964

بعد توقف نحو عشرين عاماً، عادت المجلة التي تصدر عن موانئ العراق منذ الخمسينيات، إلى القراء مجدداً، بالعربية والإنكليزية، حيث صدر عدد حفل بمقالات لأبرز الكتاب والباحثين، سيوزع كذلك على السفن الداخلة إلى المياه الإقليمية، ليعيد ذكرى من كتبوا وعملوا فيها عبر عقود مثل بدر شاكر السياب وعبد القادر باش أعيان، وسواهم من الأسماء الكبيرة.

تفاصيل:

العدد الذي استأنف حياة المجلة، أعاد ذكرى الأدباء الكبار الذين وقعوا نصوصهم فيها منذ الجمهورية الأولى، حيث تمثل البصرة واحدة من أبرز المشاهد الثقافية في البلاد بتاريخ تأليف وطباعة يمتد إلى "دار التايمز" مطلع القرن العشرين، وأبرز المؤلفين الذين عرفوا عربياً وعالمياً، فضلاً عن مراكز الأبحاث المتعددة التابعة لجامعة البصرة، مثل مركز دراسات الخليج، ومركز علوم البحار، وسواهما.

ومجلة الموانئ هي من إصدارات البصرة خلال العهد الجمهوري، حيث صدرت للمرة الأولى عام 1959، واستمرت تصدر بشكل شهري منتظم مع توقف متكرر خلال فترات مختلفة مثل ما حدث أحياناً أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وخلال حرب الخليج الثانية عام 1991.

وبعد تدمير مطابع مديرية الموانئ التي كانت تأخذ على عاتقها طباعة أعداد المجلة قبل العام 2003، ونهب أرشيفها، عادت اليوم لتطبع في بيروت بدلاً من العراق.

ستعمل مع جامعتي بغداد والبصرة

ووفقاً لزملاء عاملين في المجلة، فإنها تسعى للفت أنظار الرأي العام المحلي والدولي إلى المشاريع الستراتيجية الكبيرة الحالية كمشروع ميناء الفاو وغيره من المشاريع التي يؤمل أنها ستجعل العراق الممر الملاحي العالمي المنافس، خاصة مع مخاطر الملاحة المتصاعدة في البحر الأحمر.

وتسعى المجلة إلى تفاهمات مع المؤسسات البحثية في جامعة البصرة لتدعمها بالمقالات العلمية حول شؤون السواحل العراقية وحركة الملاحة والبحارين والأسطول البحري العراقي.

وتصدر المجلة بمعدل 45 صفحة، من الأخبار والمقالات والبحوث العلمية، باللغة العربية، بالإضافة إلى إحصاءات مختلفة حول الموانئ العراقية، كما يصدر إلى جانبها ملحق باللغة الإنكليزية، تقدم نسخ منه إلى طاقم كل سفينة تصل أرصفة البصرة البحرية.

ويشارك في كتابة صفحات المجلة، العشرات من الأكاديميين في جامعتي البصرة وبغداد، إلى جانب صحفيين وباحثين بارزين من مدينة البصرة، مثل رئيس تحريرها الصحفي عمار الصالح، والشاعر والكاتب طالب عبد العزيز وكذلك الصحفي أمجاد ناصر وغيرهم.

رئيس التحرير عمار الصالح، في العدد الجديد:

تمثلت المهمة الأصعب في إعادة إصدار مجلة "الموانئ" التي تعد واحدة من أعرق النتاجات الصحفية في البصرة، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1959، على يد مدير مصلحة الموانئ آنذاك مزهر الشاوي، وضمّت نخبة من مثقفي البصرة آنذاك (الشاعر بدر شاكر السيّاب، والمهندس قيس القرطاس، والمؤرخ عبدالقادر باش أعيان، والكاتب طاهر أبو رغيف، والشاعر غالب الناهي، وكذلك طارق الكاتب وآخرين) وللأسف بعد عام 2003، فقد الكثير من أرشيف المجلة وصدرت بأعداد جديدة.

نجحنا في استئناف إصدارها مجدداً بالاعتماد على عددها الأول الصادر في كانون الأول من العام 1959، حيث عثرنا عليه رغم ضياع الأرشيف.

الشاعر والباحث طالب عبد العزيز لشبكة 964:

تشكل عودة مجلة الموانئ إلى الصدور بعد انقطاعات متكررة نقلة في الصحافة المؤسساتية، فهي قبل أيِّ توسعة في النهج والطموح تعمل على توثيق أنشطة شركة الموانئ العراقية.

لدينا في تاريخ الصحافة التي تصدر عن الوزارات والمؤسسات مطبوعات محترمة، أسهمت في تدوين جانب حيوي في ثقافتنا، قبل أن تكون تدويناً لوقائع وأحداث تخص المؤسسة هذه أو تلك، وعلى الرغم من أنَّ بحوث المختصين علماء وأكاديميين وخبراء تشكل المسعى الثاني في مهام الصحافة هذه، إلا أنَّ الجانب المشرق، لا يقل أهمية عند القارئ، ولعل متصفح أرشيف الأعداد القديمة لمجلة الموانئ أو مجلة (العاملون في النفط) سيفاجأ بالمواد الثقافية والعلمية التي كانت تنشر آنذاك وأسماء المؤلفين والكتاب.

ما يعنينا هو وجود المطبوع على طاولات العاملين، ومحاولة استعادتهم كقراء أيضاً، وشيوع ثقافة الكتاب بعد انقطاع عن قراءة الصحف والمجلات، لصالح الهواتف الذكية، ووسائط التواصل الاجتماعي، التي يعتقد الغالبية منهم بأنها تؤمِّن له ثقافة كاملة، غير عارفين بأنَّ الكتاب والمجلة والصحيفة هي ما يخلد في النفس القارئة، الساعية إلى المعرفة.