اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: 1000 صوت فقط !!

العمود الثامن: 1000 صوت فقط !!

نشر في: 25 مايو, 2024: 10:23 م

 علي حسين

تصلني أحياناً العديد من التعليقات التي تطالبني بأن أتوخى الدقة وانا اتحدث عن برلمان منتخب من الشعب .. ويذهب البعض منهم شوطاً أبعد حين يقول كيف تريدون إجهاض عملية سياسية جاءت عبر صناديق الاقتراع؟، فأنتم بذلك إنما تسقطون الديمقراطية..

 

هكذا هي الأصوات الغاضبة التي لا تزال تقدس المسؤول ، ولا تناقشه إعمالاً لمبدأ السمع والطاعة، إنهم يؤمنون بأن المسؤول لا يمس... ويريدون أن يوصلوا هذا المعنى إلى جميع المواطنين.. متناسين أن الناس تدافع عن أفعال الحاكم لا عن قدسيته ومنصبه.

للأسف يفهم البعض الديمقراطية على أنها فعل مجرد بلا قيم ومبادئ.. ويتصور آخرون أن الديمقراطية يمكن أن تسمح لمن جاء عبر صناديق الاقتراع بأن يمارس الاستبداد والتسلط.. يقرر فلا يراجعه أحد، ولا ترد له كلمة ، ولكنهم لا يسألون سؤلاً مهماً: كيف تصل إلى الحكم بطرق ديمقراطية، ثم تصر على فرض أساليب ملتوية ؟ كيف تؤدي اليمين على الحفاظ على استقلالية مؤسسات الدولة، ثم تبدأ باحتلالها الواحدة بعد الأخرى، وفرض السيطرة المطلقة عليها.. كيف تصعد إلى كرسي البرلمان بالديمقراطية، ثم تعمل جاهداً على تدمير كل أسس الدولة المدنية.. أليست هذه خيانة للصندوق وللأصوات التي انتخبت.

هل تجعلنا ممارسات العديد من النواب نشعر بالخوف على الوطن؟ بالتأكيد، لأن صورة البلاد ذات المؤسسات الفاعلة في طريقها الى التلاشي ، بعد أن تحول البرلمان إلى مجرد صورة لديمقراطية صورية ، اليوم الكل يتحدث عن المواطن، والرأي الآخر ، لكنهم يخططون في الخفاء لإعلاء منطق الدولة التي مرجعيتها كل شيء إلا الإيمان بالديمقراطية الحقة. علمتنا تجارب التاريخ أن الأمم الحقة تبنى على أكتاف الزاهدين، لا على أصحاب الصوت العالي والشرهين للسلطة والمال.

ودعونا نتساءل : عن أي عراق ديمقراطي نتحدث، وفي أي خانة نصنفه، هل هو كوميدي أم تراجيدي. إذ ذهب البعض إلى أنه مثير للضحك، وقال آخرون إنه من نوع التراجيديا التي تصدم المشاهد وتصيبه بالكآبة والهموم، بالتأكيد نحن نعيش ديمقراطية الاستحواذ والسيطرة ، حين ننظر إلى ما يجري في العالم حولنا سنصاب باليأس، فقد كنا جميعاً نتمنى أن تسود دولة المواطنة وأن يصبح العراقيون جميعاً متساوين بالحقوق والواجبات، وأن يكون شعارنا الكفاءة أولاً، وأن نبني دولة مدنية لا تميز بين المواطنين. اليوم نعيش إحساساً غريباً بالزمن العراقي في ظل سياسيين لا يشعرون بما حولهم،‏ ومواطنين أصبح الزمن لا يعني لهم شيئاً أمام تكرار الهموم والأزمات وضياع الأحلام وسنوات العمر. إلى أين تسير بنا سفينة الديمقراطية؟

للاسف ما يجري اليوم هو تشريع لدكتاتورية الأغلبية القائمة على إلغاء الآخر. وكل ذلك وبعض النواب لم يحصل على ألف صوت فقط لا غير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram