TOP

جريدة المدى > الملاحق > "شيرين شر الطريق" بلطجية نسائية لها دور فـي الانتخابات!

"شيرين شر الطريق" بلطجية نسائية لها دور فـي الانتخابات!

نشر في: 27 نوفمبر, 2010: 05:40 م

طغت ظاهرة "البلطجة" النسائيّة على المشهد الانتخابي في مصر، إذ استغل بعض المرشحين العناصر النسائيّة لكبح جماح منافسيهم في الانتخابات، وذلك مقابل أجر مادي للظاهرة التي احترفتها ثلة من النساء واعتبرنها وسيلة لكسب الرزق، ما حدا بدوائر متخصصة إلى إجراء دراسات حول تلك الظاهرة الاجتماعية للوقوف على أسبابها وتداعياتها.
وتعتبر منطقة الجيزة القديمة، وتحديداً منطقة سوق الخضراوات والفاكهة، واحدة من أشهر المناطق في هذا الشأن، وكان لابد من الإستعانة ب"دليل"، أو مرافق للوصول إلى معاقلهن.منتصف السوق أشار "الدليل" إلى إحدى السيدات، وكانت تجلس أمام "فرشة" أو كومة من الخضروات الورقية منها الخس والجرجير والفجل، وقال إنها واحدة منهن، وهي "نضورجية" أي تراقب الطريق، وتستشعر الخطر. كانت سيدة في العقد الخامس من عمرها، ولا تبدو عليها أية ملامح للعنف، وجسمها نحيف بشكل واضح. وبمجرد الإقتراب منها قالت بنبرة حادة "أي خدمة يا بيه". فرد المرافق موضحاً أننا نريد الحديث إلى بعض من يعملن في "تنظيم الإنتخابات". لكنها رفضت وقالت "حد الله ما بينا وبين البلطجة يا باشا". ومع الإلحاح، ومنحها "المعلوم" أي مبلغ من المال، وافقت، مدت يدها أسفل كومة الجرجير والخس، وسحبت سكيناً عبارة عن مطواة "قرن غزال"، وقالت بابتسامة خفيفة "لو مشيت من غيرها أشعر أني عريانة". ثم إنطلقت وسط زحام البائعين والمشترين بخطوات سريعة، ودلفت إلى شوارع وحارات خلفية حتى وصلت إلى أحد المقاهي الصغيرة يقال عنها "غرزة"، وألقت التحية على سيدة تجلس أمام ذلك المقهى، وأخبرتها أننا نريد الحديث معها عن "أعمال الخير والجدعنة" التي يقمن بها، بعد أن أكدت لها أننا لسنا من "الحكومة"، وأنه من الممكن أن نكون سبباً في حصولها على "رزق" لو نال عملها اعجابنا. وقدمتها إلينا باسم "المعلمة سكسكة". وروت "سكسكة" وهي سيدة ممتلئة الجسد، تاريخ واحدة من أشهر البلطجيات، مؤكدة أنها بدأت مع "سكسكة الكبيرة" التي توفيت منذ نحو 30 عاماً، و أضافت: "كانت ست مجدع، والناس كلها تعمل لها ألف حساب، وكان مفيش راجل يقدر يصدها، وورثت "سكسكة نمرة 2" الشغلانة عنها، وعندما ماتت مسكت أنا الشغل كله ".وتتابع: "نحن نعمل لرفع الظلم عن كل من يلجأ إلينا، مثلاً لو هناك واحد مفترى ضرب رجلاً محترماً، وفرّج عليه الناس، وراح حرر ضده محضرا أكثر من مرة، ولم تستطع الحكومة أن تثأر له، نقوم نحن بهذه المهمة لوجه الله، ولو أن هناك زوجا مفتري تزوج بأخرى على زوجته أم أولاده أو خانها بعد العشرة الطويلة، وأرادت تأديبه، نقوم نحن بهذا الدور، حتى يعود لها مرة أخرى، زوجاً مطيعاً، ويحن عليها هي وأولادها، وكله ثواب عند ربنا. ولو أن هناك تاجرا له ديون لدى آخر، ويماطل في السداد، ولجأ إلينا، نحن نسترد له أمواله من زميله المفتري، ونحصل على نسبة تقدر ب15% من قيمة المبلغ".ولكن ماذا عن الإنتخابات؟ سؤال منا، وجاءت الإجابة على لسانها، قائلة: "الإنتخابات موضوع كبير، ونحن لا نمارس البلطجة، بل نقوم بحماية المرشح الذي يلجأ إلينا وأنصاره أثناء الإدلاء بأصواتهم من بلطجية المرشحين المنافسين، و ننظم له المؤتمرات الجماهيرية، ونعلق له اللافتات الدعائية. ونخصص له "ست جدعة" من عندنا تحمي زوجته وبناته حتى إنتهاء الإنتخابات. وتحصل الواحدة منا على مبلغ يتراوح ما بين 200 و500 جنيه في اليوم. وإذا كان المرشح المنافس له، "شايف نفسه" ويحاول التعرض له، ويريد تأديبه هو وأنصاره وزوجته وأولاده، نحن نتولى هذه المهمة، وممكن نرمي عليه واحدة منا تقف في طريقه، وتضربه علقة ساخنة، أو تذهب إليه في مقر عمله، وترمي "بلاها" عليه، وممكن تحرر ضده محضر تحرش أو تعرض لأنثى في الطريق العام، ويرتبك في التحقيقات بالنيابة، ولو خرج منها براءة نعمل له مشكلة مع أحد أشقائه أو المقربين له، وهذا العمل مكلف جداً، ويصل سعر إفتعال مشكلة كبيرة مع الخصم شخصياً بحيث تربكه تماما إلى خمسة آلاف جنيه، وتصل إلى 50 ألف جنيه في حال إذا كان صاحب نفوذ وقوي، ويريد المرشح الخاص بنا إسقاطه في الإنتخابات. وهذه المبالغ تذهب إلى كل العاملين معنا، ونحن نعيش عليها طوال العام . "حنان سفنجة" هو اسم سيدة أخرى، تقول: لا أعمل إلا مع النساء من أجل استرداد حقوقهن من أزواجهن  الظالمين، وأساند المرشحات فقط، إنه مبدأ أعمل على أساسه. ولأني أعرف أن الستات مهما علا شأنهن "منكسرات الجناح"، قررت الوقوف إلى جوار مرشحات كوتة المرأة، وأعمل مع إحداهن "بودي جارد حريمي" لحمايتها هي وأبنائها من أية محاولة عنف قد يتعرضون لها. وتدخلت سيدة شابة في الأربعينات من عمرها في الحديث، وقالت: "وأنا دعوة الأم التي لم يستجب لها الله". وأوضحت قائلة: عادة ما تدعو أي أم لإبنها قبل الخروج من المنزل صباحا "ربنا يكفيك شر طريقك"، وأنا عندما أدخل في أي معركة، أ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram