اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > الروائية الكاميرونية نادين نجومو تصدرروايتها (أسيرة)

الروائية الكاميرونية نادين نجومو تصدرروايتها (أسيرة)

نشر في: 18 مايو, 2024: 10:41 م

الحضور الأبوي هو النجم الذي يرشد الطفل إلى طريق مصيره!

ترجمة: عدوية الهلالي

لقد اختارت الروائية الكاميرونية أن تجعل من الأدب سلاحا في التركيزعلى الظلم الذي تعاني منه النساء والأطفال المولودون خارج إطار الزواج.

ومن خلال بطلة روايتها "أسيرة" الصادرة عن دار افيركايا للنشر عام 2024، سلكت نادين نجومو طريقًا مختلفًا. لقد اختارت أسلوبًا صريحًا ومباشرًا للتعبير عما لم تستطع قوله لوالديها. تقول: "يا أبتاه، أطفالك أصبحوا ساقطين، قطاع طرق، لأنك لم تعتن بهم، انهم يعيشون بين الأوغاد، الأميون، نساء الليل،اللصوص،الحراس الليليون، القتلة، مستأجرو المنازل.. أنت "أبي" ولكنك لست والدي. "

ويعتبر الناشر جان كلود أونو، رواية نادين نجومو "طاقة تنبثق من أعماق المعاناة والنضال من أجل تأكيد الذات"، وهي "نص يخرج السرد فيه عن المسار المعروف، ويلتقط كل الفروق الدقيقة وجميع مكونات الاستبطان، والعودة إلى الذات، ليُسقط على العالم بيانًا محملاً بأكثر الطرق شعرية لسرد التفاهة الوجودية".. ويؤكد الناشر قائلاً: "عندما اكتشفت هذا النص، شعرت بإثارة كبيرة". الشعور الذي نشعر به عندما نصادف شيئًا من مكان آخر، من أماكن بعيدة وساحرة

قصة الرواية مستوحاة من الحياة المضطربة لنادين نجومو، 33 عامًا. والتي توفي والدها، الذي كان غائبًا إلى الأبد، عندما كان عمرها 11 عامًا فقط، وتوفيت والدتها بعد أربع سنوات. كانت وحيدة، وعلى الرغم من الزواج القسري، ثابرت نادين في دراستها لكنها وقعت في دوامة الفجور بين السجائر والكحول.تقول نجومو: "لقد فعلت الكثير من الأشياء الغبية، لكن هذه الانحرافات سمحت لي بالهدوء قليلاً".وفي عام 2021، اصدرت اول رواية لها عن سيرتها الذاتية بعنوان (تعاملي مع الأمر..أنت امرأة) فكيف اذن تمكنت نادين نجومو من كسر السقف الزجاجي رغم البداية الفوضوية؟

تعترف نجومو قائلة: "أنا طفلة غير شرعية"، كما يقول الناس في كثير من الأحيان. رأيت والدي مرتين في ساعة واحدة. لم يعتني بي قط. كان لديه 35 طفلاً مع حوالي ثلاثين امرأة. كان أخي الأكبر يدير شؤون الأسرة المالية. وكنت أنا وأختي في نفس الصف الأول. لقد أعطى لأختي 11.500 فرنك أفريقي لدفع تكلفة الاختبار المدرسي. لكنه قال لي: "تعاملي مع الأمر، أنت امرأة!" في ذلك الوقت، لم أفهم. سألته، فأجاب: "افعلي ما تفعله النساء عادة. عندما يحتجن إلى المال، يذهبن إلى الرجال". مازلت لم أفهم، فقال لي: "إذا كنت لا تعرفين، اكتشفي ذلك!". لقد أُجبرت على الزواج عندما كان عمري 16 عامًا.. وفي الصف الأول، كان لدي طفلة. ولدفع الرسوم المدرسية لهذه الطفلة، اضطرت نادين نجومو إلى بيع الزهور. تقول: "كان علي أن أدفع ثمن طعامي وملابسي وكل شيء آخر بنفسي. علاوة على ذلك، كان زوجي يضربني. "

كتبت كتابها الأول بعد فرارها من منزلها. وتتذكر قائلة: "لقد احتفظت بالمخطوطة". لقد طلب مني الناشر تنقيح العنوان لكني رفضت. أردت أن يبقى كما هو.. "لقد كان أنا"، يقول صديقها المؤلف فالكوسا محمدو:"لقد صنعت نادين نفسها. لقد كانت تقريبًا والدة وأم وأخ وأخت معًا"..

واستمرارًا لروايتها الأولى، تعد رواية "الأسيرة" علاجًا حميميًا وإدانة ضد الآباء الذين يتخلون عن أولادهم ولايعترفون بهم. وعبر هذه الصفحات الـ 220، يرسم قلم مشوب بالسخرية الصورة الدقيقة لمجتمعنا، الذي يسارع إلى الحكم على أطفال الشوارع، بينما أمهاتهم أسيرات أجسادهن. وتعتبر رواية "الأسيرة" أيضًا بمثابة لائحة اتهام ضد الكاميرون، التي ترفض تبني سياسة مساعدة ضحايا العلاقات غير الشرعية وحيث يتردد صدى صمت الرجال الذين يختفون بمجرد إشباع الرغبة الجنسية لديهم تاركين وراءهم النساء ومعهن الأطفال. وبالنسبة لنادين نجومو، فإن "الحضور الأبوي هو النجم الذي يرشد الطفل الى طريق مصيره، وهو ضرورة رأسمالية. تقول:" إن كونك لقيطًا ليس أمرًا غريبا. ومع ذلك، ولكي تنجح، عليك أن تعمل بجهد ثلاثة أضعاف ما يفعله الآخرون لتحصل على ثلث ما لديهم."

وتعتبر نجومو، الناشطة النسوية الملتزمة والمنشقة الطبقية، قدوة يحتذى بها، ففي عام 2017، أسست جمعية "اقرأ المزيد" في نغاونديري، ثم في عام 2020، أسست "سوكولو"، وهي صحيفة إلكترونية متخصصة في التعليم. كما كانت أول رئيسة تحرير لصحيفة(هدف المرأة الكاميرونية) ونائبة منسق لصحيفة)عين الساحل) التي تعمل على تعزيز اهتمام الفتيات الصغيرات بالتعليم من خلال منحهن فرص المنح الدراسية والأكاديمية.

ومن خلال كتبها وأعمالها، تمنح نادين نجومو الأمل لجميع اللقطاء وجميع الأسرى في العالم هامسة لهم ليرقصوا على إيقاع أحلامهم، ويكسروا قيود مصيرهم الحزين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram