وائل نعمة تصوير: ادهم يوسف كشفت جهات امريكية في وقت سابق ان مسؤولا عراقيا استولى على شحنة من اجهزة كمبيوتر بقيمة 1،9 مليون دولار ارسلتها واشنطن الى مدارس في العراق وبيعت من قبل مسؤول كبير في ام قصر بمزاد علني باقل من خمسين الف دولار،وكانت الولايات المتحدة  قداشترتها وارسلتها هدية الى مدارس في محافظة بابل.
اجهزة الكمبيوتر وصلت في حاويات مغلقة تتطابق ارقامها مع بيان شركة النقل،وكان المسؤولون الأمريكيون يستعدون لتسليمها الى مدارس بابل عندما اكتشفوا انها اختفت  بعد ثمانية ايام من بيعها في المزاد.فيما اكدت شركة الموانئ العراقية  ان ام قصر باعت الحواسيب المدرسية وفق النظام الكمركي المعمول به، بعد مرور تسعين يوما على قدومها وعدم استلامها من اي جهة.رواية من داخل احدى المدارسوبغض النظر عن مسؤولية  على من تقع مسؤولية بيع هذه الحواسيب التي خصصت للمدارس،الا ان النتيجة النهائية كانت بالضد من الطلاب، فهذه القضية تنقلنا الى رواية اخرى حدثت في داخل احدى المدارس، لاتتعلق بصفقة قادمة من خارج البلاد ولم تتدخل بها الجمارك او الموانئ،  حيث يذكر لنا احد المدرسين في اعدادية بمدينة الديوانية، ان الطلاب استبشروا خيرا بالحديث عن تجديد مختبر الحاسوب وتزويده بعدد من الحواسيب الحديثة،ورغم ان العدد لم يكن كثيراً واقل من اصابع اليد الواحدة،الا ان نصفها اختفى بين ليلة وضحاها.ويؤكد المدرس "ان مختبر الحاسبات يضم عدداً قليلاً من الحاسبات القديمة وبانظمة كلاسيكية ومعظمها عاطلة"،و سرعان ما تبدد حلم الحصول على حواسيب حديثة بعد ان اختفى نصفها بمجرد وصولها الى المدرسة وكان المدير والمعاون قد اخذوا النصف المفقود ووضعوه في منازلهم.قد يكون حال مدرسة "الديوانية" افضل من غيرها،فالكثير من المدارس لاتضم مختبرات للحاسبات او مختبرات دون حواسيب، كما يشير مدرس اخر في احدى المدارس في بغداد الى ان المدرسة تسلمت تسع حاسبات وضعت في الغرفة المجاورة لغرفة المدير واغلقت بقفل  ولم تستعمل حتى الان.!! rnمناهج قديمةإضافة الى المناهج الكلاسيكية التي تعد في نظر الكثير من الاخصائيين انها لاتنفع لتطوير الطالب بل تجعله نافرا من هذا الجهاز،خصوصا حين يسمع به ولايراه، يلفت "حيدر رافع " ماجستير في علوم الحاسبات، الانتباه الى ان المناهج التي تدرس الى الطلاب في المدارس تتحدث عن الحاسبة بشكل نظري ولاتعطيه قدرة على استخدامها، فيتعلم الطالب البرامج القديمة بينما العالم يتسارع من حوله والانترنيت يغزو كل البيوت حتى انه اصبح متواجدا على اجهزة الهواتف النقالة.كما يؤكد المدرس سلمان عبدالله استاذ مادة الحاسوب "ان المنهج المقر من الوزارة لايتواكب مع ثورة الحاسبات والانترنيت في العالم،لكننا ملزمون بتدريسه".و يشير الى ان الكثير من طلابه يجبرون على دراسة هذه المادة التي يدعونها بـ"المملة" سيما انهم يقضون ساعات كثيرة امام الانترنيت في منازلهم وفي المراكز المخصصة التي تبتعد تماما عن نوعية الدراسة التي يتلقونها في المدرسة، لذلك يعتقد ان تدريس هذه المادة سيكون هواء في شبك.بالمقابل تؤكد الطالبة سرى عبدالله الطالبة في مدرسة ابن الارقم الثانوية انه" منذ بداية العام الحالي وحتى الان لم ندخل الى مختبر الحاسبات،والسبب ان اعدادنا كثيرة ولاتكفي لاخذ دورها في استخدام الحاسبات".من جانبه يؤكد وليد حسين مدير اعلام وزراة التربية ان لاوجود لحالات سرقة للحواسيب المخصصة للمدارس غير تلك الحادثة في ميناء ام قصر، وكل الاجهزة المخصصة للمدارس تصل اليها، وشدد على استعداد الوزارة لتقديم اي فاسد الى هيئة النزاهة.من جهة اخرى يشير الى ان مادة الحاسوب ادخلت في جميع المراحل وفي معظم المدارس،واعداد الحاسبات في تزايد مستمر،وتدريس هذه المادة المهمة –حسب وصف حسين- يتم بشكل تدريجي في كل المراحل الدراسية.ويشير الى ان العالم تحول الى قرية صغيرة بفضل ثورة الاتصالات ومن غير المعقول ان يكون الطلاب والمدرسة بمنأى عن مايحدث من حولهما، لذلك اكدت الوزارة ضرورة تدريس هذه المادة والاهتمام بالكوادر التي تقوم بتدريسها من خلال اخضاعهم لدورات تدريبية منتظمة ودورية،واستقدام مدرسين من خريجي قسم الحاسبات لتدريس المادة.كما يلفت الى ان المناهج المعتمدة في تدريس هذه المادة حديثة شأنها شأن الحواسيب التي جهزت بها المدارس فهي ايضا ذات طراز حديث.بالمقابل تشير سحر حربي مديرة الاعلام التربوي الى ان الكثير من المدارس لاتحتوي على مختبرات للحاسبات-رغم عدم علمها بشكل دقيق بعدد المدارس- الا انها اكدت ان عملية اعداد المختبرات وتأمين الحاسبات يحتاج الى اموال وتكاليف وهذا غير متوفر الان في الوزارة.rnبنايات لا تكفي لمختبرات الحاسوبفيما أوضح حسين العبودي مديرعام  تربية الرصافة الثالثة ان مادة الحاسوب يقتصر تدريسها على مرحلتي المتوسطة والاعدادية،ويؤكد"استلمنا من وزارة الهجرة والمهجرين 7500 حاسبة كمنحة من الوزارة لمدارس مدينة الصدر،واضفنا اليها عدداً من الحاسبات الى المراحل الابتدائية في خطوة بسيطة لتعريف التلميذ الصغير اساسيات الحاسبة والتعرف