اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمود سلاما ياعراق عدد(2618)

عمود سلاما ياعراق عدد(2618)

نشر في: 10 أكتوبر, 2012: 06:28 م

حيث الرياح تميل

قال لي ذو المنصب القادم توا من بغداد: ان كتاباتك شخصية وليست ذات طابع عام وهذا لا يجوز. رد جليسي المصري: هايل، والله ده شي رائع، فالكتابة ذات الطابع الشخصي تثير اهتمامي اكثر. تبرع زميل "الكار" موضحا قول الضيف للمصري انه يقصد بأن داعيكم له مشكلة خاصة مع رئيس الحكومة ، ثم سأل ضيفه: أليس كذلك؟  فحرك الضيف رأسه بنعم رسمية. علت وجه المصري مسحة تعجب، فسأل: كيف يكون لكاتب مشكلة شخصية مع رئيس حكومة؟  رد ابن "الكار": لا أعرف. لا تعرف ازاي؟ فلم يرد.
في تلك اللحظة. وكأي جنوبي، عندما يلفه الهم، غنيت بطور المحمداوي أبوذية كنت قد كتبتها مجاراة لبيت ابو نؤاس:
أفزعت شماتي لمّه تجيب لمّه
وهواك اشكد نثر عمري ولمّه
شربنا ودبيب الكاس، لمّه
وصل للسر خفت ليعم عليه
ساعد الله قلب جليسي كيف تحمل وقع طور الأبوذية العراقي على أذنيه المصريتين. صاح ذو المنصب: الله، اي هذا الحچي. قلت له صبرا جايك بالكلام:
أتعلمان يا صاحبيّ ان في مصر اليوم شغّالات عراقيات، وفي سوريا خادمات ينظفن المرافق الصحية، وكذلك في الاردن واليمن لا بل حتى في السودان، وهي بلدان أفقر من العراق بعشرات، ان لم اقل مئات المرات؟ هل سمعتم بكويتية او إماراتية او قطرية او بحرانية تشتغل خدّامة؟ لم يجبني أي منهما. ذكرتهما اني في زمن حكومة علاوي قلتها على الهواء في قناة  "الجزيرة" ان سيادة العراق لا تكتمل الا حين يُرجع العراقيات "المچنبرات" في الساحة الهاشمية بعمّان الى بغداد معززات مكرمات وعلى طائرات من الدرجة الأولى. والا فلا خير به ولا بالسيادة.
واليوم أنتما تعلمان علم اليقين كيف هي حال أغلب العراقيات، وحال الشباب الضائع بدون عمل والأطفال الذين يستجدون بالطرقات. فكيف لا أنتقد رئيس الحكومة  وهو ينوي الذهاب الى روسيا حائرا ببشّار وإيران، تاركا العراق بأسوأ حال مثل "النادرة للناس"؟
لم ينبس الضيف الحكومي ببنت شفة. . لكن زميل "الكار"   بلّش يغرد في مدح المالكي ومرسي معا مشيدا بالإسلاميين و"وعيهم الديمقراطي" مقابل "جهل" مثقفينا بمعنى الحرية. ومن دون استئذان استلمه المصري: مرسي مين والمالكي مين يا عم، وديمقراطية ايه اللي بتتكلم عنها؟ وليتكم كنتم معي لتروا فرحتي. عن هذه قلت لكم، يوم أمس، اني كنت محظوظا بعض الشيء. فمثل زميلنا لا ينفع به غير لسان مصري "امعدّل". ظل صاحبنا يبلعم لا يدري ماذا يفعل الى ان فجّر المصري  بوجهه قنبلة: اذا كنت هكذا ترى العراق جنة في هذا العهد  فلماذا قدمت طلب لجوء للأمم المتحدة؟ صار الزميل يخيط ويخربط ولا يدري كيف يلملم خيوط الفضيحة أمام المسؤول الحكومي فرد بالمصري هذه المرة: وايه يعني؟ اجبته بالعراقي: هذا يعني انك كتبت بخط يدك ان النظام بالعراق ظالم وانك ان عدت اليه فسوف تُسجن أو تُعدم، وهذا لا بد منه لكل طالب لجوء. رد علي: انت تعرف شي وانا اعرف شي.
لا والله اني اعرف الذي تعرفه لكن "هنيالچ يمن بيتچ على الشط، ومنين ما ملتي غرفتي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Ankido

    من حق كل الدول ان تتسلح باحدث الاسلحة ولكن اهم سلاح تتسلح به الدولة والحكومة هو تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين ابناء الشعب وازالة الفوارق الطبقية المقيتة مما يكسبها اهم واخطر سلاح على وجه الارض الا وهو حب الشعب لها وهذا مالم تنجح في تحقيقه جميع

  2. Ankido

    لصوص وتكارتت العراق الجدد اصحاب الشهادات المزورة والدرجات الخاصة ابطال عملية الفرهود الكبرى لاموال الشعب العراقي المظلوم اتباع احزاب الاقطاع السياسي الفاسدة لايختلفون كثيرا عن الطاغية المقبور هدام التكريتي الذي منح الدكتوراة بستة اشهر للرفاق الحزبيين. أقس

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram