TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يؤبن أحد أعمدة المنقبين في التراث الشعبي باسم عبد الحميد حمودي

بيت المدى يؤبن أحد أعمدة المنقبين في التراث الشعبي باسم عبد الحميد حمودي

نشر في: 18 مايو, 2024: 10:58 م

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، جلسة تأبين للكاتب والشخصية الأدبية المعروفة، باسم عبد الحميد حمودي، أسهمت فيها المداخلات القيمة، بالتعريف بسيرة الراحل ومجزه الادبي والثقافي الذي استمر لقرابة 7 عقود، حفر فيها في العديد من التخصصات فضلا عن اسهاماته في إدارة المؤسسات الثقافية الرصينة.

الباحث رفعت عبد الرزاق، والذي ادار الجلسة، قال ان "باسم عبد الحميد حمودي من الشخصيات الأدبية التي جمعت الجيل الرائد والجيل الحديث وتعددت عنده الاهتمامات الأدبية والكتابية فهو من الباحثين في التراث الشعبي وليس هذا جديدا عليه بسبب عمله كرئيس تحرير مجلة التراث الشعبي لسنوات طويلة وانما لأنه كتب عن الغناء العراقي والشعر الشعبي في بداية الخمسينيات في مجلة الاديب اللبنانية التي كان يصدرها البير اديب".

وأضاف، ان "الراحل شخصية بغدادية ومن اسرة عريقة في منطقة الكرخ وكانت ولادته في الأول من أيار عام 1937، ونشأ في اسرة قريبة من الثقافة وكان ابوه عبد الحميد حمودي من الأسماء البارزة في التعليم وكذلك له أقارب من أصحاب المكتبات الكبيرة التي استفاد منها الراحل بصورة كبيرة".

وأشار عبد الرزاق، الى ان الدكتور علي جواد الطاهر يقول في كتابه (اساتذتي ومقالات أخرى) وفيه افرد فصلا عن والد باسم عبد الحميد حمودي، انه "لما دخلت المتوسطة الشرقية في الحلة وجدت ان مدرس اللغة العربية شخصية مشهورة في الحلة وهو حميد حمودي، وكان سبب الشهرة ان مديرية المعارف في الحلة اقامت مسابقة شعرية وإذا بحميد حمودي يفوز بهذه المسابقة وجائزتها 70 دينارا وكان راتب المدرس آنذاك لا يتجاوز 10 دنانير".

رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، علي الفواز، قال ان "من الصعب جدا التحدث عن شخصية مميزة في وجيز من الوقت لان باسم عبد الحميد حمودي هو شاهد تاريخي وثقافي على كل التحولات الكبرى التي حدثت في العراق منذ الخمسينيات والى رحيله، وكان شاهدا حيا وليس شاهدا رمزيا ومواربا وغامضا، ويملك أدوات الرائي والقارئ والفاعل والمشارك في صناعة تفاصيل هذا المشهد العراقي".

وأضاف، ان "حمودي جزء من المجموعة الأولى التي أسست اتحاد الادباء في العراق نهاية الخمسينيات، أي انه كان قريبا من المطبخ الثقافي الذي اجتمع حول الجواهري ودأبوا على ان يمأسسوا الفضاء الثقافي وان يجعلوا هذه المؤسسة رائدة، فضلا عن السيرة العائلية التي تعني لنا انه شخصية مشبعة بالمعرفة والوعي والقوة الرمزية على مستوى الحضور والالتزام، وعلى مستوى العائلة وارتباطاتها كان جزءا من البرجوازية الوطنية التي قادت التحول التاريخي في العراق".

وتابع، ان "باسم عبد الحميد حمودي من النقاد الأوائل، وحينما نتحدث عن النقد الادبي، باسم من الشخصيات التي اشتغلت مبكرا على مسألة النقد بوصفه صانع اضاءات للإبداع العراقي فكانت كتاباته الأولى في مجلة الآداب البيروتية في منتصف الخمسينيات وحينما كان النشر في هذه المجلات دليلا على حيوية هذا المثقف وان اسمه لامع وحاضر وكان جزء من هذه الدفقة الأولى من هؤلاء الكتاب". ولفت الى انه "فضلا عن كونه كان فاعلا ثقافيا في الصحافة الثقافية آنذاك في صحف البلاد والحضارة والأيام، وكانت علاقته برفائيل بطي استثنائية ومهمة لان رفائيل من الشخصيات المهمة في المشهد الثقافي، وكذلك كان من العناصر الفعلة في الإدارة الثقافية، وحين نتحدث عن المثقف فبوصفه منتجا معرفيا وله الأثر الكبير، لاسيما كتاباته النقدية".

