اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الأردن.. مرحلة جديدة

الأردن.. مرحلة جديدة

نشر في: 28 نوفمبر, 2010: 05:21 م

حازم مبيضين اكتملت الصورة في الأردن، باستثناء بعض الرتوش هنا وهناك، برلمان جديد نجح فيه ثمانون وجهاً جديداً وعاد إليه أربعون من النواب القدامى، ومجلس أعيان يرأسه رئيس الوزراء السابق طاهر المصري زاد عدد أعضائه خمسة ليرتفع إلى الستين، واستبعدت تشكيلته نخبة من الشخصيات البارزة خلافا للعادة والتقاليد، بمن فيهم خمسة رؤساء وزارات سابقين،
 فيما تضمنت تعزيزاً نادراً لصفوف رموز التيار الليبرالي، مع زيادة ملموسة في حصة ممثلي الوسط الفلسطيني في مجلس الأعيان، التي وصلت لـ 18 لتعويض نقص الحصة الحادة في الفريق الوزاري ومجلس النواب، وتشكلت وزارة برئاسة الرئيس السابق سمير الرفاعي تضمنت استنساخ 20وزيرا من الحكومة السابقة وعاد إليها خمسة وزراء خدموا في وزارات سابقة، فيما تسلم المقعد الوزاري لأول مرة سبعة جدد، أبرزهم أيمن الصفدي نائباً لرئيس الوزراء ووزير دولة، وهو قادم من ديوان الملك الذي خدم فيه مستشاراً لفترة قصيرة.ويجري الحديث عن تغييرات في المناصب العليا في الديوان الملكي، قد تشمل تعيين رئيسي الوزراء السابقين نادر الذهبي ومعروف البخيت، الأول رئيساً للديوان والثاني مستشاراً، بما يعني أن ثقل مؤسسة العرش سيزداد، كما يجري حديث عن تعديلات في السلطة الثالثة من خلال تغيير رئيس المجلس القضائي، فيما تؤشر المعطيات كافة إلى أن رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز سيكون رئيس المجلس النيابي، الذي نجح فيه بعض الحزبيين اليساريين ليكونوا نواة المعارضة، التي اعتاد الأردنيون أن يقودها الإسلاميون، الذين قاطعوا الانتخابات بعذر معلن يتعلق بقانون الانتخابات والصوت الواحد، وسبب حقيقي يتمثل في صراع النفوذ داخل جماعة الأخوان المسلمين وحزبهم السياسي، والخوف من نجاح ممثلي تيار الصقور، ما دفع المعتدلين لقيادة تيار المقاطعة في بادرة هي الأولى في تاريخ الحزب والجماعةمفارقة كانت واضحة حين عيّن السياسي المخضرم سعد هايل السرور نائباً لرئيس الوزراء، بعد فشله بالنجاح كنائب استمرت عضويته في مجلس النواب منذ عودة الحياة الديمقراطية الى البلاد عام 1989، بعد ما يعرف بهبة نيسان الشعبية، فيما لم يسترض أياً من الرموز السياسية التي تخلت عن مواقع مهمة للترشح لعضوية المجلس النيابي وفشلت، وعلى غير المتوقع خلت تشكيلة الأعيان من نائبي رئيس الوزراء نايف القاضي ورجائي المعشر اللذين كانا ضمن كل التوقعات لأسماء الأعيان الجدد، وعلى الصعيد الاقتصادي المالي أتى الشريف فارس شرف محافظاً للبنك المركزي، ونقلت بيان التل من الإعلام الخارجي للديوان لتتسلم إدارة الإذاعة والتلفزيون. وهناك عدة مناصب مهمة شغرت بانتقال شاغليها، إما إلى الوزارة أو الأعيان أو النواب، ولذلك فإن الحراك مستمر على الهوامش بعد الانتهاء من المفاصل الرئيسية. الأردنيون اليوم أمام مرحلة جديدة تحمل الكثير من سمات السابقة، وهي مرحلة مفصلية بالنسبة للظروف الاقتصادية السيئة داخلياً، خصوصاً بعد أن أنقذت السعودية الميزانية العامة بتبرعها بمئة مليون دولار، وبالنسبة لحالة التململ الشعبي من توريث المواقع والمسؤوليات، إضافة إلى الحالة السياسية السائدة في الإقليم، والمتمثلة بجمود التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما يشاع عن حلول تتم على حساب الدولة الأردنية بشكلها الراهن، وهو ما يستفز الشرق أردنيين الذين ربحوا من الفصل السياسي والإداري مع الضفة الغربية المحتلة، وهم يطالبون اليوم بسحب أية امتيازات من إخوانهم الأردنيين من أصل فلسطيني، وإذ تتغير قواعد اللعبة قليلاً، فإن المايسترو يظل واحداً وهو قادر على التدخل كلما اقتضى الأمر، حتى ليبدو في بعض الأحيان وكأنه لاعب شطرنج يلعب بالحجارة البيضاء والسوداء في آن معاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram