متابعة المدى
على قاعة المركز الثقافي الفرنسي تم افتتاح المعرض الشخصي للفنان ابراهيم حسين تايه تحت عنوان "بقعة ضوء" يكتب الفنان ابراهيم تايه في دليل المعرض: "بقعه ضوء يتخذ التجريب في الفن مكانة عالية لارتباطه بفلسفة العصر ، كون الفن لغة بصرية تتيح للمتلقي تأسيس تأويلاته . فادراك الجمال لا يتم الا عن طريق الحدس ، وهذا ما يشدني الى الابتعاد عن اللغة المباشرة في الخطاب الجمالي والغور في عوالم التجريب والبحث في الشكل واللا شكل والعلاقات والرموز وفق دلالات فكرية ترتبط حقيقة بجوهر ذي طابع مطلق للمفاهيم الرؤيوية ، وتجربتي الحالية امتداد لتجارب سابقة ، اطرحها امام المتلقي لتأسيس نوع من التواصل الذهني. عسى ان اكون قد وفقت في خلق توازن اشد اهمية بين الاشكال ومضمونها المعبر عن كوامن النفس واهتماماتها" .
والفنان هنا يؤكد ما ذهبنا اليه عندما كتبنا عن تجربته سابقا ، كونه اتخذ من التجريب خيارا مستمرا وهو يعمل على تجربته الفنية الجمالية، وهذا ما يتيح لقدراته التطور باتجاه مديات جمالية اوسع وأكثر عمقا ، وبما يتضح جليا في التجربة المعروضة امامنا للتلقي .
في هذا المعرض يراهن الفنان ابراهيم حسين تايه على الاستمرار في العمل على مسارات او تنويعات متعددة ، ضمن نطاق التعبيرية ، وهي المدرسة التي اصبحت حاضنة لمساره الفني المستمر في الوسط التشكيلي العراقي اسلوبيا ، هذا المسار الذي جعله ينوع في اشتغالاته البصرية على السطوح التصويرية التي ينتجها بلذة العارف المتمكن من ادواته انتاجيا ، وهو يستلهم كافة المعطيات المتاحة له في سبيل ذلك الإنتاج ، والتي لا تستند على الرؤى الفنية فقط ، بل هو يستلهم ما يحيط به من معطيات طبيعية تمثل الواقع المحيط به باعتباره يشتمل على ميزات جمالية قد لا تتوفر لغيره من الفنانين الذين يمارسون ذات الاشتغالات ، من هنا فان سحر الطبيعة حيث يعيش في بيئة زراعية ستترك اثاره على تلك السطوح التي يشتغل عليه بالتأكيد ، وذلك باعتباره متماهيا مع تلك البيئة .
