 بغداد / سوزان طاهر

أكثـر من 300 حادث مروري على الطريق الرابط بين بغداد وكركوك، حتى بات يُعرف بطريق الموت لما يتسبب به من حوادث وفاة للعشرات من المواطنين، وسط دعوات لإيجاد حل سريع لهذه الأزمة. فالطريق يربط العاصمة بغداد مع كركوك ومحافظات إقليم كردستان، وهو الممر الرئيسي للشاحنات القادمة من منفذ إبراهيم الخليل من تركيا، فضلا عن شاحنات النقل القادمة من إيران، ومن منافذ برويز خان وباشماخ وحاج عمران والمنذرية.

ومؤخراً زادت الحوادث، وآخرها، كان حادث تصادم أكثر من تسع سيارات مع شاحنة قرب قضاء طوز خورماتو وعند ما يعرف بجسر الزرقاء، ما أدى لمصرع 7 مواطنين وإصابة 5 آخرين.

إحصائيات مخيفة

هذا الحادث لم يكن هو الأول، فبحسب إحصائية حصلت عليها (المدى) من مسؤولين محليين فأنه، فقط خلال العام الحالي أدت حوادث طريق بغداد_كركوك إلى وفاة 30 مواطناً وإصابة 42 آخرين بجروح متفاوتة.

ويؤكد مدير ناحية العظيم في محافظة ديالى عبد الجبار العبيدي أن، الطريق أحيل إلى شركة مختصة من قبل الشركة العامة للطرق والجسور، وتم تقسيمه إلى عدة تفرعات. مبيناً في حديثه لـ(المدى) أن "الجهة التي تبدأ من سيطرة الحسينية إلى مفرق قضاء الخالص تم تعميرها وهي ممتازة وليست فيها أي حوادث".

وأضاف أن "الطريق الرابط بين الخالص والعظيم وهو بحدود 60 كيلو مترا، هذه المنطقة أحيلت لشركة مختصة، ولكن التنفيذ والصيانة ليست بالمستوى المطلوب، كما أن هنالك تأخير في الإنجاز".

ولفت إلى أن "السايد العائد من كركوك باتجاه بغداد تم إنجازه، ولكن السايد الآخر يعاني من تخسفات كبيرة، ما يضطر أغلب السوق للاتجاه للسايد الصالح، وهناك تحصل أغلب الحوادث والتصادم بين الشاحنات والسيارات الصغيرة".

وتابع أن "هناك مشكلة أخرى تحصل دائماً، وهي افتقار الطريق السريع إلى كاميرات السرعة، وأيضاً ضرورة تكثيف مفارز المرور، وكذلك التخلص من الحيوانات البرية المفترسة، التي يضطر السائق إلى الضغط على الفرامل دون تنبيه وتحصل حالات التصادم".

وحدّدت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة، نسب إنجاز مشروعي توسعة طريق (بغداد - كركوك)، فيما أكدت أن المشروع سينجز خلال العام الحالي 2024.

وقال مدير عام دائرة الطرق والجسور في وزارة الإعمار، حسين جاسم الموسوي في تصريحات صحافية إن "الدائرة مستمرة في تنفيذ خطتها الاستثمارية"، لافتاً إلى أن ما يتعلق بتطوير الطرق (بغداد - كركوك)، أكد الموسوي، أن "المشروع يعتبر أكبر عملية تأهيل تقوم بها الدائرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، إذ يبلغ طول الطريق 400 كيلومتر، ويشهد تأهيلاً متكاملاً للممرين ذهاباً وإياباً ابتداء من حدود أمانة بغداد وانتهاء بحدود بلدية كركوك بمسافة تصل تقريباً 200 كيلومتر".

حل العُقدة الأكبر

حسن زين العابدين قائممقام قضاء طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين أكد، أن هنالك توجيهات من رئاسة الوزراء بالإسراع في إنجاز طريق بغداد _كركوك خلال العام الحالي.

موضحاً في حديثه لـ(المدى) أن "مقاطع مهمة من الطريق أنجزت، وأيضاً تم إنجاز مداخل الأقضية، وتحويلات في قضاء طوز خورماتو، بمسافة 10 كيلو متر، وهذه التحويلات والمجسرات ستساهم بشكل كبير بتخفيف الحوادث المرورية إلى أقصى درجة".

وأضاف أن "الطريق يختلف عما سبق بعد أعمال الصيانة التي أجريت له، إذ تمت عمليات صيانة جذرية لمقاطع كانت متضررة، وقلع مقاطع متضررة أخرى بالكامل كانت فيها تخسفات، وتمت إعادة إنشاء الطريق بشكل جديد ليتماشى مع الحمولات التي تمر من خلاله كونه يربط العاصمة بالمحافظات الشمالية".

وتابع أن "الشركة العامة للطرق والجسور تقوم وبشكل يومي وعبر فريق مختص بإصلاح الطريق الرابط بين إنجانه وقضاء داقوق مروراً بالطريق الحولي الذي يصل إلى قرى هنجير قرب حدود السليمانية". وتستغرق عملية إصلاح هذه المساحة التي تقدر بـ80 كيلو متر، حوالي 50 يوماً، وبالتالي لو تم إصلاح هذه المسافة، فسيكون الطريق قد تم إصلاحه بنسبة 75%، وهذا سيحد من نسبة الحوادث المرورية إلى أكثر من 85%.

أسبابُ الحوادث

ويشتكي سواق السيارات من تكرار حوادث الموت على طريق بغداد_كركوك، مطالبين الجهات الحكومية بوضع حد لهذه الأزمة.

يقول عباس خليل وهو سائق على الخط بين أربيل وبغداد إن، السبب الرئيسي لتكرار الحوادث المرورية، هو وجود التخسفات في الطريق، نتيجة الاستخدام المفرط من قبل الشاحنات ذات الحمولات الكبيرة.

مشيراً في حديثه لـ(المدى) الى أن "الطريق يحتاج الى نصب كاميرات مراقبة على السرعة العالية، وأيضاً توحيد وقت مرور الشاحنات، وكذلك صيانة الطريق من قبل شركات مختصة، وليست بهذه الطريقة المتهالكة، حيث تعود التخسفات بعد شهر أو شهرين من أعمال الصيانة".

ويؤكد قائممقام قضاء داقوق في محافظة كركوك عبد الستار علي أن إصلاح الطريق الذي يربط بين بغداد وكركوك يشمل الاتفاق مع الجهات الأمنية لوضع سيطرات نظامية وكذلك إضاءة وإنارة تلك السيطرات، وزيادة مفارز المرور على طول الطريق وبالتنسيق مع الحكومة المحلية في محافظات بغداد وديالى وصلاح الدين وكركوك.

لافتاً في حديثه لـ(المدى) إلى أنه "هناك ثلاثة مقاطع ما زال العمل مستمراً فيها، أحدها مقطع بطول 64 كيلومتراً، والآخر بطول 110، والمتبقي من الطريق في المرحلة الثالثة والنهائية".

وأوضح أنه "بعد إصلاح الطريق بالكامل خلال الأشهر المقبلة، يجب تحديد نسب السرعة من قبل مديرية المرور، والتعاون بين المحافظات لغرض إدامة الطريق، وهذه التفاصيل ستسهم بتقليل معدل حوادث المرور إلى أدنى المستويات".