 ذي قار / حسين العامل

اعلنت الحكومة المحلية في ذي قار عن اتخاذ جملة من القرارات لدعم مرضى السرطان، وذلك اثر تسجيل ارتفاع مقلق في عدد الاصابات اذ ارتفعت معدلات الاصابة من 4 الاف اصابة عام 2018 الى 8 الاف اصابة حتى مطلع عام 2024، فيما بلغ عدد حالات الوفاة المسجلة في المحافظة ( 3172 ) في المدة من بداية عام 2013 وحتى نهاية عام 2017.

وقال رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ذي قار الدكتور احمد غني الخفاجي لـ(المدى) ان "مجلس المحافظة اتخذ عددا من القرارات واصدر جملة من التوجيهات لدعم مرضى السرطان الذين تقدر اعدادهم بثمانية الاف مصاب في المحافظة"، مبينا ان "المجلس عقد جلسة طارئة لبحث ملف مرضى السرطان حضرها محافظ ذي قار ومدراء الدوائر المعنية وممثلين عن منظمات مجتمعية مهتمة بملف مرضى السرطان".

واشار الخفاجي الى ان "المشاركين بالجلسة الطارئة اتخذوا جملة من القرارات من بينها تأمين العلاج واجور الفحص الطبي للمرضى سواء داخل البلاد ام خارجها"، مشددا على "اهمية توفير العلاج اللازم ومعالجة النقص الحاصل بعلاج مرضى السرطان في المستشفيات ومركز معالجة الاورام السرطانية".

وتابع رئيس لجنة الصحة والبيئة ان من بين القرارات التي اتخذها المجلس التسريع بوتيرة عمل بناية مركز جديد لعلاج مرضى السرطان يجري تشييده حاليا على حساب شركة نفط ذي قار ورفع توصية لإدارة المحافظة حول ادراج مشروع تجهيز المركز بالأجهزة الطبية والاثاث ضمن خطة مشاريع المحافظة. وتحدث الخفاجي عن "مفاتحة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حول شمول مرضى السرطان بمنحة المعيل ومنحة الرعاية الاجتماعية"، مؤكدا "حرص مجلس المحافظة على شمول مرضى السرطان بقطع اراضي سكنية"، مبينا ان "ذلك تم اقراره في مجلس الوزراء غير ان التعليمات والضوابط الوزارية لم ترد بعد الى دوائر البلدية في المحافظة اذ يستوجب تحديد ادراجهم ضمن فئة معينة من الفئات والشرائح المشمولة بالتوزيع".

وكشف الخفاجي ان "الارقام المسجلة رسميا لمرضى السرطان بلغت 8 الاف حالة وليست هناك معلومات دقيقة عن عدد المتوفين منهم"، مؤكدا " وجود حالات اصابة غير مسجلة في المركز المختص بمعالجة الاورام السرطانية في المحافظة كون قسم من المرضى يلجأ للعلاج خارج البلاد او في محافظات اخرى".

من جانبه، اعلن رئيس مجلس محافظة ذي قار، عبد الباقي العمري عن تشكيل لجنة للإخلاء الطبي، وطرح فكرة لإنشاء مستشفى خاص لمرضى السرطان. واوضح العمري في حديث تابعته (المدى) أن "الحكومة المحلية عازمة على إنشاء مركز طبي متخصص لمرضى السرطان في ذي قار خاصة بعد الإصابات الكبيرة التي سجلتها المحافظة"، مشيرا إلى، أن "الكلفة الإجمالية لمشروع المركز المتخصص ستبلغ 15 مليار دينار عراقي".

وأضاف، أن "اجتماع مجلس المحافظة الاخير بحث أسباب عدم تشغيل جهاز (بيتا سكان) المستلم منذ 4 سنوات من قبل صحة ذي قار"، مبينا ان "المجلس شكل لجنة من صحة المحافظة لمتابعة اجراءات تشغيله ليدخل في خدمة المرضى".

واشار العمري الى أن "المجلس وجه بتشكيل لجنة إخلاء طبي خاصة لمرضى السرطان لتكون رديفة للجنة السابقة التي شكلها ديوان المحافظة وخصص لها الاموال"، مبينا ان " قسما من الحالات المشخصة لمرضى السرطان ستعالج في مستشفيات المحافظة، والقسم الاخر سيرسل إلى بغداد للعلاج".

من جانبه، كشف محافظ ذي قار مرتضى الإبراهيمي عن اتفاق مع مجلس المحافظة على تشكيل لجنة مشتركة لإخلاء مرضى السرطان لغرض العلاج خارج العراق بعد دراستها وإعداد التقارير الخاصة بها من قبل دائرة الصحة". وقال الإبراهيمي إنه "تم تخصيص جزء من عوائد البترو دولار لدعم هذا الملف دون تحديد عدد المستفيدين".

واكد الابراهيمي أن "الأرقام المسجلة تشير إلى وجود أكثر من 7500 حالة إصابة بالسرطان قسم منها يعالج في مركز معالجة الأورام السرطانية في المحافظة وقسم آخر يتم معالجته في بغداد وميسان ناهيك عن حالات بحاجة إلى الإخلاء والعلاج خارج العراق". وكانت دائرة صحة ذي قار كشفت يوم الثلاثاء ( 15 كانون الثاني 2019) عن تسجيل 4 آلاف حالة إصابة بمرض السرطان في مختلف مناطق محافظة ذي قار من بينها 749 إصابة جديدة خلال عام 2018 ، فيما أكد مختصون ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض ودعوا الى استحداث 3 مراكز تخصصية لمعالجة المرض لدى البالغين والأطفال.

وكان مصدر مطلع في دائرة صحة ذي قار كشف يوم ( 24 نيسان 2019 ) عن تسجيل أكثر من ثلاثة آلاف حالة وفاة بسبب أمراض السرطان في محافظة ذي قار خلال خمسة أعوام ، مبينا في تصريحات صحفية إن عدد حالات الوفاة المسجلة في المحافظة في المدة من بداية عام 2013 وحتى نهاية عام 2017 بلغت 3172 حالة وفاة.

وكان أطباء وباحثون، كشفوا في (مطلع 2019 ) عن "ارتفاع ملحوظ" في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المنطقة الجنوبية من العراق، وبينوا إن "مرض السرطان هو واحد من أخطر ثلاثة أمراض تؤدي إلى الوفاة في المنطقة المذكورة".

وكانت لجنة الصحة والبيئة في ذي قار، كشفت في (كانون الأول 2018 )، عن تزايد الإصابات بسرطان الثدي بين نساء المحافظة، وعزت ذلك إلى الحروب وما رافقها من تلوث بيئي وإشعاعي وتلوث المياه ونوعية الأغذية والحالة النفسية للمريض وطبيعة معيشته.

وكانت دراسات ميدانية أعدها عدد من الباحثين في جامعة ذي قار قبل بضعة سنوات قد كشفت عن زيادة "مقلقة" في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في محافظة ذي قار اذ قال عميد كلية الطب الدكتور مؤيد ناجي الموسوي، في حينها، إن الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين في المحافظة أظهرت وجود زيادة مطردة ومقلقة بنسبة الأمراض السرطانية المسجلة في الدوائر الصحية المتخصصة وبمختلف الفئات العمرية مقارنة بباقي المحافظات.