الصحفي زيد الحلي، أشار في مداخلته الى انه "في اليوم الأخير من الأسبوع المنصرم خسرنا شخصية ثقافية مهمة، كان شاهدا تاريخيا على عقود من الزمن وعمل بجد لنشر المعرفة الثقافية والوعي الفولكلوري". وبين ان "دوران الحياة سريع دائما كما تعلمنا وكما تمر به كل الناس وفي كل مكان وزمان، غربة وحنين ولقاء وفراق وضحكات ودموع وأحلى ضحكاتها اللقاء واخر دموعها الفراق، وما أحر دموع الفراق وانا شعرت بحرارة تلك الدموع رغم احتباسها في عيني حين بلغني النبأ الصادم بوفاة أبو شهرزاد".

وأوضح ان "للراحل كتب عديدة توزعت بين الادب الفولكلوري والتراث والنقد القصصي والاعلام والتاريخ المعاصر، ومازالت مؤلفاته القيمة بين أيدينا تمضي معنا ونمضي معها في رحلة التاريخ المعاصر التي لا تنتهي".

رئيس تحرير مجلة التراث الشعبي، صالح زامل، ذكر ان "عام 1985 تولى باسم عبد الحميد حمودي رئاسة مجلة التراث الشعبي ولغاية سنة 2003، أي بحدود 19 سنة، وأيضا اشتغل رئيسا لتحرير مجلة الأقلام لفترة محدودة، واشتغل في دائرة الشؤون الثقافية معاونا للمدير العام، وكذلك مديرا للتأليف والنشر، ولكن الفترة الأهم كانت له في رئاسة تحرير مجلة التراث الشعبي".

وأشار الى انه "بعد خروج لطفي الخوري من مجلة التراث الشعبي، كانت المجلة تعيش في أفضل أوضاعها المؤسساتية، وفي عام 1985 لم يكتف باسم عبد الحميد حمودي بألق هذه المؤسسة انما حاول احياء مشروع الخوري، وأعاد الحيوية للمجلة وأعاد إقامة ندوة بغداد في مؤتمرين، وبعد الحرب العراقية الإيرانية ومن ثم الحصار، انكفأت المجلة، لكن بقي المتابع للمجلة يلمس فيها بعض الروح". وأنهى قوله بان "باسم عبد الحميد حمودي لم يكن مكلفا فقط برئاسة تحرير المجلة وانما هذا الامر زاد من شغفه بالتراث الشعبي، فلهذا تجد له شغلا مجاورا في مجالات تكاد تكون مميزة ومن بينها السيرة الشعبية في العراق، والتي لا نجد صدى لها كما في الشام ومصر". من جانبه قال الكاتب، حسين الجاف، اننا محزونون على فراق ورحيل واحد من اكابر الثقافة العراقية وتحديدا في التراث الشعبي.

وأضاف في مداخلته، انه "قبل رحيل حمودي بأيام دافع باستماتة عن الأخ إبراهيم السعيد الذي كان في أيامنا أحد موظفي المكتبة الوطنية في ستينيات القرن الماضي وكان معينا لنا في انتقاء الكتب الثقافية، فأحد الاخوان اعاب عليه تدينه، لكن حمودي قال ان لإبراهيم السعيد من الماضي المضيء ما يجعلنا ان نثمن اختياراته الأخيرة".

