بغداد/ وائل نعمة رحبت جامعة الدول العربية بتكليف الرئيس جلال طالباني رسميا لنوري المالكي لتشكيل الحكومة.واعربت الجامعة عن تطلعها لاستكمال الحكومة الجديدة من اجل تحقيق استقرار وامن العراق وتحقيق اماني الشعب العراقي.
وفي هذا الشأن اكد د.حميد فاضل استاذ العلوم السياسية"ان الترحيب العربي منتظر ومتوقع من قبل الجامعة العربية، لانها ادركت اهمية وجودها على الساحة العراقية".واشار في اتصال مع (المدى) الى ان الجامعة العربية ادركت ان حكومة المالكي جاءت نتيجة انتخابات شعبية،وضمن اتفاقات وتوافقات بين الكتل السياسية الفائزة، سبقتها اتقافات مع الدول الاقليمية ايضا، فقد رحبت دول عربية كثيرة باتفاق الكتل السياسية منها مصر وسوريا وغيرها.ويعتقد فاضل ان الدول العربية والجامعة ادركت مؤخرا الخطأ الذي وقعت فيه خلال المرحلة السابقة بالابتعاد عن الوضع السياسي العراقي وشعرت الان باهمية وجودها على الساحة.ويشدد فاضل على ان الجامعة العربية ستدعم هذا الترحيب بخطوات عملية ملموسة في الأيام المقبلة، في زيادة الدور العربي من خلال رفع التمثيل الدبلوماسي الى درجات متقدمة،وحضور الجامعة العربية الى بغداد عن طريق عقدها للقمة القادمة فيها سيكون من اكبر الخطوات الايجابية.فيما اشار المحلل السياسي احمد الابيض الى ان الدول التي كانت متحفظة على نتائج الانتخابات العراقية الاخيرة اكتشفت خطأها.واكد في حديث خص به (المدى) ان"الدول العربية والجامعة اصبحت مقتنعة بوجود شراكة وطنية في داخل البلاد وان الكتل السياسية الفائزة اضحت متفقة على تشكيل حكومة تمثل كل اطياف الشعب العراقي".ويجد الابيض ان الدول العربية اصبحت مجبرة على احترام القرارات العراقية،لانها تأتي عن طريق الدستور وحسب الاستحقاقات الانتخابية.فيما لفت المحلل السياسي حمزة الجليلي الى ان موقف الجامعة العربية قد يكون متقدما على موقف الدول العربية.واشار في اتصال مع (المدى) الى ان التصريحات المستمرة التي يدلي بها عمرو موسى رئيس الجامعة العربية وبعض مساعديه كانت دائما تصب في مصلحة ترسيخ المصالحة الوطنية.وينوه الجليلي الى ان الجامعة لم يكن لها موقف سلبي حول مايترتب عليه من نتائج الاتفاقات بين الكتل السياسية،فانها كانت ايجابية في التعامل مع اي حكومة تخرج عن طريق اتفاق وطني وتحظى بتأييد الشارع العراقي.واستدل الابيض في كلامه بالموقف الايجابي للجامعة في تعاملها مع العراق من خلال اهتمامها وعزمها اجراء القمة العربية المقبلة على ارض بغداد،وان مراحل التنسيق اصبحت في نهايتها،خصوصا بعد ذهاب وفد امني الى مصر لوضع الترتيبات الامنية لعقد القمة.بالمقابل يلفت الى وجود مشكلة تتلخص في ان الجامعة العربية لا تعكس دائما الموقف الجمعي للدول العربية،فهناك اختلافات في وجهات النظر بين الدول العربية تجاه الوضع في العراق،لكن يمكن التأكيد على ان موقف الجامعة العربية يعتبر مرادفا للموقف المصري،والذي كان خطوات ايجابية باتجاه الوضع العراقي في الاونة الاخيرة، وكانت مصر أولى الدول العربية التي ارسلت سفيرا الى العراق، والذي اختطف وقتل من قبل تنظيم القاعدة، ومن ثم اعادت وارسلت سفيرا اخر،وفتحت اكثر من قنصلية، بالاضافة الى الترحيب والاشارات الايجابية التي تلقتها الشخصيات السياسية العراقية حين قامت بزيارة القاهرة، فكانت زيارتا الرئيس طالباني والمالكي خرجتا بنتائج ايجابية.وبشكل عام يعتقد الجليلي ان رغبة الدول العربية بالتعامل بايجابية مع الوضع العراقي جاءت نتيجة الواقع السياسي الذي افرز وضعا سياسيا اتفقت عليه كل الاطراف العراقية.وكان قد اوضح السفير هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام للجامعة في تصريح صحفي تعليقا على تكليف المالكي لولاية ثانية"ان الجامعة العربية ترحب بهذه الخطوة وتدعو رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي إلى الإسراع بتشكيل الحكومة خلال المدة الدستورية المحددة وهي شهر واحد من اجل الخروج بالعراق من الصعوبات والتدهور الأمني الذي يمر به". والجدير بالذكر ان العراق باشر بالإعداد لاستضافة مؤتمر القمة العربية المزمع عقده في بغداد في شهر آذار من العام المقبل، والذي سيشكل خطوة أساسية في عودة البلاد إلى المجتمع العربي والدولي.