسويق محصولي الحنطة والشعير". من جانبه، قال مسؤول المتابعة في مديرية زراعة نينوى، محمود احمد، في حديث لـ(المدى)، إن "نينوى تمتلك اراضي خاصة بزراعة الحنطة تقدر بـ٣ ملايين و٦٠٠ الف دونم، ونصف مليون دونم من الشعير"، مبيناً أن "محصول الشعير يكثر في اقضية ونواحي جنوب الموصل مثل القيارة، حمام العليل، الشورة". واضاف أن "نطاق زراعة الحنطة يكون في مناطق القوش، الشيخان، الحمدانية، بعشيقة، تلكيف، البعاج، ربيعة".
وتابع احمد، ان "المساحات الزراعية المعتمدة على الري التكميلي، وتزداد شهرا بعد شهر بسبب التغيرات المناخية، وقد استطاعت نينوى ان تكيف نفسها مع هذا الامر"، مشيراً الى ان "نينوى تتصدر في كل عام إنتاج الحنطة وتأتي بعدها واسط وقد انتجت العام الماضي ٩٥٠ ألف طن".
من جانبه، اكد عادل محمد احد اقدم مزارعي ناحية المحلبية خلال حديثه لـ(المدى)، ان "موسم عام ٢٠١٩ كان الاكثر حصاداً في تاريخ نينوى وذلك بسبب الامطار الوفيرة جداً التي هطلت في ذلك العام"، مبيناً ان "المحلبية التي تبعد عن الموصل ٣٠ كم تعد مركز ثقل بانتاج الحنطة في كل عام".