ولفت الى ان "الراحل حمودي يقول انه عندما تخرجت من كلية التربية عينت مدرسا في الديوانية وهناك كان المدير عبد الجبار العمر، المؤرخ والمربي وأحد كبار الكرخيين المعنيين في الشأن الثقافي والتراثي، ويقول انه اول ذهابي قال لي اذهب توضأ واخرج القرآن امامي، وقال من قيم الوظيفة ان تحلف على يمين الإخلاص لعملك الجديد، وقلت انني بحق هذا القرآن العظيم ان أكون مخلصا لوظيفتي ولعملي التربوي بما يخدم الوطن". ونوه الى انه "زاملت باسم عبد الحميد حمودي عضوا في 1980 الى 1992 في المكتب التنفيذي والمجلس المركزي في اتحاد الادباء وصار امينا عاما للشؤون الثقافية، وكان شديد الحرص على اختيار المحاضرين ولا يصعد المنبر الا من يتقن اللغة العربية ويقدم شيئا ابداعيا نافعا".

د. علي حداد، قال انه "قبل أيام من وفاته، وانا دائم الاتصال به، استشيره واسأله واطمئن عليه، وكنا نتحدث عن مشروع نشتغل عليه في مؤسسة نيشان للثقافة الشعبية التي اسسناها وكان الراحل من مباركيها الأوائل، والعمل هو دليل لدارسي الثقافة الشعبية في العراق، وفي هذا الدليل لا يمكن الاستغناء عن الأستاذ باسم عبد الحميد حمودي، وكان يحكي لي عن فلان وفلان، وأيضا حدثني عن روايته الجديدة وموعد استلامها وانت من الشخصيات الموجودة في الرواية، فسألته عن دوري فيها، وكانت المفارقة ان يوم الخميس رحل وفقدنا رمزا واستاذا".

وذكر ان "الحديث عنه هو حديث عن مرحلة عايشها بامتداد طويل، ونحن نتحدث عن 67 سنة من عمره الثقافي والادبي، واذا ما افترضنا انه اول ما عرف به اديبا وكاتبا من خلال مقالة نشرها في مجلة الاديب عام 1957 وكانت عن الادب الشعبي، وبعدها اخرج مجموعته القصصية وكذلك رحلة في القصة العراقية في بداية الستينيات، وتواصل عطاؤه في مسار معرفي متميزو ودؤوب، والى اخر أيامه يكتب وينشر".

وأكمل، ان "عطاء الأستاذ باسم يتحرك في مسارات متواشجة واشتغاله على التراث الشعبي تأسس على ميله للسرد وهو كاتب قصة وناقد قصصي متميز وهو جعله قريبا من الادب الشعبي، وكتاباتها السردية استثمرها في دراساته للأدب الشعبي، فركز على السيرة، ومن بينها سيرة الزير سالم وسيرة عامر الخفاجي واستلها من السيرة الهلالية، وواصل في هذا العمل، وحاول ان يصنع سيرة لحمد آل حمود".

من جانبه قال الصحفي والكاتب محمد جبير، ان باسم عبد الحميد حمودي كان مربيا فاضلا ويتبنى جميع مشاريع الادباء الشباب ومهتما وحريصا على اظهارهم بالمظهر اللائق، وهي من الخصائص الحميدة لديه، كان دائم الحضور في القسم الثقافي في دائر الشؤون الثقافية وإذاعة صوت الجماهير".

واستطرد قائلا، انه "برحيله اختفت ذاكرة سردية عراقية مهمة، وهذا تحدثت فيه اثناء زيارتي اليه الأخيرة قبل وفاته، واقترحت عليه ان يكتب سيرته، كونه ذاكرة أجيال وحضر فيها بفاعلية وتأثير"، مبينا انه "كان مخلصا لحرفه وكلمته وتحول بعد ذلك الى كتابة النقد القصصي والرواية".

وأنهى بالقول، ان "قراءة اعمال باسم عبد الحميد حمودي في الحكايات الشعبية تضيف الكثير للقارئ وتعلمه فن الكتابة السردية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

صدور المجلد العاشر من أضخم موسوعة أمثال عراقية وعربية

صدور المجلد العاشر من أضخم موسوعة أمثال عراقية وعربية

 ذي قار / المدى صدر حديثا عن دار الرفاه للطباعة والنشر المجلد العاشر من كتاب (سبعة آلاف مثل عراقي / جمهرة الأمثال في مدينة الناصرية) الذي وثق فيه الباحث حسين كريم العامل جانبا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram